الأحد، 01 أغسطس 2021 - 06:04 م

بقلم : د. هشام فريد

تابعنا جميعا على مدار الأشهر الأخيره في الإعلام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي ما كان يدور من أحداث حول أزمة سد النهضة في أثيوبيا ومليء السد الأول والثاني، وسوف يذكر التاريخ كيف كانت القيادة السياسية تدير هذه الأزمة بكل حنكة وقوة وذكاء.

يقود نهضة مصر الحديثة قيادة رشيدة تعي كيف تدير أي أزمة وتتعامل معها بحكمة، فالرئيس الوطني عبد الفتاح السيسي، يعي كل تفصيلة بملف أزمة سد النهضة واستطاع أن يديره بحنكة وبراعة ينحني لها أعدائه تقديرًا واحترامًا، وقد كان الرئيس السيسي متوكلا على الله ويدير الأزمة بحنكة ليقينه أن هذه الأزمة ليست وليدة اليوم ولكنها محاولات مستمرة منذ عشرات السنين وعلى مدى العهود السابقة للرؤساء السابقين، ولذلك فقد وضع الرجل خطته السياسية والدبلوماسية لمواجهة هذه الأزمة بمنتهى الحكمة . 

ولأن هذا الوطن دائما مستهدف من أعدائه، فقد حرص الرئيس السيسي على إعادة بناء الجيش المصري في توقيت شديد الحساسية بعد ثوره ٣٠ يونيو مباشرة، وعمل على تحديث جميع أفرع القوات المسلحة، والتنوع في مصادر التسليح، بدءًا من حاملتي الطائرات فرنسية الصنع من طراز "ميسترال"، وتسليحها بأحدث الطائرات الهليكوبتر الهجومية الفرنسية والروسية الصنع، بالإضافة إلى الغواصات ألمانية الصنع التي أضيفت إلى منظومة تحديث القوات البحرية وتعزيزها بشراء عدد من الفرقاطات والزوارق الحربية ومنها أيضا مصرية الصنع .

ولخدمة تمركزات وإدارة عمل الأسطولين تم تطوير عدد من القواعد والموانئ البحرية وتزويدها بكافة الاحتياجات الإدارية والفنية وأنظمة القيادة والسيطرة ومنظومات التعاون مع مختلف القوات العسكرية والأجهزة المدنية في نطاقات العمل بالبحرين الأبيض والأحمر، وفى مجال تطوير القوات الجوية، فقد حظيت بدورها باهتمام كبير في رؤية القيادتين السياسية والعسكرية نظرًا لحيوية دورها في منظومة الدفاع المصرية، وارتكز التطوير على تزويد القوات الجوية بطائرات جديدة حديثة ومتطورة ، ومن مصادر متعددة وفق إستراتيجية مصر في تنويع مصادر السلاح.

ويواكب تلك الجهود الارتقاء بكفاءة القواعد والمطارات الجوية على مختلف الاتجاهات الإستراتيجية، وقد أعطى اهتمام كبير في الفترة الأخيرة لتمركز القوات الجوية في تشكيلات متنوعة لتأمين الاتجاه الغربي لمصر نظرًا لتصاعد التهديدات المؤثرة على مصر من هذا الاتجاه نتيجة للوضع الخطير في ليبيا وانتشار العناصر الإرهابية في كثير من قطاعاتها وتهديدهم للأمن القومي المصري بالعمليات الإرهابية وتسريب المتطرفين والتكفيريين عبر الحدود إلى مصر.

وفى ظل التطورات الأخيرة والخطيرة التي تحدث في العالم من حولنا وتفرز العديد من التهديدات المؤثرة على أمن مصر القومي، فقد ارتأت القيادتان السياسية والعسكرية ضرورة تطوير التمركزات العسكرية في مصر بإنشاء قواعد عسكرية متكاملة على مختلف الاتجاهات الإستراتيجية، منها قاعدة محمد نجيب، وقاعدة 3 يوليو البحرية التي افتتحها الرئيس مؤخرًا .

تأتي جهود القيادة السياسة في التطوير والتحديث من منطلق أن السلام لابد له من قوة تحميه، وقوة مصر تحقق استقرار في المنطقة بالكامل، حفظ الله مصر والمصريين، وتحيا مصر فوق الجميع .