زينب اسماعيل
زينب اسماعيل


وداعا جيهان

بوابة أخبار اليوم

السبت، 10 يوليه 2021 - 04:50 م

بقلم: زينب اسماعيل

حقا هي إمرأة من الزمن الجميل كانت مثالا  للمرأة المصرية المحبة لمصريتها رغم اختلاط دمها بالدم الإنجليزي .. منحت بنات جنسها قواعد جديدة في الحياة والسياسة والاجتماعية والحب والزواج  أيضا.. لم تنهزم أو تنكسر من غدر أيامها بل أنها مع كل انكسار كانت المطرقة التي تكسر الإنكساربكل صلابة وقوة .. وقعت في غرام شخص كانت كل مؤهلاته أته مصري وهب عمره لمصر وذابت فيه حبا حتي أصبح من كان بالأمس رجلا عاديا أصبح رئيسا  لمصر و"حب مصر" كان هو القاسم المشترك الوحيد بينهما اتفقا عليه حتي الممات .. قررت الزواج منه  وذلك في 29 مايو 1949 -  عندما كان ضابطا صغيرا ، و كان متزوجًا ولديه 3 بنات وهن رقية وراوية وكاميليا


إنها جيهان صفوت رؤوف المولودة  في 29 أغسطس 1933  -   قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، والتى قدمت نموذجًا للمرأة المصرية فى مساندة زوجها فى ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخى فى حرب أكتوبر المجيدة وكانت علامةً فارقةً فى تاريخ مصر الحديث أعاد ت لمصر العزة والكرامة .. وفي لمحة تاريخية واجبة نذكرما كان لجيهان  من  مبادرات اجتماعية وعديد من المشروعات التي  كان لها الأثر بشكل مباشر وغير مباشر في تنمية المجتمع المصري ، ونادت بضرورة حصول المرأة  على حقوقها  خاصة وأنها ظالبت بتعديل بعض القوانين في مصر ومنها قانون الأحوال الشخصية الذي لا يزال يعرف في مصر حتى الآن بـ«قانون جيهان». . - هنا أنتهز الفرصة لأتقدم ببالغ الحزن والأسي العزاء لإبنها الوحيد جمال محمد أنور السادات والذي تعاملت معه عن قرب وكنت مسئولة عن قطاع ا لإصالات في جريدة أخبار اليوم  وكان رئيسا تنفيذيا لشركة اتصالات مصر، كان مثالا للرجل المتواضع وكما يقول المثل الشعبي" كان متربي تربية ولاد الأصول"  ولم يختلف عليه أحد من الزملاء علي شديد أدبه  وأحترامه للصغير منا كصحفيين أو الكبير-  حصلت جيهان السادات خلال رحلتها في الحياة علي عدد من الجوائز الوطنية والدولية  في مجال الخدمة العامة والمشروعات  الإنسانية للنساء والأطفال، كما  تلقت أكثر من 20 درجة دكتوراه فخرية من جامعات وطنية ودولية من مختلف أنحاء العالم ، كما قامت بتأليف عددا من الكتب  كان من ابرزها كتاب «سيدة من مصر» الذي ذكرت فيه القصص المثيرة التي تعرضت لها، من خلال ممارستها للعمل السياسي في مصر، كما ألفت كتاب «أملي في السلام» الذي نُشر في عام 2009م، قامت فيه بتحليل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أزمات  والطرق التي تساهم في التوصل إلى سلام حقيقي بين الشعوب.


وبعد معاناة مع المرض كانت كلمة النهاية لحياة جيهان السادات – هنا أذكر لها من صميم أحد كتبها ما كتبته عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات قالت : " الأمجاد لا تموت وإن غيب الثرى أجساد أصحابها، فلا فناء للمجد ولا خلود للأحقاد، تبقى مصر ومن عطائها يبقى العطاء في شموخ الهرم وصمود الزمن " .

 

[email protected]    

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة