الفتاة نورا خلال حديثها في تسعينيات القرن الماضي - أرشيف أخبار اليوم
الفتاة نورا خلال حديثها في تسعينيات القرن الماضي - أرشيف أخبار اليوم


طلب غريب للمباحث.. «نورا» تحتاج جراحة لتحويلها لرجل

علاء عبدالعظيم

السبت، 07 أغسطس 2021 - 07:00 م

تمردت على كل شيء حتى أنوثتها، فأرادت أن تدخل عالم الرجال وتصبح فردًا منه، ببساطة هي مأساة وحكاية فتاة أرادت أن تصبح رجلا قبل أن تطلب إجراء عملية جراحية لتتحول إلى جنس آخر.

 

رفضها والدها، وضاقت بها أمها، ولم يتحملها زوج أختها فلم تجد غير الشارع الذي خرجت إليه فهو المكان الوحيد الذي رحب بها، حامت حولها الذئاب البشرية تنصب الشباك وتنظر من بعيد حتى وقعت، ضاع منها كل شيء، وانهارت عندها كل المعاني، كرهت نفسها، وكرهت الناس من حولها.

 

أصرت أن تكون قوية لا أن تكون مكسورة الجناح، وأصبحت جامدة القلب، قاسية النظرات، صادقت الأولاد والرجال، وعرفها الجميع كصبي صغير يعمل عند ميكانيكي بمنطقة رمسيس، وبعض الوقت عند تاجر قطع غيار، بحسب ما نشرته أخبار الحوادث قبل 28 عاما.

 

وفي أحد الأيام، وأثناء مروره شرطة الأحداث الذين شاهدوا مجموعة من الصبية الصغار، مختلفي الأعمار يأخذون ركنا بعيدا تحت أحد الكباري تتصاعد منه أدخنة السجائر، لحظات قليلة وتمكن رجال الشرطة من القبض عليهم، وامتلأت بهم سيارة شرطة الأحداث.

 

وأمام  العقيد عثمان عبدالخالق رئيس مباحث الأحداث آنذاك وقف مجموعة من الصبية البعض يرتجف والآخر يبكي، والبعض تظهر علامات اللامبالاة على وجهه، والاعتياد على مثل هذه المواقف، بينما كان أحد الصبية يحاول إظهار الشجاعة رغم خوفه، وما إن بدأ رئيس المباحث التحدث معه فوجئ به يقول: «أنا مش ولد أنا بنت واسمي نورا».

 

اقرأ أيضًا| أول عملية تحويل امرأة إلى رجل في «قصر العيني»

 

ووسط اندهاش الجميع بدأت تحكي قصتها ولم يهتز لها جفن أو تنزرف من عينيها دمعة واحدة، مكتسبة هيئة الرجال، وضاعت رومانسية الفتاة في سن المراهقة، وأصبحت في صلابة الرجال وعنفهم بعدما ارتدت ملابسهم، وقامت بقص شعرها، وبصوت يشوبه حده قالت: لقد قاسيت الأمرين مع أبي الذي كان يتمنى إنجاب ولد كي يحمل اسمه لكنه رزق بـ5 فتيات، ضاق بمسئوليتهن، وتزوج من امرأة أخرى كي يحقق حلمه، وانهارت الأسرة وتشتت الأبناء، وبحثت كل فتاة عن طريقها البعض لجأ للعمل، والآخر لجأ للزواج، حتى الأم تزوجت بعد فترة قصيرة من الطلاق.

 

وجدت نفسها وحيدة بل ومكروهة من الجميع حتى أمها أصبحت تنظر لها وكأنها عبء ثقيل، ينغص عليها حياتها مع زوجها الجديد، ذهبت إلى أبيها رغم معرفتها المسبقة بمدى كراهيته لها، وأرادت أن تعيش معه لبضعة أيام كخادمة لزوجته والتي لم تتحملها أيضا، ولم يهدأ لها بال إلا عندما طردتها من البيت، لجأت إلى شقيقتها الكبرى لكن رفض زوجها الذي أوضح بأنه لم يقدر أن يتحمل مسئولية جديدة فوق مسئوليته، وضاق بها، وطلب من زوجته أن تتخلص منها، فلم تجد أمامها غير الشارع.

 

وفي نهاية حديثها فوجئ الجميع بطلبها الذي علت على إثرها علامات الاندهاش، وبإصرار شديد ترجو، وتطلب أن يتم إجراء عملية جراحية لها كي تتحول إلى رجل!

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة