د. محمد محمود
د. محمد محمود


رسالة..

كل الخيارات مفتوحة

محمد محمود

الأحد، 11 يوليه 2021 - 06:30 م

وصلت كل مساعي التفاوض السياسية والدبلوماسية مع إثيوبيا لطريق مسدود، سواء الذي يقوده الاتحاد الأفريقي، أو دول الـ15 الأعضاء بمجلس الأمن، وباتت جميعها تسفر عن توصيات بضرورة تجديد المفاوضات مضيعة للوقت وتطبيق سياسة الأمر الواقع.

 

فقد تبنت إثيوبيا لموقفٍ متعنتٍ وسوء نية شديد للغاية وإصرارها علي اتباع سياسات أحادية الجانب طوال هذا المسار الشاق والمعقد وفي مراحل المفاوضات كافة، كما رفضت كل المقترحات والأفكار التي قدمتها مصر، والتي كان من شأنها ضمان قدرة إثيوبيا على توليد الطاقة الكهرومائية بأعلى مستويات ومعدلات الكفاءة مع توفير الحماية لدولتي المصب من أخطار هذا السد.

 

كما قدمت مصر خطة لإنشاء صندوق مشترك لتمويل مشروعات البنية التحتية بهدف توسيع آفاق التعاون، والمساهمة في تمويل هذا السد الإثيوبي بغية تحويل هذا المشروع إلى رمز للصداقة والإخوة بين الشعبين، وكذلك مد خطوط الكهرباء المصرية للمساهمة في إمداد إثيوبيا بالطاقة لدعمها في مسعاها لتحقيق التنمية، إلا أنها أصرت على تعنتها والرفض المطلق لأي اتفاق ملزم، ولذلك لا بديل عن الخيار العسكري لمصر والسودان.

 

فنهر النيل بالنسبة لمصر هو الحياة والوجود، فعبارة «مصر هبة النيل».. لم تكن في يوم من الايام مجرد عبارة نرددها في كُتب التاريخ، فبهذه الكلمات الثلاث استطاع المؤرخ الإغريقي  «هيرودوت» خلال القرن الخامس قبل الميلاد، أن يلخص كل شيء، فذلك النهر بدأت علي ضفتيه أقدم وأعظم حضارة الكرة الأرضية، وبدونه تبقى مصر صحراء قاحلة مترامية الأطراف..

 

ولم يتغن المصريون بشىء فى حضارتهم قدر غنائهم وتغزلهم فى نهر النيل، فقد كتب فيه أمير الشعراء أحمد شوقي وإبراهيم ناجي، وحمل أحد كبار شعراء مصر لقب شاعر النيل، وهو «حافظ ابراهيم» وغني له محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وام كلثوم، ومن اجمل ما تغنت به الفنانة نجاح سلام أغنية «أنا النيل مقبرة للغزاة» كلمات محمود حسن اسماعيل، تقول: 


 أنا النيل مقبرة للغزاة أنا الشعب نارى تبيد الطغاة
أنا الموت فى كل شبر إذا عدوك يا مصر لاحت خطاه
يد الله فى يدنا أجمعين فصبوا الهلاك على المعتدين
قد رفعنا العلم للعلا والفدا في عنان السماء

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة