محمود سالم
محمود سالم


مجرد فكرة

ضفادع المستنقعات

أخبار اليوم

الجمعة، 06 أغسطس 2021 - 06:10 م

تاريخه ناصع البياض!.. هو من أكثر الرموز الدينية المثيرة للجدل، يجيد تغيير جلده بسهولة من اليمين إلى اليسار دون مقدمات ومن الشمال للجنوب بلا خجل، يتنقل من العمل السرى إلى العلنى، ومن العمل الدعوى للسياسى، ومن السجون إلى السلطة.. بدأحياته ناصرياً قومياً لكن ذلك لم يدم طويلا حيث اتجه للتيار الإسلامى . وفى عام 1981 أدين فى أعمال إرهابية، وبعد عام تم العفو عنه، ليقرر فى 1989 الخروج من تونس متنقلاً ما بين الجزائر والسودان ليستقر به المطاف فى بريطانيا « ملجأ المتاجرين بالدين » حتى عاد لبلاده فى 2011، ويومها كعادة أقرانه قال إنه لن يترشح لأى منصب سياسى، وهو نهج متفق عليه وبالطبع لم يلتزم بوعده ليصبح رئيسا لحركة النهضة والبرلمان هناك .. إنه راشد الغنوشى! وبعد الملاحقة الأمنية والعمل السرى والسجون وأعمال الحرق والتفجيرات أصبحت الحركة بعد 2011 تحمل وجهاً جديداً، حيث عمل على محو كل أثر للتطرف الإسلامى فى خطبه، وصار يقدم نفسه على أنه معتدل يقود حزباً شبيهاً بحزب العدالة والتنمية التركى. وكانت الحكومة التى قادتها النهضة قد واجهت أزمة إثر اغتيال المحامى المعارض للإسلاميين شكرى بلعيد أوائل فبراير 2013، وهو ما دفع حمدى الجبالى، أمين عام حزب النهضة السابق إلى الاستقالة من رئاسة الحكومة ليحل محله القيادى على العريض. لكن الأزمة تأججت من جديد مرة أخرى، عقب اغتيال محمد البراهمى، البرلمانى المعارض للإسلاميين أواخر يوليو 2013، وهو ما اضطر الحكومة إلى التخلى عن الحكم فى مطلع 2014، لتأتى محلها حكومة من المستقلين . ولكون تاريخهم «ناصع البياض» فالأمر يحتم الإشارة إلى أن المعارضة التونسية حمَّلت راشد الغنوشى المسئولية عن صعود تيار السلفية الجهادية هناك، خاصة أنه أدلى بتصريح عام 2012 يقول إن معظم السلفيين «يبشرون بثقافة ولا يهددون الأمن»، قبل أن يغير جلده لاحقا ويقول إن هؤلاء لا يمثلون خطرا على حركة النهضة فقط بل على الحريات العامة!... وها هو يعيد اللعب على كل الأوراق حيث يهدد أوروبا بورقة المهاجرين إن لم تقف مع الحركة ضد الرئيس التونسى قيس سعيد الذى استطاع تقليم أظافر المتاجرين بالدين حماية لبلاده من الفساد الذى أوصل تونس إلى حافة الهاوية !
وبعد .. لا يتبقى سوى الإشارة إلى حكمة تقول : «ضع الضفدع على كرسى من ذهب سوف تجده يقفز إلى المستنقع .. وهكذا بعض البشر مهما ترفع من شأنهم سوف يعودون إلى المكان الذى أتوا منه».. وهى حكمة تتسق تماما مع طباع وسمات المتاجرين بالدين!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة