جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر


«مارس الأسود» في تاريخ مصر وسوريا.. صدمة لعبد الناصر

حسام الطباخ

الخميس، 02 سبتمبر 2021 - 08:37 م

 

«28 سبتمبر 1961» تاريخ يحفظه العرب عن ظهر قلب ففيه خرجت مصر وسوريا من وحدتهما بـ«خفي حنين» بعد ثلاث سنوات من «السمن على عسل» بين القاهرة ودمشق.

 

لكن كواليس إنهاء سوريا وحدتها مع مصر لا تزال محفوظة في الصحف اليوم التالي لحركة التمرد السورية التي كتبت السطور الأخيرة من عمر «الجمهورية العربية المتحدة»، وفي اليوم الـ29 من سبتمبر في العام نفسه، تحدث الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مؤكدًا أنه لا مساومة ولا حلول وسطى، وأن المتمردين أرادوا مساومة المشير عبدالحكيم عامر والفريق جمال فيصل وهما تحت الحراس العسكرية لكي يوفقا على البيان رقم 9 للمتمردين ولكنهما رفضا.

 

«ناصر» في كلمة بثتها الإذاعة المصرية قال إنه إذا تمردت بعض العناصر فهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن الجيش قد تنكر للمبادئ التي آمنت بها الأمة، مطالبًا كل متمرد أن يواجه نفسه وقلبه وضميره وأن يتحمل مسئولية كل ما تورط فيه، مؤكدًا أن المتمردين زيفوا البرقيات وادعوا حصولهم على تأييد من حلب واللاذقية وجهات أخرى، إلا أن كل هذه المناطق كذبتهم، بحسب ما نشرته الأخبار في 29 سبتمبر 1961.

 

وفي بيانه الثاني للشعب، قال عبدالناصر: «إن التمرد المؤسف الذي حدث في دمشق أمر بالغ الخطورة بالنسبة للجمهورية العربية المتحدة. وبالنسبة لاستقرارها.. وبالنسبة لقدرتها على تحقيق آمال شعبها.. أريدكم أيها الأخوة جميعًا في ذات اللحظات أن تعرفوا كل شيء وأن يكون بحثكم للموقف مع بحثي له وقراركم فيه مع قراري».

 

«أقول لكم أيها الأخوة المواطنون أنني كنت طوال هذه اليوم على اتصال مستمر بالمشير عبدالحكيم عامر باللاسلكي، وقد اتصلت بالمشير بعد إذاعة البيان، والمشير لم يوافق على هذا البيان وأنهم كانوا يطلبون منه أن يعلن بيانا بأن الأمور قد انتهت ولكنهم في نفس الوقت كانوا يضعون المشير عبدالحكيم عامر تحت الحراسة المسلحة».. هكذا واصل الزعيم الراحل بيانه.

 

أما البيان التاسع الذي رفض المشير عام إذاعته، وتحدث عنه الرئيس عبدالناصر، فجاء فيه: «إن القيادة الثورية العربية التي دفعها الشعور بالخوف على وحدة الصف العربي وحماتها للقومية العربية وتأييدهم لها ودفاعها عن مقوماتها تعلن أنه لا تنوي المساس بما أحرزته القومية العربية من انتصارات..

 

كما تعلن أنها ليست عناصر مخربة انتهازية تريد الإساءة لقوميتنا فقامت بحركتها تلبية لرغبة الشعب وأنها عرضت قضايا الجيش وأهدافه على سيادة المشير عبدالحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة الذي تفهم أمور الجيش على حقيقتها واتخذ الإجراءات المناسبة لحلها لصالح الوحدة وقوة القوات المسلحة والجمهورية العربية المتحدة وقد عادت الأمور العسكرية إلى مجراها الطبيعي اعتمادا على ثقتها بحكمة القائد العام لقوات المسلحة وقائد الجيش الأول اللذين يحققان أهداف القوات المسلحة والجمهورية العربية المتحدة».

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة