عبلة الرويني
عبلة الرويني


نهار

الحياة المسحورة!!

عبلة الرويني

الإثنين، 23 أغسطس 2021 - 06:21 م

المؤكد أن حسن عبد الموجود واحد من عشاق الطريق... لا يشغله الوصول، بقدر ما يشغله الاستغراق فى الرحلة، والغوص فى تفاصيلها والاستمتاع بها..... فى مجموعته (البشر والسحالى) الصادرة حديثاً عن الدار المصرية اللبنانية ١٠ نصوص (ليس مشغولاً بتصنيفها قصة أو سيرة أو نص).. لا توجد أحداث بالمعنى..لا توجد حكاية يمكن متابعة تفاصيلها.. بدايتها أو نهايتها... ليست هناك شخصيات، يمكن الإنسان لصوتها، أو الإمساك بملامحها... ورغم أنه كتاب (البشر والسحالى) لا يتوقف حسن عبد الموجود أمام البشر، ولا أمام السحالى والحيوانات... فقط يدخل إلى الغرفة الأربعين.. ذلك العالم الساحر المسحور داخل قرية صعيدية فقيرة.. غنية بميراث من الحكايات والأساطير والخيال...

حيوانات كثيرة وطيور وفراشات، تسكن ذاكرة الكاتب، خبرات الطفولة ومفردات عالم القرية الخرافى الساحر.... الخنزير الذى لا  يسمح أهل القرية بوجوده بينهم.. السحلية حاملة مفاتيح الجنة.. والحمار والعقرب والديك والتيس والقطط التى تسكنها أرواح الأطفال فى المساء، فتطوف الأمهات على بيوت القرية، تطالبهم  بعدم ضرب القطط..  ميثولوجيا راسخة أقوى من الواقع نفسه،  فالناس التى تعتقد بأن أكل الخنزير خطيئة لا تغتفر...هم أنفسهم الذين يرون مباركة القس، أقوى كثيرا من مباركة الشيخ، لمداواة المرضى والدعاء لهم... ميثولوجيا قروية يمتزج فيها الواقع بالخيال، يقدمها حسن عبد الموجود بمتعة كشف واكتشاف الحياة المسحورة... لا يدين حسن عبد الموجود الخرافة ولا يسعى لتحطيمها.. لا يريد تقديم الحكمة ولا استخلاص الدرس أو العبرة.. لا يتطلع إلى الوصول... فقط سحر الطريق، والحياة المسحورة...

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة