دموع امتحانات هذا العام ... ما بين مؤيد ومعارض
دموع امتحانات هذا العام ... ما بين مؤيد ومعارض


أولياء الأمور والمدرسون يقيّمون النظام الجديد ويكشفون أسباب « دموع الامتحانات»

الثانوية العامة.. أزمة مستمرة

لمياء متولي- أميرة شعبان

الإثنين، 19 يوليه 2021 - 09:45 م

فى بيتنا ثانوية عامة ، البيوت تتحول الى معسكرات مغلقة ، كافة المجهودات سواء المادية أو المعنوية تصب فى اتجاه واحد هو طالب الثانوية العامة.. هذا العام اثارت الثانوية العامة جدلا كبيرا بسبب النظام الجديد للامتحانات .. «الاخبار» ناقشت مع اولياء الامور والطلاب والمدرسين .. النظام الجديد ..وحاولت كشف اسباب دموع امتحانات هذا العام ... ما بين مؤيد ومعارض دائما ما تنقسم الآراء كل عام حول النظام الجديد الذى يؤدى به طلاب الثانوية العامة الامتحانات، فبعد أن تم إلغاء «التابلت » لما كان به من صعوبات وبعض المشكلات التى واجهت الطلاب العام الماضى ،تم إعتماد نظام «البابل شيت » ..ما هى مميزات النظام الجديد وكيف نتلافى العيوب التى ظهرت فى النقاش التالى ..

الطلاب: الامتحانات غير تقليدية وتحتاج إلى مزيد من التدريب
تغيير نوعية الأسئلة وعدم كفاية الوقت تقضى على فرحة «البابل شيت»

الطلاب يشكون من طول الأسئلة بالنسبة للوقت

لم يمض الكثير من الوقت منذ بدء امتحانات الثانوية العامة، لتبدأ معها أزمة كل عام من «الصراخ والبكاء وحالات الإغماء» على أبواب اللجان الامتحانية، إلا أن هذا العام كان من المتوقع أن يكون مختلفا بشكل كبير فالامتحانات ولأول مرة فى تاريخ الثانوية العامة المصرية تأتى على نظام جديد متمثل فى الإجابة عن طريق «البابل شيت»، والذى من المفترض أن يزيح من على كاهل الطلاب الكتابة الطويلة خلال الامتحان، وعناء الإجابة عن الأسئلة المفتوحة.
ولكن على غير المتوقع عادت منذ اليوم الأول مشاهد البكاء والشكاوى مرة أخرى، لتتحول عقب اليوم الثانى إلى حالة من «الذهول واللامبالاة» سادت وبشكل كبير بين الطلاب الذين فقدوا الأمل فى أن تتحسن عملية الامتحانات.

نمط الأسئلة
هناك الكثير من الجوانب التى أثارها لنا الطلاب فصعوبة الأسئلة هذا العام لم تكن هى شاغلهم الأول، بل جاءت عوامل أخرى أدت بهم فى نهاية الحال إلى الاستسلام للامر الواقع بعدما أدركوها جيدا.

وعلى رأس تلك العوامل جاء «تغير نمط الأسئلة» فى نظام الامتحانات الجديد فكان هو أكثر ما أثار التوتر بين الطلاب، ويوضح مارسلينو عماد، أن حالة البكاء والفزع التى انتابت الكثيرين خلال اليوم الاول كان سببها «الصدمة التى واجهوها فور قراءة الأسئلة بنمطها الجديد»، فهى تعتمد على أسئلة غير مباشرة وغير تقليدية بل تحتاج إلى نمط تفكير مختلف، موضحا أنه لا مشكلة فى ذلك فى العموم لكن المشكلة الرئيسية هو أنهم لم يتدربوا على هذا الأمر بشكل كاف يمكنهم من خوض امتحان الثانوية العامة به.

وأضاف «مين يصدق إننا فى كل سنة من أول أولى ثانوى بيتجرب فينا نظام شكل؟، وهل يعقل بعد 6 سنين إبتدائى و3 إعدادى بنذاكر من الكتب وندخل نمتحن فيها بالنص، تيجى الدنيا تتقلب لتابلت فجأة فى أولى وثانية ثانوى ولما بدأنا نتأقلم عليه يتحول النظام فى سنة تالتة لبابل شيت وأسئلة غير عادية من غير أى تدريب كاف أو تمهيد، إحنا فعلا كنا محتاجين وقت نستوعب كل دا لكن محدش ساعدنا».

وأكمل مارسلينو «النظام كان من الممكن أنه ينجح جدا ونكون متفائلين لو مثلا متعودين عليه من سنة أولى ثانوي، أو متدربين عليه طول السنة، لكن إحنا فى كورونا وأغلب المدارس قفلت أصلا فإزاى دا يحصل فينا ، نوعية الأسئلة دى محتاجة سيستم كامل شغال عليه من مدارس وتدريبات مستمرة».

وقت قاتل
أما الأزمة الثانية التى اتفق عليها أغلب الطلاب فكانت فى عدم وجود توازن ما بين عدد الأسئلة ونوعيتها والوقت المتاح، فأشارت منة حامد إلى أن هذا الكم من الأسئلة بنوعيتها الجديدة كانت تحتاج إلى أضعاف هذا الوقت، فكما تم التجديد فى نظام الامتحان كان من المفترض أن يتم التجديد فى الوقت، فإما زيادته أو تقليل عدد الأسئلة حتى يتاح لنا فرصة التفكير الجيد وقراءة الفقرات والاختيارات بتمعن.

ووافقها الرأى ماركو وجيه الذى أكد أن نظام الإجابات الجديد المتمثل فى «البابل شيت» أفضل بشكل كبير من النظام القديم فهو أراحهم _على حد قوله_ من عناء الكتابة طوال الامتحان التى كانت ترهقهم من قبل، لكن «يافرحة ما تمت»، فعاد ماركو للحديث مرة أخرى قائلا « بالرغم من يسر طريقة الإجابة إلا أن الوقت ضربنا فى مقتل، فجميعنا كان فى امكانه الحل بشكل أفضل إذا تم تقليل عدد الأسئلة لتناسب ساعات الامتحان وحينها كان من الممكن أن نفكر جيدا ونحقق ما يريده الوزير من أن تكون الاجابات تعتمد على التفكير وليس حفظ الإجابات».

وعما كان يحدث من صراخ وبكاء عقب الامتحان أشار ماركو إلى أن «الطالبات» تحديدا تطغى عندهم العاطفة ومع التوتر الكبير داخل اللجنة من طول الأسئلة وغموضها وقصر الوقت، تنتابهم حالة كبيرة من الهلع والفزع والبكاء والإغماء فى بعض الأحيان، وهو أمر جميعنا نراعيه فمن حقهم التعبير بأى وسيلة تناسبهم.

تأهيل المدرسين
لم يكن الأمر متوقفا على ورقة الأسئلة فقط أوعلى فهم الطالب لها، فهناك عامل آخر ظهر وبقوة فى حديثنا مع كل من الطالبين مارتن شريف، ومحمد طارق فأوضحا أنه مع ظروف كورونا هذا العام وتركيزهم بشكل كبير على الدروس الخصوصية والمنصات التعليمية، واجه الطلاب مشكلة فى عدم استيعاب المدرسين أنفسهم للنظام الجديد، فكانت هذه عقبة كبيرة وظهرت وتجلت حينما اختلفت آراء المدرسين فى اجابات سؤال مادة اللغة العربية التى جاءت متضاربة بينهم.

وأضاف مارتن أنه حتى «حصص مصر» التى من المفترض التى يتدربون عليها جيدا والتى تحوى نحو ألف سؤال لم يتم فتحها إلا فى وقت متأخر بشكل كبير لم يستطيعوا خلاله التحدث مع المدرسين ومناقشة طبيعة الأسئلة وكيفية التعامل معها والتدرب عليها.

أولياء الأمور: نعيش ضغطا عصبيا وماديا.. وأبناؤنا فى مرحلة «عنق الزجاجة»

أولادنا يفعلون كل ما فى وسعهم.. ولن نعرضهم لمزيد من التوتر
«كورونا» أثر على نسبة الحضور والدروس الخصوصية لا ترحم!

نبيلة يوسف

عبير محمد

أميرة محمد

قلق وضغط شديد يعيشه الأهالى فى المنازل مع أبنائهم فى معركة الثانوية العامة ،ليكونوا بمثابة الجندى المجهول فى محاولة لتوفير كافة وسائل الراحة من أجلهم على أن يمر هذا العام بسلام .

«طول الوقت بدعى لبنتى تعدى السنة دى على خير « بهذه الكلمات بدأت أميرة محمد - احد اولياء الامور-حديثها معنا ،لتضيف: ازمة الثانوية العامة انها سنة مصيرية لكل الطلبة و للأسف هى لا تضع الطالب فقط تحت ضغط نفسى بل جميع افراد الأسرة يكونون تحت نفس الضغط .
و تقول أنه بسبب ظروف كورونا خلال السنة الدراسية الحالية ولصعوبة الحضور فى المدارس وعدم الإلتزام «بالأون لاين»طول الوقت ،تضاعفت أسعار حصص الدروس الخصوصية التى لم نجد لها بديلا ،و التى تزداد تسعيرتها عاما تلو الآخر فالمادة الواحدة قد تتجاوز فى الشهر الواحد 2500 جنيه،أما سعر المراجعات النهائية فهى خيالية .

وتشير إلى أننا كأولياء الأمور لسنا ضد التغيير للأفضل و لكن ما يحدث هو أننا نتفاجأ بنظام جديد كل عام وكأنه يتم تجربة الانظمة على أبنائنا دون تدريبهم عليها.

تدريب ثم تطبيق
وتضيف سوزان سعيد - موظفة-أن التدريب قبل التطبيق أمر هام ،فأنا لست ضد مصلحة الطلاب ولكن كان من الأجدر تدريبهم على نظام «البابل شيت» قبل استخدامه هذا العام ، فأغلب الطلاب لم يعتادوا على إستخدامه وبالتالى وجدوا صعوبة فى تطبيقه والاستعانة به أثناء الامتحان .
وذلك ما حدث العام الماضى عند إستخدام التابلت فى إمتحانات الثانوية العامة وبسبب عدم التدريب على إستخدامه حدث العديد من المشكلات سواء من الطلبة أو فى سيستم الوزارة .

وتقول أن المعلومات العامة تميز طالبا عن طالب ،والمعتاد دائما فى نظام الثانوية العامة هو وجود بعض الأسئلة للطالب المتفوق ولكن أن يكون معظم الأمتحان يعتمد على هذه النوعية من الأسئلة بالإضافة إلى صعوبة بعض الأجزاء فذلك يزيد من توتر الطالب أثناء الامتحان وقد يسبب نوعا من التشتت له أيضا ،ونتمنى تجنب ذلك الأمر فى الأمتحانات المتبقية .

بدائل الثانوية العامة
وتؤكد نبيلة يوسف - احد اولياء الامور-بسبب ما عايشته مع ابنى الاكبر خلال شهور الثانوية العامة ومن إستعدادات قبلها وبعدها ومن مصروفات لا تنتهى للدروس الخصوصية وضغط نفسى نعيشه معه ،احاول بكل الطرق ٌإقناع إبنى الأصغر بعدم خوض التجربة و البحث عن بدائل مناسبة للثانوية العامة ،خاصة أن الأختيارات أصبحت متعددة أمامهم ،فأنا لا أتحمل أن أعيش هذا «الكابوس « مرة أخرى
وتضيف ان الشكوى السائدة من الأمتحانات حتى الآن هو قصر وقت الأمتحان ،فبعضها يحتاج إلى وقت أطول لصعوبة و إطالة العديد من الأسئلة والتى تحتاج إلى تركيز ووقت كاف للإجابة عليه .
وتطالب ان يتم مراعاة ذلك لأن معظم الأبناء قد يفقدون السيطرة على أنفسهم بسبب فشلهم فى الحل.. الأمر الذى قد يصل بالبعض إلى الانتحار.

ضغط وتوتر
وتقول عبير محمد «فوضنا أمرنا لله»..فأبنى بذل أقصى ما لديه من أجل تحقيق حلمه والالتحاق بالكلية التى يحلم بها ،ولم يقصر بأى شكل من الأشكال لذا لن الومه إذا وجدت نتيجته عكس توقعاتى ولكن «أملى فى ربنا كبير»
وتضيف أننا لم نقصر فى حقه سواء فى مصروفات الدروس ،وحتى على المستوى المعنوى وكحال أى أم لديها أبن فى الثانوية العامة كنت أتمنى أن يكون الأمتحان أسهل من ذلك وان يخرج جميع الطلاب بدون اى توتر أو ضغط الثانوية العامة المعتاد خاصة وأنه فى كل عام يتم تطبيق نظام جديد لتلافى اى مشكلات فى النظام التقليدى للثانوية العامة ولكن لازلنا نعانى من كل سنة من عيوب التجربة الجديدة .
وتشير إلى ضرورة أن تكون البدائل المطروحة للثانوية العامة على نفس المستوى حتى لا يشعر الطالب الملتحق بها انه أقل من باقى زملائه ،وان تتوافر بها مزايا تجذبهم للالتحاق بها.

المدرسون: النظام الحالى فى مصلحة الطالب والأعوام القادمة ستثبت ذلك

علاء مهران

أحمد محمد

وائل سيد

المدرسون هم الجزء الاهم فى معادلة منظومة التعليم ، وآراؤهم ستكون حتما نابعة من خبرة ودراية وإلمام بكل تفاصيل العملية التعليمية ، فيقول علاء مهران - مدرس- دائما ما تشهد المرحلة الثانوية كل عام حالة من الجدل حول مدى نفع النظام من عدمه ومزاياه وعيوبه،وذلك ما اعتدناه منذ سنوات سابقة ،لتنقسم الآراء دائما بين أولياء الأمور والطلبة حول تقييم النظام كل عام .

ويضيف أن التغيير مطلوب ومواكبة العصر أمرلابد من تقبله ،فالاعتراض أحيانا يأتى بسبب مبدأ التعود على النظام القديم دون النظر للتسهيلات والفوائد التى يجنيها الطالب من النظام الحالى .

ويشير إلى أنه على الرغم من تزايد أعداد الإصابات العام الماضى بكورونا إلا أن الوزارة دخلت فى تحد من أجل مصلحة طلاب هذه المرحلة المصيرية وتم تطبيق نظام «التابلت الذى أنقذ الطلاب السنة الماضية، ويرى أن مكتسبات طلاب الثانوية العامة فى النظام الحالى أصبحت أكبر من قبل.
من جانبه أكد وائل سيد - مدرس-أن الأمر حتى الآن به العديد من وجهات النظر لكنها جميعا متقاربة بشكل كبير سواء من جهة الطلاب أو المدرسين، فنطام البابل شيت أولا وأخيرا فى صالح الطالب فهو يحد أولا من الخطأ فى التصحيح أو تدخل العنصر البشرى الذى من الممكن أن يقيم اجابة الطالب، وهو ما أنهاه البابل الشيت، كما أنه قلل من عملية الغش داخل اللجان، والميزة الأكبر أنه ينتج لنا طالبا لا يعتمد على الحفظ والصم دون تفكير، بل يفتح مجالا للتفكير والبحث والمناقشة والاستفادة بشكل كبير مع مراعاة الفروق بين الطلاب ، ويرى أن الطلاب معهم حق كبير فى الرهبة لأنهم لم يتمكنوا من التدرب جيدا على مثل هذه النوعية من الأسئلة، وأضاف قائلا «الأسئلة بالفعل كان من الممكن أن تأتى بشكل ملخص عما وجده الطالب، وأنا على ثقة أن كل هؤلاء الطلاب كانوا فقط فى حاجة إلى مدرسين يرسخون فى اذهانهم قيمة الوقت، فهو الأمر الذى أثر بالفعل فى هذه التجربة هذا العام».

ومن جانبه أكد أحمد محمد - مدرس-أنه بغض النظر عن الجدل الكبير المثار هذه الأيام حول النظام الجديد للامتحانات إلا أن الوزارة كان لديها بعد نظر، فخلال السنوات الأخيرة تحول الطالب إلى مجرد حافظ للمناهج، ومن الممكن أن يحصل على الدرجات النهائية لكن الحصيلة المعلوماتية تكاد تكون معدومة، إلا ان النظام الجديد يغير من هذه المعادلة فهو يدرب الطالب على التفكير والمناقشة والاستنتاج وتوسيع المدارك بشكل أكبر، فيستطيع الاستفادة عما كان من قبل.

ومن هنا فمصر الآن بهذه الخطوة تحاول العودة مرة أخرى إلى الترتيب العالمى فى تصنيف التعليم خاصة وأن «البابل شيت» متبع فى أغلب دول العالم ذات جودة التعليم العالية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة