د. حسن عماد مكاوى
د. حسن عماد مكاوى


تحياتى

نحو تعزيز الوعى المجتمعى «٣»

حسن عماد مكاوي

الجمعة، 24 سبتمبر 2021 - 08:56 م

ينقسم الوعى من حيث المستوى إلى وعى فردى ووعى مجتمعي. يرتبط الوعى الفردى بشكل أساسى بالجهود التى يبذلها الأفراد على مستويين: الوعى العام، أى الوعى تجاه الواقع والحياة التى تحيط بالفرد، والوعى المتخصص الذى أصبح سمة تميز هذا العصر عن العصور السابقة.
وتشير بعض الآراء إلى أن مجالات المعرفة الإنسانية بمختلف فروعها هى فى حقيقة الأمر مترابطة، واذا لا بأس فى أن يلم الإنسان بها على أن يتخصص فى أحدها بشكل أقوى ليكون مستوى وعيه العلمى بها متقدما. أما عن الوعى المجتمعى فهو يعنى من منظور علماء الاجتماع أنه :» المفاهيم والتصورات والآراء والمعتقدات الشائعة لدى الأفراد فى بيئة اجتماعية معينة، والتى تظهر فى البداية بصورة لدى مجموعة منهم تم تبنيها لإقناع الآخرين بأنها تعبر عن موقفهم تجاه ما يحدث فى المجتمع من قضايا سياسية واجتماعية وغيرها. غير أنه ليس بالضرورة أن يكون كل ما يتردد فى الجماعة مناسبا للفرد أو الجماعة، وبالتالى يبدو الوعى المجتمعى موجها أو مفتعلا من طرف جهة ما لأداء وظيفة بعينها. إذن يرتبط الوعى المجتمعى بالمعرفة التى تشكل نظام الحياة وسلوكيات المجتمع، بمعنى أن الوعى الفردى يمكنه أن يشكل الوعى المجتمعى من خلال تكريس تبادل المعرفة وتحويلها إلى سلوكيات وقوانين تنظم كل أشكال الحياة فى المجتمع، وبهذا يصبح المجتمع أكثر نضجا وتأثيرا وإنتاجا، ولذا نرى أن كثيرا من الشعوب استطاعت أن تتقدم فى مختلف ميادين الحياة بعد أن تمكنت من تحويل الوعى الفردى لمفكريها إلى وعى وسلوك مجتمعى قاد التغيير فى تلك المجتمعات.
 وللحديث بقية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة