سميحة رشدى
سميحة رشدى


حكايات أبى

الباشمهندس

الأخبار

الأحد، 25 يوليه 2021 - 07:00 م

بقلم/ سميحة رشدى

عاد أبى من عمله غضبان وأنا كنت أعرفه من أول نظرة لانه عندما يغضب يكسو عينه اليسرى البياض
فقلت له مداعبة: فى ايه يا حج؟ اعترف..
طلبت عروسة للزواج ورفضت؟ قولى وانا اقنعها..
ضحك وقال: انا خلاص كبرت وعجزت.
أعددنا له الطعام والشاى الذى يتناوله طول الوقت بين الكوب والكوب كوب صغير..
ولما استراح وهدأ غضبه قال: مسكت مهندس الموقع ودراجته البخارية والقيت به فى ترعة البلد التى نعمل بها.
اندهش الجميع وسألنا فى صوت جماعى كأنه كورال: ليه كده؟! حرام!!
قال ابى: اسمعوا واحكموا انتم..
وقف المهندس بجوار احد أعمدة الكهرباء وقال: بسبسبس.. وكرر البسبسة. سألته: فى حاجة  يا بشمهندس؟ قال: أعد دهان هذا العمود. قلت: هذا دونًا عن كل الاعمدة؟ اجاب: نعم.
ابتلعت غضبى لأن جميع من اعمل معهم بمن فيهم وكيل وزارة الكهرباء وكل رؤساء القطاعات ينادوننى  يا حج او يا عمي..
ناديت عاملا وقلت له: اعد دهان العمود بدقة. نفذ الامر حتى انتهى.
اذا به يكرر: يا بسبسبس.. قلت له: نعم..
قال: العمود لا يعجبنى دهانه.
قلت له: اعيد انا عليه. وبالفعل بدأت فى العمل وغضب العمال وزمجروا.
انتهيت منه وكرر البسبسة السخيفة، وحين نظرت الى اعلى وجدت بنتا جميلة تضحك له من الشرفة..
لم اكلمه نهائيا ولكن تقدمت منه وحملته بدراجته وألقيت به فى الترعة.
تجمع الكثير من اهل البلد وساعدوه حتى اخرجوه من الترعة، واخذه رجل إلى منزله يجفف له ملابسه.
غضب كثير من الناس منى فسردت لهم كل ما حدث وكيف انه فى سن اولادى وفعل كل هذا من اجل هذه الفتاة ليقف فترة طويلة تحت شرفتها.
استحسن اهل البلد تصرفى وقالوا: يستحق ما فعلت به واكثر.
دقائق وعلا صراخ الفتاة.. فقد كان والدها ممن سمعوا الحكاية فلقنها درسا قاسيا وأقسم عليها ألا تقف أبدا فى الشرفة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة