كمال الملاخ يتحدث عن اكتشاف مراكب الشمس  --  الرئيس السادات يصافح كمال الملاخ
كمال الملاخ يتحدث عن اكتشاف مراكب الشمس -- الرئيس السادات يصافح كمال الملاخ


قالت له فتاة سويدية جميلة : « اننى أرى الأبدية فى عينيك‏ ! »

إنجازات فرعون الصحافة ابن «أخبار اليوم».. مكتشف «مراكب الشمس»

عاطف النمر

الأربعاء، 18 أغسطس 2021 - 08:33 م

فى موكب مهيب انتقلت مراكب الملك « خوفو» الخشبية من مكان عرضها الذى كان مخصصا لها بجوارالأهرامات إلى المتحف المصرى الكبيرالذى لم يفتتح بعد ، لكن من هو المهندس الذى لقبه أنيس منصور بلقب « الفرعون» الذى اكتشف المركبين على بعد 25 مترا من الضلع الجنوبى للهرم الأكبر في‏25‏ مايو 1954 وتم قياس طول كل منهما بأربعين مترا وعمق 6 أمتار وكل منهما محمل بالأخشاب والاثاث والمجاديف والتماثيل ، من الذى كان له فضل خروجهما من باطن الأرض بعد خمسة آلاف عام واظهرهما للنور لبيان حضارة مصر المذهلة والمشعة فى عيون العالم كله ؟

الرجل الذى خلد هذا الاكتشاف اسمه بحروف من نور هو المهندس « كمال وليم يونان الملاخ « المعروف إعلاميا باسم « كمال الملاخ » الرجل المتعدد المواهب فهو كاتب وصحفى وعالم آثار وأديب ومؤسس جمعية نقاد وكتاب السينما، وأسس وترأس مهرجان القاهرة الدولى السينمائى ، وأسس وترأس مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى ، وقدم للمكتبة ما يزيد على 32 كتابًا فى شتى فروع الثقافة ، الذى قال عنه صديقه الحميم أنيس منصور فى عموده اليومى بجريدة الأهرام بتاريخ 25 نوفمبر2006 : « اننى أعرف عددا كثيرا من علماء المصريات ، وكان أعز أصدقائى العالم الاثرى كمال الملاخ‏ ،‏ وكانت له شعبية جارفة أيضا‏ ،‏ بشكله الفرعونى وحديثه السهل وصوته الجميل‏ ،‏ ولا أنسى يوم اكتشف « الملاخ » مراكب الشمس وجاءت إليه من السويد فتاة جميلة تقول له‏ :‏ « اننى أرى الأبدية فى عينيك‏ ! « . 

كمال الملاخ ابن من أبرز أبناء مؤسسة « أخبار اليوم » الذين تميزوا على صفحات مطبوعاتها برسوماته للبورتريه ورسم القصص الأدبية والاجتماعية ، وكتب الكثير من مقالاته النقدية فى الثقافة والفنون بأخبار اليوم ، وترأس القسم الفنى بالجريدة وامتد عطاءه بها حتى انتقل مع محمد حسنين هيكل إلى جريدة « الأهرام » عندما ترك « هيكل » رئاسة تحرير « آخر ساعة» وتولى رئاسة تحرير « الأهرام » والانتقال بطلب من هيكل نفسه ، وأسس كمال الملاخ زاويته الشهيرة فى الصفحة الأخيرة من جريدة « الأهرام » باسم « بدون عنوان » وابتكر بها أسلوبا جديدا فى صياغة الأخبار القصيرة الطريفة السريعة التى تماثل الايجاز والاختصار فى التغريدات المستخدمة فى موقع التواصل « تويتر » ، وهو من ابتكر « د.» بدلا من كلمة «دكتور» ، و«م .» بدلا من كلمة « مهندس» فى صياغة الأخبار. 

ولد كمال الملاخ فى 25 اكتوبر 1918 بأسيوط وهو ينتمى لعائلة مشهورة ، ويذكر التاريخ  أن السيد مقار الملاخ كبير الأراخنة فى عصر البابا كيرلس الخامس كان من ضمن كبار المستقبلين للبابا فى طهطا وتقدمت ابنته أمينة بباقة جميلة من الزهورأودعتها فى يد البابا كيرلس الخامس الذى تقبلها منها وعلت وجهه ابتسامة الرضى وحنان الأبوة ، وحصل كمال الملاخ على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم عمارة عام 1943 من جامعة القاهرة ، ثم التحق ‏بمعهد الدراسات العليا للآثار بكلية الآداب جامعة القاهرة وحصل على الماجستير فى قصة اللغة المصرية القديمة وآثارها عام 1948، وحصل على ماجستير معهد الدراسات ‏المصرية ، وبدأ حياته العملية مهندسًا معماريًا ، ثم ضابطًا احتياطيًا بسلاح المهندسين ثم انتقل للتدريس بكلية الفنون الجميلة ومعهد السينما والجامعة الأمريكية بالقاهرة ، وشارك فى ترميم أبو الهول والأهرام، وكان عضوا بالجمعية الجغرافية العالمية فى الولايات المتحدة التى اختارته عضواً فخرياً بها مدى الحياة ، وحظى بالعديد من مظاهر التقدير المحلى والعربى والعالمى فنال وسام الثقافة من الحكومة الإيطالية ، ووسام الأرز بدرجة فارس من لبنان ، وجائزة الدولة التشجيعية فى الآداب عام 1970 ، ونال جائزة الدولة التقديرية عام 1982 . 

حاول البعض من أصحاب المصالح أن يأخذ حق كمال الملاخ فى اكتشاف «مراكب الشمس»  ولكن د. زاهى حواس قدم شهادة منصفة أعاد فيها حق الاكتشاف لكمال الملاخ الذى أعطى للحاج أحمد يوسف بدء الإشارة ليعمل لمدة عشرين عامأ حتى يعيد نفس ترتيب وترقيم وتركيب هذه القطع الخشبية القديمة التى وُجدت فى حفرتين بجوار الهرم الأكبر على يده ليرى العالم كله فى النهاية ما كانت عليه (مراكب الشمس منذ ما يقرب من 5000 عام) وقد كان فراعنة مصر واضعين علامات بين الأجزاء المتشابهة والتى تتداخل مع بعضها البعض ، ومن العجيب أن جميع الأجزاء لا يربطها مسمار ولكنها تتداخل مع بعضها البعض وتربط بالحبال الموجودة . 

ومن الجدير بالذكر ان هناك أنواعًا من المراكب استعملها الفراعنة ، أولها المراكب الدينية‏ التى كان لها رمزية ويستخدمها الإله فقط‏ ،‏ ومكانها بقدس الأقداس داخل المعابد ، والمراكب الجنائزية‏ التى كانت تستخدم لنقل مومياء الملك لزيارة الأماكن المقدسة الخاصة بالإله أوزوريس ومنها أبيدوس فى الجنوب وبوتو فى الشمال ، ونقل جثمان الملك من قصره الذى يقيم فيه إلى الجبانة حيث يوجد هرمه‏ ، والمراكب الدنيوية التى كانت مخصصة لنقل الجرانيت من محاجر أسوان ‏، والحجر الجيرى من طرة ، والمراكب البحرية التى سافرت إلى لبنان‏ لنقل خشب الأرز، وبلاد بونت لإحضار البخور والزيوت العطرية والذهب‏  ، والمراكب الحربية‏  التى شاع استخدامها فى الدولة الحديثة، ومراكب النزهة فى النيل .

رحم الله كمال الملاخ وليت الدولة متمثلة فى عدد من مؤسساتها الثقافية والآثرية تحتفى بذكر رحيله الـ23 فى 24 أكتوبر القادم ، اليوم الذى غادرنا فيه عام 1998.


« كنوز »

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة