رفعت فياض
رفعت فياض


سطور جريئة

صدمة نتائج الثانوية العامة

رفعت فياض

الجمعة، 06 أغسطس 2021 - 06:38 م

 بدأ الارتباك يسود معظم أولياء الأمور وطلاب الثانوية العامة هذا العام قبل انتهاء الامتحانات وحتى الآن، وأصبح كل طالب لا يعرف ما هو المجموع المتوقع الذى سيحصل عليه بعد تطبيق نظام الاختيار المتعدد فى الأسئلة، خاصة أن وزارة التربية والتعليم نجحت ولأول مرة ـ نعم ـ أقولها إنه لأول مرة ـ أن تضع امتحانات بها نسبة من الأسئلة فى حدود 10%، تقيس قدرة الطالب المتميز مثلما هو موجود فى مواصفات الورقة الامتحانية على مستوى العالم المتقدم ـ وجاءت بامتحانات تدفع الطلاب للتفكير وليس الإجابة بمعلومات محفوظة.
أقول هذا وأنا أيضاً فى حالة ترقب وتساؤل: هل بالفعل ستختفى المجاميع الفلكية التى كان معظم طلاب الثانوية العامة يحصلون عليها  طوال السنوات الماضية والتى وصلت فى بعض السنوات إلى 100%؟
وهل بالفعل سنجد هرم الدرجات معتدلاً وليس مختلاً مثل السنوات الماضية التى كنا نجد ما يقرب من 50% من إجمالى طلاب الثانوية العامة قد حصلوا على 90% فأكثر؟
وهل ستكون نتيجة هذا العام صادمة بالفعل فى نسبة المجاميع الفلكية هذه التى ستجعل معظم الطلاب الجدد المنتقلين للسنة الثالثة ثانوى عام  سيفكرون فى عدم الاعتماد على الدروس الخصوصية التى تركز على تحفيظ الطلاب المعلومات، وبعد أن وجدوا شكلاً فى الامتحان يعتمد على التفكير والاستنباط والتحليل ثم الإجابة، وليس التحفيظ كما كان يتم فى الدروس الخصوصية؟
أقول هذا أيضاً بعد أن بدأ مدرسو الدروس الخصوصية مبكرا ـ وهم أكثر الفئات للأسف التى تهاجم النظام الجديد من الامتحانات الذى حدث هذا العام ـ بدأوا يغرون الطلاب الجدد، ليقوموا بالحجز لديهم لدروس العام المقبل، ويهددون أن من سيتأخر لن يجد مكاناً عندهم!!، ولهذا أؤكد أن هذه المعركة ستستمر بين مدرسى الدروس الخصوصية والوزارة، طالما أنها فشلت حتى الآن فى إعادة الطالب والمدرس إلى المدرسة بعد أن هجرها الطرفان من أجل هذه الدروس الخصوصية المدمرة لهذه الأجيال وللعملية التعليمية، وبعد أن تم حرمان الطالب من أهم دور للمدرسة وهو التربية، والتثقيف، والتوجيه والتنشئة، وأخيراً التعليم.. ومن أجل هذا، الوزارة نفسها تسمى «وزارة التربية والتعليم».. إلا أن الدور التربوى لم يعد موجوداً فى العملية التعليمة، وهذا هو أخطر ما يواجهنا الآن، وأخطر ما يواجه المجتمع كله بسبب هذه الدروس الخصوصية التى دمرت كل هذه الأجيال، وأصبح التركيز فيها على كيفية تحصيل الدرجات فقط، ولهذا بدأنا نواجه بأجيال لاتشعر بأى انتماء لهذا البلد، وبأجيال متنمرة وغير سوية وذات تصرفات عنيفة تؤكد أنه جيل «مش متربى» فى المدرسة.
لتكن نتيجة الثانوية العامة المتوقعة بداية الإصلاح، لكن لابد أن نفكر من الآن فى «كيف نعيد الطالب والمدرس للمدرسة مرة أخرى؟» وأن نضع نظاما وإجراءات تجبر الجميع على الحضور وممارسة العملية التعليمية بشكل حقيقى مثلما كانت قبل ذلك، ووقتها ستتلاشى الدروس الخصوصية بالتدريج ـ ويعود للتعليم وجهه الحقيقى فى بلدنا العزيز.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة