ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

بالون اختبار

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 06 أغسطس 2021 - 06:45 م

فى مايو 2019 بدأت «إسرائيل» ما يمكن تسميته حرباً بحرية مع ايران عندما استهدفت سفناً ايرانية قالت انها تنقل أسلحة للبنان ونفطا لسوريا، ولم تكن تعى حينها انها فتحت لطهران ساحة جيدة للرد على هجماتها السيبرانية على المنشآت النووية ومحطات الطاقة الايرانية وعلى استهدافها للميليشيات الموالية لطهران فى سوريا والعراق واغتيالها لعلمائها النوويين. ورغم استمرار الطرفين فى تبادل الهجمات البحرية من حينها الاّ ان كليهما كان حريصاً على ان تكون محدودة وتستهدف فقط إلحاق اضرار طفيفة بالناقلات البحرية التابعة لكل منهما دون تصعيد. ومن هنا يمكن اعتبار الحادث الأخير الذى تعرضت له ناقلة اسرائيلية فى خليج عمان تغيراً نوعياً فى هذه الحرب البحرية، أولاً لأن الحادث هو الأول من نوعه الذى يسفر عن قتيلين من أفراد الطاقم احدهما رومانى والآخر بريطانى، وثانياً لأنه تم بطائرات مسيرة وهو ما يعكس تطوراً كبيراً فى هذا السجال.
ورغم ان اصابع الاتهام فى الحادث تشير لإيران وترى فيه رسالة «تحية» من الرئيس الجديد، ابراهيم رئيسى، لرئيس الحكومة الاسرائيلى الجديد، نفتالى بينيت. الاّ ان ايران تنفى مسئوليتها عن الحادث الذى يأتى فى وقت تريد فيه إبرام اتفاق نووى مع أمريكا لرفع العقوبات عنها ومنح اقتصادها قبلة للحياة فى ظل أزماتها الداخلية. فى الوقت نفسه يرى البعض ان اسرائيل هى المستفيد الأكبر لأن من مصلحتها استعداء امريكا والغرب على طهران وعرقلة التوصل لاتفاق. بالاضافة إلى استخدامها للأزمة «للغلوشة» على فضيحة شركة الإنترنت الإسرائيلية NSO Group، التى باعت برامج اختراق الهواتف المحمولة - المعروفة باسم بيجاسوس للحكومات الأجنبية التى استخدمتها للتجسس على السياسيين والنشطاء.
وبغض النظر عن المستفيد تبقى ردود الفعل المتوالية على الحادث بمثابة بالون اختبار ليس فقط للحكومة اليمينية المتطرفة الجديدة فى تل ابيب ولكن للرئاسة المتشددة الجديدة فى طهران وللرئيس الامريكى الجديد جو بايدن ايضاً.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة