الإثنين، 16 أغسطس 2021 - 05:56 م

ماحدث على الأرض فى أفغانستان خلال الساعات المنقضية، يخالف تماما كل ما كانت تقول به التقديرات الأمريكية المعلنة طوال الأيام والأسابيع الماضية، حول ترتيبات انسحابها المقرر من أفغانستان، بعد عشرين عاما من احتلالها لها وشنها حربا لاهوادة فيها ضد حركة طالبان من أجل السيطرة على البلاد.
الواقع على الأرض  الآن فى هذه المنطقة المتفجرة بالصراع والترقب وعدم الاستقرار، ينبئ باحتمالات عدة يغلب عليها التشاؤم وعدم اليقين، بالنسبة لمستقبل هذا البلد سيئ الحظ، المبتلى طوال السنوات الثلاثين الأخيرة بالفقر والتطرف والعنف والإرهاب وعدم الاستقرار.. وأيضا الاحتلال.

كانت التوقعات الأمريكية تؤكد طوال الأسابيع والأيام الماضية، على أن انسحابها لن يتسبب فى خطر عاجل على أفغانستان من جانب طالبان، وذلك نظرا لثقتها فى وجود جيش أفغانى قوى يستطيع مواجهة طالبان، خاصة أن هذا الجيش يضم أكثر من 300000 ثلاثمائة ألف جندى تم تدريبهم وتسليحهم من جانب القوات الأمريكية، وفى المقابل فإن قوات طالبان لاتتعدى السبعين ألف مقاتل.

لكن ما جرى عكس ذلك تماما، حيث اجتاحت قوات طالبان كل المقاطعات  الأفغانية خلال ما لا يزيد على سبعة أيام من بدء الانسحاب الأمريكى،..، ثم إذا بها تدخل وتجتاح العاصمة كابول.

اللافت والمثير للانتباه لكل العالم، أن هذا الاجتياح لكل المناطق والمقاطعات الأفغانية، تم دون مقاومة ودون إطلاق نار، وحتى دخول طالبان للعاصمة واستيلائها عليها تم بهدوء وسلاسة ودون مقاومة على الاطلاق،...، واللافت أيضا تبخر  وغياب الجيش الأفغانى الذى تحدثت عنه أمريكا..
واللافت كذلك ما أعلن عنه وزير الخارجية الأمريكى، من وجود محادثات مع طالبان حول الأمور المستقبلية بخصوص أفغانستان،..، وهو ما يشير إلى وجود اتفاق بين الطرفين على مايجرى رغم مخالفته لما كان معلنا قبل ذلك.
والسؤال الآن.. هل سيتم الإعلان عن فحوى ومضمون الاتفاق أم سيظل سرياً ومجهولاً؟!