صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


من التاريخ | ابن حزم الأندلسي

حافظ محمدي

الخميس، 15 يوليه 2021 - 06:11 م

كان له مقدرة كبيرة فى ميدان البحث التاريخى ورؤية عميقة، ونظرات فلسفية فى تحديد الغايات، كالزهد فى الدنيا، واتباع القدوة الحسنة، والعبرة بالفناء، وتمييز الصواب من الخطأ فى الأخبار، وإمتاع النفس بإطلاعها على أخبار الأمم السابقة، هو المؤرخ القدير»على بن أحمد بن حزم» الشهير بابن حزم الاندلسي..

يقول عنه الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر الشريف: شخصية ابن حزم التاريخية تستند إلى روافد ثقافية متنوعة، فقد كان واسع الاطلاع على المصنفات التاريخية السابقة ومناهج أصحابها، كما أنه درس التوراة والإنجيل بالإضافة إلى دراساته المتعددة لتواريخ عصره ولقائه العلماء والشيوخ، وما جناه من تجارب ومشاهدات شخصية إبان حياته فى الدولة الأموية وبعد توليه الوزارة، ثم بعد زوال سلطان بنى أمية وانتقاله فى بلدان الأندلس المختلفة، كل هذا أكسبه حصيلة علمية مع تمتعه بالذكاء الحاد والبصيرة النافذة.


يضيف باشا: كان توسع ابن حزم فى فنون المعرفة بالعديد من العلوم المختلفة، وخاصة العلوم الدينية كالحديث والفقه والتفسير والعقائد، أثر فيما توصل إليه من نتائج علمية قيمة فى ميدان التاريخ والأنساب، ومن أبرز إسهامات ابن حزم فى التأليف التاريخى كتابه «جمهرة أنساب العرب» الذى وصف بأنه أوسع كتب الأنساب وأشملها مع الإيجاز، وكتابه «الفصل فى الملل والأهواء والنحل» وهو تاريخ نقدى للأديان والفرق والمذاهب على اختلافها.


انتقد ابن حزم كثيرا من العلماء والفقهاء، فأبغضوه، وحذروا سلاطينهم منه، ونهوا عوامهم عن الدنو منه، فأقصته الملوك وطاردته، وقاموا بإحراق كتبه علانية بإشبيلية، إلا أنها لم تفقد من جراء ذلك، فقد كان له جماعة من تلاميذه حافظوا على كتبه، ورحل ابن حزم من إشبيلية إلى قريته «منت ليشم» وظل بها يمارس التصنيف والتدريس حتى وافته المنية عام 456هـ 1064م.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة