خالد جبر
خالد جبر


الآن جاء وقت كل المصريين

خالد جبر

الإثنين، 12 يوليه 2021 - 06:26 م

فى جلسة مجلس الأمن الخميس الماضى، حضرت مصر لتقول للعالم أنها متمسكة بحقها فى الحياة .. وحضر السودان ليؤكد على خوفه وقلقه من الدمار .. وبعث نظام الغبى أحمد بوزير الرى ليطلب من المجلس أن يخرج من الموضوع .. منتهى السفالة وقلة الأدب.

مصر كانت واضحة وقوية وثابتة فى عرض قضيتها، وأكد شكرى على أن الأُمة التى يتجاوز تعدادها أكثر من مائة مليون نسمة - تواجه تهديداً وجودياً؛ فقد بنى كيانٌ هائل على الشريان الذى يهب الحياة لشعب مصر؛ وارتفع جدار ضخم من حديد وفولاذ بين ضفتى نهر عظيم وعريق، مُلقياً بظلاله الثقّال على مستقبل ومصير الشعب المصري، ومع كل حجر فى البناء، يعلو سد النهضة الإثيوبى ويتسع خزانه ليُضيق على شريان الحياة لملايين الأبرياء الذين يعيشون من بعد هذا السد العملاق على مجرى نهر النيل.. وقال أن مصر جاءت إلى مجلس الأمن العام الماضى لتحذر المجتمع الدولى من هذا الخطر المحدق الذى يلوح فى الأفق، ونبهت آنذاك إلى قُرب وقوع الملء الأول لهذا السد الإثيوبي، وحذرنا من مغبة السعى لفرض السيطرة والاستحواذ على نهر يعتمد عليه بقاؤنا.

وذكر شكرى ممثلى الدول الأعضاء بأن مصر ناشدت المجلس بكل احترام له العمل بكل جهد ودأب لتجنب تصاعد التوتر الذى سيهدد السلم فى إقليم هش، ودعونا أشقاءنا الذين نشاركهم ثروات النيل إلى التحلى بالمسئولية .. ورغم ذلك، وبعد بضعة أيام من جلسة مجلس الأمن العام الماضى شرعت إثيوبيا- دون مراعاة للقوانين والأعراف - فى الملء المنفرد لسد النهضة وأعلن وزير خارجيتها بعجرفة وصلف «أن النهر تحول إلى بحيرة... وأن النيل ملك لنا»، مع ذلك، فإن رد فعل مصر إزاء هذا الاعتداء على النيل اتسم بضبط النفس واتباع درب السلم والسعى للتوصل لتسوية لهذه الأزمة من خلال اتفاق مُنصف يحفظ مصالح الأطراف الثلاثة، كما انخرطنا على مدار عام كامل فى المفاوضات التى عقدها وأدارها أشقاؤنا الأفارقة من أجل صياغة حل أفريقى لهذه الأزمة الكؤود ..ورغم ذلك، فقد باءت كل تلك الجهود بالفشل.

والآن، وبعد عام من الإخفاق والمفاوضات غير المثمرة، وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التى بذلها رؤساء الاتحاد الأفريقى وشركاؤنا الدوليون، نجد أنفسنا مُجدداً، فى مواجهة المسلك الإثيوبى الأحادى بملء السد دون اتفاق يضمن حماية شعوب دولتى المصب ضد مخاطره. وهو ما تجلى فى إعلان إثيوبيا يوم 5 يوليو أى قبل ثلاثة أيام فقط من انعقاد هذه الجلسة- البدء فى ملء العام الثانى للسد بشكل أحادى .. وبنبرة حادة قال: إن هذا السلوك الفج لا يعكس فقط انعدام المسئولية لدى الجانب الإثيوبى وعدم المبالاة تجاه الضرر الذى قد يلحقه ملء هذا السد على مصر والسودان، ولكنه يجسد أيضاً سوء النية الإثيوبية، والجنوح لفرض الأمر الواقع على دولتى المصب فى تحد سافر للإرادة الجماعية للمجتمع الدولى والتى تم التعبير عنها وتجسدت فى انعقاد هذه الجلسة لمجلس الأمن لمناقشة هذه القضية واتخاذ إجراء حاسم بشأنها.

الآن.. جاء وقت كل مصرى ومصرية مؤمنين بالقضية ومدركين أهميتها وحيويتها.. لديهم الثقة فى قائدها العظيم ودبلوماسيتها المحترمة .. بما يحمى حقوق الشعب المصرى فى شريان الحياة الممتد إلى مصر منذ أن خلق الله الأرض وماعليها .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة