الثلاثاء، 17 أغسطس 2021 - 07:53 م

ضغوط كبيرة تواجهها منظمة الصحة العالمية فى سبيل تنفيذ مهمتها الخطيرة والتزامها العالمى بالكشف عن أصل فيروس كورونا، خاصة بعد أن أعلنت الصين رفضها التعاون مع المنظمة.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أجرت تحقيقاتها الأولية فى الصين عقب ظهور الوباء، ورجحت فى تقريرها الصادر فى مارس الماضى أن فيروس كورونا نشأ فى الحيوان وانتقل منه للبشر، واستبعدت احتمال تسربه من المختبر،ولكن المنظمة تعرضت لانتقادات كبيرة بعد صدور التقرير، لقبولها أدلة غير موثقة من الصين، وتقصير الصين فى التعاون مع فريق البحث، حيث لم تتمكن المنظمة من إرسال فريق من الخبراء الدوليين المستقلين إلى ووهان إلا فى يناير ٢٠٢٠، بعد أكثر من عام على ظهور المرض آواخر 2019 مما يشكك فى نتائج التحقيقات.

وفى بداية الشهر الماضى تجددت الشكوك حول منشأ الفيروس، وأعلنت إدارة الرئيس بايدن عدم اقتناعها بنشأة الفيروس بشكل طبيعي،ودعت لضرورة إحياء نظرية احتمال تسرب الفيروس من مختبر «ووهان»،وطلب بايدن من أجهزة الاستخبارات الأمريكية بذل جهد أكبر للكشف عن أصل الفيروس ، وتقديم تقريرهم خلال٩٠ يوماً.

وفى نفس الوقت دعت أمريكا، منظمة الصحة العالمية لإجراء مرحلة ثانية من تحقيقاتها،مع الاستعانة بخبراء مستقلين ومنحهم الحرية الكاملة فى الوصول للبيانات والعينات الأولية فى الصين، خاصة بعد أن كشف تقرير استخباراتى أمريكى عن بعض الدلائل التى قد ترجح فكرة تسرب الفيروس من المختبر، وأهمها ظهور أعراض المرض على٣ باحثين فى مختبر ووهان،وتلقيهم العلاج فى نوفمبر 2019 قبل أن يبدأ الفيروس فى الانتشار داخل المدينة.

وقد أثارت هذه الاتهامات غضب الصين، ووصفتها بمحاولة أمريكية لتسييس القضية،وتشويه سمعة الصين عالمياً، لتعلن رفضها التعاون فى التحقيقات الجديدة.

والسؤال الآن،كيف توجه منظمة الصحة هذه الأزمة،وهل يمكن أن تكشف التحقيقات الجديدة مفاجآت حول سر نشأة الفيروس ؟ وكيف ستتأثر العلاقات الأمريكية الصينية ؟ وماذا سيكون موقف العالم من الصين إذا ثبت أن الفيروس الفتاك تسرب من المختبر ، ولم ينشأ بشكل طبيعى؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.