غادة أنور درويش
غادة أنور درويش


كل يوم

آباء ولكن

أخبار الرياضة

السبت، 28 أغسطس 2021 - 08:56 م

منذ أعوام قليلة وحين دخلت إلى عالم ذوى القدرات الخاصة وتعارفت على أمهات الكثير منهم صدمنى الواقع المرير من صعوبة التأهيل والعلاج وتكلفتهما العالية وكثير من المشكلات الأخرى.. إلا أن أكبر صدمة قابلتها وهى مشتركة بين نسبة كبيرة من الحالات ألا وهى ( تخلى الأب) نعم ويالها من صدمة، فقد تخلى بعض الآباء عن أبنائهم وأسرهم بأكملها فقط لأن الله رزقهم بطفل معاق فبدلاً من أن يسعى لعلاجه وتأهيله يذهب بلا عودة فتجد الأم نفسها وحيدة وسط أمواج متلاطمة لا تدرى ماذا تفعل وكيف تواجه معترك الحياة بمفردها.
 فهؤلاء ليسوا كمن تخلى عن أبنائه بسبب الإنفصال عن الزوجة أو بعض الخلافات الزوجية كما هو منتشر ومتعارف عليه فى مجتمع ذكورى يفتقر إلى العدل، بل هم يفعلون ذلك اعتراضاً على إرادة الله الواحد الأحد الذى شاء أن يهبهم منحة إلهية لتكون سبباً فى عبورهم إلى الجنة فبدلاً من أن يسعد بتلك المنحة ويزداد شكورا يلقى بها أرضاً دون اكتراث ويذهب إلى الجحيم بكامل إرادته.. لن ألتمس العذر لمن ضاقت يده وقل رزقه وكانت حجته أنه لا يستطيع تحمل نفقات العلاج لأنه فى تلك الحالة تخلى عن دور الأب والإنسان ولم يسع حتى لاحتواء طفله.. فالأمر لا يقاس بالغنى  والفقر ولا بالتعليم  والأمية ولا بالثقافة والجهل.. فهناك نجد كثيرا من الآباء ذوى قدرة مادية وتعليم ومستوى إجتماعى جيد يتخلون عن أبنائهم دون اكتراث جزعاً من الابتلاء أو خوفاً على مظهره الاجتماعى أو اعتقاداً منه بعدم جدوى أى مجهود سيبذله مع ذلك الطفل.. وفى المقابل نجد آباء من طبقة بسيطة لم يحصلوا على قدر كبير من التعليم أو المال ولكنهم يسعدون بقدوم مولود معاق ويعتبرونه بابا من أبواب البركة فى حياتهم ويتفانون فى رعايتهم وعلاجهم وإسعادهم بكل الطرق الممكنة لابتغاء مرضاة الله.. بل والأكثر من ذلك يكون ذلك الطفل مدعاة للفخر أمام الجميع قائلاً (ها هو باب من أبواب الجنة مفتوح على مصراعيه أمامى فهل من منافس؟)
وبناء على ذلك أطالب بقانون رادع لهؤلاء الآباء الذين تجردوا من أبسط المشاعر الإنسانية تجاه أبنائهم وأسرهم.. وأن يقف القانون فى صف الأم التى أجبرت على تحمل المسؤولية بمفردها ساعية إلى الوصول بفلذات كبدها لبر الأمان.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة