السيول تغرق شوارع الإسكندرية قبل سنوات
السيول تغرق شوارع الإسكندرية قبل سنوات


الأرض فوق صفيح ساخن | ماذا يحدث فى مصر؟.. وهل سنمر بأعاصير وجفاف؟

الأخبار

الإثنين، 16 أغسطس 2021 - 09:04 م

حينما تغير المناخ العالمى على مدار العقود الماضية كان لكل دولة نصيب من آثار هذا التغير، إلا أن مستويات تأثرها تختلف من منطقة لأخرى، وبعد أن مرت مصر خلال هذا الصيف بموجة حارة غير مسبوقة، توجهنا بالسؤال إلى الخبراء لمعرفة هل بالفعل تأثرت مصر بما يسمى بالتطرف المناخى، وما إذا كان هذا التأثر ظهر من قبل وإلى أى مدى تأثرنا؟.

فى البداية تجيب الدكتورة إيمان شاكر، وكيل مركز الاستشعار عن بعد بهيئة الأرصاد الجوية، عن هذه التساؤلات موضحة أن مصر مثلها مثل عدد كبير من الدول تأثرت بالتغيرات التى حدثت على المناخ العالمى، وهو ما تجلى خلال السنوات العشر الأخيرة فى مرورنا بظواهر جوية عنيفة .

وأوضحت قائلة : «فى 12 مارس من العام الماضى واجهت مصر كمية أمطار غزيرة أعلى من المعتاد عليها وقد أثرت على عدة محافظات بشكل واضح، وقبلها عام 2015 واجهت الإسكندرية كميات أمطار لم ترها من قبل وفى نفس العام عانت الجمهورية كلها من موجة شديدة الحرارة، أما فى العام الحالى فمرت الإسكندرية ومطروح بأمطار مصحوبة بموجة برد نادراً ما نراها، حتى أن بعض مناطق القاهرة تأثرت بموجة البرد الغريبة مثل الشروق والتجمع».

وأكملت : «أما التأثير الأكبر للتغيرات الشديدة فى المناخ العالمى فقد ظهر هذا العام حيث تم إعلان 2021 العام الأشد حرارة مقارنة بالخمسة أعوام الماضية ، وذلك بجانب مرورنا فيه بعواصف ترابية عنيفة جداً وتكررت بشكل كبير طول العام وكانت كمية الأتربة أكبر مما اعتدنا عليه ، وقد حدث هذا من قبل أيضاً عامى 2017 و2016 فمرت مصر بعواصف ترابية شديدة».

وماذا بعد ؟

بطبيعة الحال يمكن أن تشير بعض القياسات والظواهر إلى ما يمكن أن يحدث مستقبلاً فى مجال معين، ومن هنا تناقشنا مع د. إيمان حول ما يمكن أن تمر به مصر مستقبلاً إثر هذا التغير الكبير فى المناخ.

وأكدت أن تأثر الدول بما يحدث عالمياً من تغيرات أو تطرف فى المناخ يختلف بشكل كبير، فهناك دول تتأثر بفيضانات و دول أخرى بأعاصير وغيرها بالتصحر أو بارتفاع درجات الحرارة، ومصر كانت من الدول التى تأثرت بشكل كبير بالأمطار والعواصف وبدرجات الحرارة ، ومع ذلك فإن وضع «سيناريو مستقبلى» لما يمكن أن نمر به مستقبلاً يشهد الكثير من العمل والدراسات.

وتكمل موضحة « توجد نماذج عديدة خاصة بالتنبؤات المناخية نستطيع من خلالها التنبؤ بما سيحدث فى السنوات المقبلة لكنها تكون تنبؤات على مدار 20 أو 30 عاماً ، ويتم ذلك برصد نسبة التلوث وما إن كانت ستستمر بهذا المعدل، فعلى سبيل المثال يتم النظر لنسب غاز ثانى أكسيد الكربون الموجودة حالياً وغاز ثانى أكسيد النيتروجين، فإذا وجدنا أنها ستستمر فى الزيادة يبدأ وضع نموذج لسيناريوهات متوقعة ل20 سنة مقبلة، وهذه النماذج تكون مهمة لبعض الجهات الحكومية فى الدولة، فتطلبها مثلاً عند التخطيط لأحد المشاريع فى مناطق بعينها.

وعن طرح تلك التقارير أو النماذج للجمهور أوضحت د.إيمان أنه توجد أنواع مختلفة من التقارير ، فالدراسات طويلة المدى تفيد أكثر الجهات المسئولة، أما تقاريرالتنبؤات قصيرة المدى سواء لأسبوع أو شهر، ومتوسطة المدى للتنبؤ بالفصول الأربعة فيتم أولاً بأول إعلام الجمهور بها من خلال النشرات والتقارير الدورية.

تأثر أقل

من جانبه أكد الخبير فى شئون الرصد الجوى جمال عبد الحليم أنه لا نستطيع القول إن مصر بعيدة عن التأثر بالتطرف المناخى لكن بالطبع نسبة تأثرها أقل بكثير من الدول التى تحدث بها حرائق وخسائر مادية وبشرية، وما مررنا به من عاصفة التنين كانت أبرز نموذج لأثر للتطرف المناخى على مصر»

وأشار الراصد الجوى إلى أن حالة الهلع التى يثيرها البعض على مواقع التواصل الاجتماعى بأن مصر ستمر بأعوام مقبلة أشد حرارة ، هى شائعات ليس لها أى سند علمى .

وأكمل قائلاً « توقع المناخ يعتمد على الكثير من الظواهر منها على سبيل المثال ظاهرة «اللانينا» وهى ظاهرة مناخية تتشكل فى المحيط الهادئ ويكون لها تأثيرعلى مناخ نصف الكرة الأرضى الشمالى بالكامل ويختلف من منطقة لأخرى، وقد ساعدتنا هذه الظاهرة على سبيل المثال كراصدين جويين بأن نتوقع أن هناك أمطاراً موسمية ستسقط فى إثيوبيا وفى السودان بشكل أعلى من المعدل وهو ما حدث بالفعل على أرض الواقع وكان عاملاً من ضمن العوامل التى أثرت على ملء سد إثيوبيا».

وأكد أن مؤشرات الدراسات حتى الآن تؤكد أن الحالات الجوية التى تمر بها مصر ستكون عابرة، فالخرائط تشير إلى أن درجة حرارة المياه فى المحيط الهادى الاستوائى ذات لون أزرق، أى درجات حرارة أعلى من المعدل، أى أن الشتاء القادم ستكون معدلات الأمطار أقل وموجات الدفء أكثر، وأضاف أن فصل الخريف القادم سيكون هادئاً إلا أنه يمكن أن تكون هناك حالات ماطرة على بعض المدن الساحلية وأجزاء من الدلتا ، مع إمكانية سقوط أمطار وسيول على سيناء وجبال البحر الأحمر.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة