الأحد، 11 يوليه 2021 - 12:16 م

في تجربة عملية جديدة لمحاولة الدخول إلى عقل الطفل الصغير لكشف ما يدور فيه من أفكار وأحاسيس تم إجراء أول استفتاء بين الأطفال عن الأخطاء التي يرتكبها الصغار وما هي الذنوب التي يعاقب الله عليها، ورأي علماء النفس في العقوبات التي يتعرض لها الأطفال.

عاشت مجلة «آخر ساعة» ثلاثة أشهر تبحث المشكلة وأعدت استمارات أجاب عليها الأطفال بأنفسهم، وحصلت منها على حقائق مثيرة تنير الطريق أمام الأمهات والآباء، وتم نشرها في 15 يوليو 1959.

أجريت التجربة بين 200 طفل أعمارهم ما بين 6 سنوات و12 سنة، وتم اختيارهم من أحياء مختلفة مثل «مصر الجديدة والسيدة زينب والدقي وسيدنا الحسين»، وأشرف على التجربة عدد من الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، وعلى كل أب وأم أن يقرأوا هذه التجربة قبل أن يفكروا في معاقبة أطفالهم الصغار.

اقرأ أيضا| بعد وفاة الريحاني.. فريد شوقي يدخل في نوبة بكاء  

تضمنت استمارة الاستفتاء 8 أسئلة طلب من الأطفال أن يجيبوا عليها بصراحة وحرية، وكان أول سؤال يدور حول الكذب وكسر أدوات البيت والاعتداء على الأخ الصغير وما إلى ذلك من أخطاء، وكان عليهم أن يصفوا أخف الاخطاء وأبشعها من وجهة نظرهم.

تبين من الإجابات أن كسر الأقلام والشخبطة على الحائط من أهون الأخطاء وأن أشدها خطرًا الكذب وتعذيب القطط أو الكلاب.

والسؤال الثاني إلى السادس عن عقوبات الأهل والعقوبات المدرسية ووجهة نظر الأطفال عن أنسب العقوبات لمختلف الأخطاء التي يرتكبها، وتبين أن الطفل الذي لم يؤدِ الواجب أنسب عقاب له هو كتابة الواجب 100 مرة، وبالنسبة للعقوبات المدرسية فإن أشدها إيلامًا هو الضرب والطرد وإبلاغ الوالدين الوقوف بجوار الحائط ورفع اليدين.

أما السؤال السابع دار حول الغش في اللعب وفي الامتحان، وتبين أن نسبة كبيرة من الأطفال يغشون سواء في لعب البلي أو الكوتشينة أو الطاولة ونسبة صغيرة منهم يغشون في الامتحان.

وآخر سؤال عن الذنوب التي يفعلها الطفل فيعاقبه الله عليها بالنار وإذا لم يفعلها يدخله الجنة، وأجمع الأطفال أن هذه الذنوب هي: الكذب وعدم طاعة الأب والأم وحرمان الفقراء والضحك أثناء قراءة القرآن وعدم الصلاة.

وخرجت آخر ساعة من هذا التحقيق الخطير بهذه النتائج:

- الأب والأم لا يتفقان عادة فيما بينهم على العقوبات المناسبة للأخطاء التي تحدث من الأطفال.

- الأطفال يتصورون أن المدرسة سجن كبير يفقدهم حرياتهم، والسبب أن بعض المدرسين يوقعون على الأطفال عقوبات لا تتناسب مع التربية الحديثة كالوقوف في الفصل ورفع اليدين أو الوقوف على الركبتين.

- الكثير من الآباء والأمهات يلجأون إلى التخويف بالعفاريت وبالحبس في حجرة مظلمة ومجرد التهديد بهذه العقوبات يترك آثار في نفسية الطفل تنمو معه.

- الأطفال يحتاجون إلى تفهم معنى كلمة الله وأن يعرف الطفل أن الرحمة والعطف والعدل من صفات الله.

- لا يجب أن يعاقب الطفل بالضرب بالكف على الوجه أو الضرب بالشلوت أو التخويف بقطع اللسان.

- أعط طفلك فرصة إذا أخطأ أول مرة ولا تعاقبه وعندما يخطئ مرة ثانية اختر له العقوبة المناسبة للخطأ، ولا تعاقب طفلك إلا إذا أقنعته بأنه مخطئ.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم