د. عبد المقصود باشا
د. عبد المقصود باشا


من التاريخ

«الملك الغازى» ..غياث الدين تغلق شاه

حافظ محمدي

الخميس، 08 يوليه 2021 - 10:10 م

هو الملك العادل الفاضل «غياث الدين تغلق شاه الدهلوي» من الأتراك القراونة، أى المولودين من أب تركى وأم هندية، وعنه يقول الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر الشريف: قدُم «غياث الدين تغلق» بلاد السند فى عهد سلطان دهلى «علاء الدين محمد شاه»، فخدمه «تغلق» وتم تعيينه فى منصب أمير خيله، ثم صار بعد ذلك من الأمراء الكبار، قال عنه ابن بطوطة إنه سمى «بالملك الغازى» لأنه قاتل التتار تسعا وعشرين مرة فهزمهم، وولى مدينة «ديبالبور» إحدى مدن سلطنة دهلي، وجعل ابنه «محمد» أمير الخيل.

 فلما قام «خسرو خان» الهندوسى بقتل سيده «قطب الدين بن علاء الدين» سلطان دهلى وجلس مكانه على كرسى السلطنة، تحرك «غياث الدين» للانتقام لسيده «قطب الدين» وأعلن الحرب ضد مغتصب عرش دهلى «خسرو خان»، وكتب إلى ولده «محمد» وكان وقتها موجودا فى دهلى يعلمه بما عزم عليه، ويأمره أن يفر إليه، وجمع «تغلق» عساكره وأصحابه الأقدمين، وخرج إليه «خسرو خان» فى عساكره ووقع اللقاء بينهم، وقاتل «تغلق» الهندوس قتالا شديدا ولكن عساكره هزموا، وحينها انفرد بأصحابه الأقدمين وكانوا ثلاثمائة يعتمد عليهم فى القتال، فعندما أنشغلت عساكر «خسرو خان» بنهب الغنائم وتفرقوا عنه، قصد تغلق وأصحابه موقعه وحمى القتال بينهم وبين الهندوس مرة أخرى ولم يبق مع « خسرو خان» أحد، فهرب وألقى القبض عليه وقُتل، واستقام الملك لـ«تغلق» أربعة أعوام من واحد وعشرين وسبعمائة إلى خمس وعشرين وسبعمائة هجرى..

يضيف باشا قائلًا: كان «تغلق» عادلاً فاضلاً، كريمًا، حليمًا، متورعًا، حسن الأخلاق، راجح العقل، متين الدين، وكان يلزم الصلوات الخمس بالجماعة، وكان يتفقد بنفسه أحوال الناس، ويكرم العلماء والمشايخ، ويعظمهم تعظيماً بالغاً، من مآثره الجميلة أنه بنى مدينة «تغلق آباد» وهى بلدة كبيرة بناها خارج دهلى القديمة، وكانت وفاته فى ربيع الأول سنة خمس وعشرين وسبعمائة هجرى.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة