حتي سنوات قليلة ماضية كنت لا ألقي بالا لمدي صدق مقولة إننا « شعب متدين بطبعه» حتي ظهر وتكاثر الدعاة الجدد من عينة عمرو خالد ومن حولوا الدعوة الإسلامية إلي «سبوبة» وبات لهم جمهور عريض يتتبعهم أينما رحلوا وصاروا من أغني أغنياء البلاد مالا من بضاعتهم وهي الكلام وصاروا مطلوبين في الدول العربية كنجوم السينما.!
وبدأت أتعجب هل ونحن شعب متدين بطبعه في حاجة لهؤلاء الدعاة أصحاب البدل الأمريكاني والبنطلونات الجينز والأكثر عجبا مع تكاثر هؤلاء الدعاة بدأت أحوال المجتمع المصري في التبدل والابتعاد عن أخلاقيات كانت تميز المصريين مثل النخوة والشرف والجدعنة والدفاع عن الحق وانتشر النقاب وأطلقت اللحي.
ومع مواعظهم ولد غول التحرش والتنمر بالنساء حتي أن رجال الأمن يستعدون في المناسبات القومية لمواجهة التحرش ومعهم فرق من المجتمع المدني ترصد أماكن التحرش وتبلغ عن المناطق الأكثر تحرشا، وبتنا نسمع عن تدريبات للفتيات والنساء علي فنون الكاراتيه والكونغو لمواجهة المتحرشين واحتللنا المركز الثاني علي مستوي العالم بعد أفغانستان في التحرش.. وأصبحنا من أعلي شعوب العالم استهلاكا للمخدرات وطرق الإدمان، ونظرة سريعة علي سلوكيات الشارع المصري تظن أنك في بلد فقد عقله ويهذي في انتظار رسول من السماء يهديه سواء السبيل ومع ذلك مازال يتكاثر حولنا الدعاة الجدد بالبدل الأمريكاني والبنطلونات الجينز وقصصهم الملفقة..!
ووسط الشعب المتدين بطبعه يجأر المهندس إبراهيم محلب مطالبا بشن حرب علي الفساد والإهمال والتسيب وتستعد الداخلية بشرطة نسائية للتصدي للمتحرشين في العيد.. ولا أفهم العلاقة بين استفحال ظاهرة التحرش وتكاثر أعداد الدعاة الجدد وترديدنا أننا شعب متدين بطبعه، أخشي بعد فترة أن نصبح شعبا متحرشا بطبعه!