علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

لماذا نعمل؟!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 28 يوليه 2021 - 07:06 م

هل تعمل لتعيش أم تعيش لتعمل؟
قد يمضى قطار الحياة قبل أن يفكر الانسان فى طرح هذا السؤال على نفسه!
بل ربما لا يجد الكثيرون فارقاً بين الحالين!
الأفدح أن يعتبر المرء المسألة برمتها أقرب إلى نوع من الفذلكة اللغوية، أو الرفاهية الفكرية، التى لا يتيح إيقاع الحياة إعارتها أى درجة من الاهتمام!
لكن ما مناسبة طرح القضية الآن؟
قبل أسابيع خرجت منظمة الصحة العالمية  -  ورغم «معمعة» الكورونا  -  بتحذير من العمل لساعات طويلة بصورة مستمرة، لأنه يقود للموت، أو أن هذا الاسلوب ببساطة يؤدى إلى قتل مئات الآلاف سنوياً بسكتة دماغية أو قلبية!
ثمة قاعدة ذهبية ننساها أو نتناسها، مفادها نصيحة نبوية ثمينة: «أن لبدنك عليك حقا»، وبدلاً من ان نعمل لنعيش، وأن يكون العمل أحد بنود الحياة، فإنه يتحول إلى ملء الحياة بكاملها، وكأننا نعيش لنعمل فقط!
المثير أن دراسة أجرتها مجموعة شركات أوروبية أكدت أن العمل ٥ ساعات فقط كل يوم، يرفع الانتاجية، والأهم أنه يعزز الصحة النفسية بصورة واضحة.
الجدية، الكفاءة، الخبرة، لعلها المثلث الذهبى الذى «يبث البركة» فى هذه الساعات الخمس، بينما أضعافها من الوقت مخصوماً منها تلك العناصر، تؤثر بالسلب على انتاجية الموظف، فضلاً عن إجهاد بلا طائل، ومن ثم تردى الحالة المزاجية.
ولأن أى عامل لا يتحرك بإرادته فقط، ولا يعمل لحسابه الشخصى، فإن أى منشأة أو مؤسسة تخفض ساعات العمل بها، لابد أن تتميز خططها بالابتكار والابداع، مما يحفز على تطوير الأداء الذى يتوافق مع اسلوب العمل المكثف زمنياً، لكنه يؤتى ثماراً أفضل وأجود وبالتالى ينتج التميز المؤسسى الذى يشيع حالة من الرضا على المستويين الخاص والعام.
أن العبرة فى الأمر ترتبط بفن إدارة الوقت، وهى مهارة تكتسب بالتعلم والتدريب، ثم المتابعة وتصحيح المسار، وأخيراً الحساب ثواباً وعقابا.
ليس مهماً كم تعمل، ولكن كيف تعمل؟ ولماذا تعمل؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة