وزير الرى المصرى خلال زيارته لإحدى الدول الأفريقية
وزير الرى المصرى خلال زيارته لإحدى الدول الأفريقية


شمس مصر تشرق على القارة السمراء.. كهرباء وحماية من الفيضانات وخدمات صحية

ياسمين سامي

الخميس، 30 سبتمبر 2021 - 06:00 م

مرة أخرى تعود شمس مصر لتشرق على القارة السمراء ..مرة أخرى تواصل مصر دورها التاريخى  والريادى فى إفريقيا  داعما وسندا فى التنمية والرخاء، كما كانت كذلك فى التحرر والاستقلال .. مصر الآن فى كل مكان فى القارة ترسخ تعاونها بمشروعات تنموية عملاقة وتمد الصداقة الخالصة لكل  الأشقاء  تدرك أن إفريقيا كنز كبير، لم تسمح  القاهرة  فى  عهدها الجديد بمحاولات الوقيعة بينها وبين أشقائها  وأفشلت  المؤامرات التى كانت تنفذ لعزلها عن امتدادها  الجغرافى  والتاريخى، مصر وإفريقيا وسنوات الإخوة فى هذا الملف.

تحرص الدولة المصرية على توطيد العلاقات بين مصر والدول الأفريقية، وهو أهم المحاور الرئيسية فى السياسة المصرية الخارجية، حيث يمثل التعاون الثنائى مع دول حوض النيل أساسًا فى الاستراتيجية المصرية الحالية للتحرك مع دول حوض النيل لتوفير الامكانيات البشرية والخبرات الفنية والمؤسسية والتى تعد أهم عوامل النجاح لأنشطة التعاون المصرى الثنائي، ومن هنا عملت وزارة الموارد المائية والرى على تنمية علاقاتها الثنائية مع مختلف دول القارة خاصة دول حوض النيل، وتوظيف وزارة الموارد المائية والرى لخبراتها وإمكانياتها فى دعم هذا التوجه ولخدمة الدول الأفريقية الشقيقة فى كافة المجالات المتعلقة بالموارد المائية، وحققت العديد من النجاحات فى ملف مشروعات التعاون الثنائى من خلال تنفيذ مشروعات تنموية تعود بالنفع على مواطنى حوض النيل.

جنوب السودان
وتعمل وزارة الرى والموارد المائية فى مشروعات تعاون ثنائى مع العديد من دول حوض النيل منها جمهورية جنوب السودان وأبرز المشروعات، إنشاء محطات مياه شرب جوفية، وكذلك مشروع تأهيل محطات قياس المناسيب والتصرفات بمواقع (ملكال على النيل الأبيض-جوبا على بحر الجبل-واو على نهر الجور)، وإنشاء المراسى النهرية لخدمة الملاحة النهرية، وكذلك الانتهاء من مشروع إنشاء محطة الرفع بمدينة واو، وتم الانتهاء من إعداد دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لمشروع سد واو المتعدد الأغراض لتوفير حوالى 2 مليار م3 ولتوليد 10.4 ميجا وات بالإضافة الى توفير مياه الشرب لحوالى 500 ألف نسمة والاستفادة من المياه فى الرى التكميلى لحوالى 30-40 الف فدان مما يتيح فرصة للاستثمار الزراعى فى جنوب السودان.

ويعد أيضًا إنشاء معمل لتحليل نوعية المياه بمدينة جوبا، أحد المشروعات التى تعاونت فيها مصر مع جنوب السودان فى مجال الموارد المائية، كما عملت مصر على تنظيم ما يقرب من 15 دورة تدريبية فى مجالات مختلفة منها إدارة الموارد المائية، نظم المعلومات الجغرافية، ونوعية المياه، لأكثر من 200 متدربا من الكوادر الفنية من جنوب السودان.
لم تكتف مصر بالتعاون فى إطار الموارد المائية فقط، بل حرصت على التعاون فى إطار التنمية المجتمعية، حيث ساهمت مصر بمعدات الرى المصرى بجنوب السودان فى العديد من الأعمال التنموية فى ولاية غرب بحر الغزال بمدينة واو حيث تم الاستعانة بالمعدات فى أعمال صيانة الطرق الداخلية بمدينة واو مما أدى إلى حل مشكلة الأمطار الغزيرة حول وداخل بلدية مدينة واو، وسهولة حركة السيارات والمارة ومستخدمى مبنى البلدية.

أوغندا
بدأ التعاون الثنائى مع أوغندا فى عام 1949 متزامناً مع بداية التفكير فى كيفية التخزين المستمر بالبحيرات الاستوائية، وذلك من خلال الاتفاق على إنشاء خزان أوين على مخرج بحيرة فكتوريا، حيث كان الغرض الرئيسى هو تخزين المياه لاستغلالها فى سنوات الإيراد المنخفض، وتوليد الطاقة الكهرومائية لصالح أوغندا مع الالتزام بالتصرفات الطبيعية لبحيرة فيكتوريا، وساهمت مصر فى المشروع المصرى الأوغندى لمقاومة الحشائش المائية بالبحيرات العظمى، والمشروع مكون من خمس مراحل على ان تنتهى الأخيرة منه عام 2021، وعاد بالنفع على مواطنى القرى والمدن بأوغندا والتنمية الاقتصادية من خلال تطهير مخارج البحيرات من الحشائش المائية مما ساهم فى تنمية حركة الملاحة والثروة السمكية.

كما تتعاون مصر مع أوغندا فى مشروع إدارة الحشائش المائية بالمناطق الضحلة ببحيرتى كيوجا وألبرت، حيث ظهر نوع جديد من الحشائش المائية فى اوغندا يسمى Salvinia Molesta ، وهو أحد الحشائش المائية التى غزت النظم المائية فى أوغندا وتشير التقارير إلى أن هذا النوع من النبات منتشر على سواحل بحيرتى ألبرت وكيوجا، مما أدى إلى طلب الجانب الأوغندى المساعدة المصرية لمقاومة هذا النوع الجديد من الحشائش، وعليه تم الاتفاق مع الجانب الأوغندى على مشروع جديد تحت مسمى إدارة الحشائش المائية بالمناطق الضحلة فى بحيرتى كيوجا والبرت»، وتم أيضًا الاتفاق على مشروع التعاون الفنى مع وزارة المياه والبيئة الأوغندية وتشمل شراء المعدات الميكانيكية لحفر سدود حصاد الأمطار، وحفر وتجهيز عدد (75) لآبار الجوفية مقاولة شركة سوماداهورا الأوغندية، وإنشاء عدد 5 سدود لحصاد مياه الأمطار « خزانات أرضية»، والتدريب وبناء القدرات، ومشروع درء مخاطر الفياضانات.

الكونغو
تتعاون مصر مع الكونغو الديمقراطية فى عدة مشروعات منها مشروع حفر 30 بئر مياه جوفية لتوفير مياه الشرب النقية للمواطنين فى المناطقع البعيدة عن مصادر المياه جارى التحضير لتنفيذ المرحلة الأولى من محطات مياه الشرب الجوفية مزودة بالطاقة الشمسية، وكذلك إنشاء مركز تنبؤ للتغيرات المناخية والأمطار وتجهيزه بهدف الاستفادة من الخبرات المصرية المراكمة فى مجال التنبؤات ونقلها الى الجانب الكونغولي، حيث تم الانتهاء من تجهيز المركز وتدعيمه بأحدث الأجهزة والبرامج و تم افتتاح المركز رسميا بحضور السادة الوزراء فى شهر يوليو 2021، بالإضافة إلى تبادل الخبرات فى مجال الزراعة والري، من خلال زيارات تفقدية متبادلة.. وتعمل مصر حاليا فى مجال إعداد دراسات جدوى لإنشاء بنية تحتية كهرومائية بالإضافة إلى تدريب وتأهيل خبرات واعداد كوادر وتنظيم ما يقرب من 8 دورات تدريبية، فى عدة مجالات مختلفة طبقاً لرغبة واحتياج الجانب الكونغولى لما يقرب من 116 متدربا فى مجالات الإدارة المتكاملة للموارد المائية و نظم المعلومات الجغرافية واعداد التقارير الفنية و نوعية المياه و فى مجال الإطار التنفيذى لقانون المياه الجديد بالكونغو الديمقراطية.

تنزانيا
تعتبر تنزانيا من أبرز دول حوض النيل التى تشهد تعاون ثنائى مع مصر، حيث تم الانتهاء من حفر وتجهيز ما يقرب من 30 بئر جوفى بموجب مذكرة تفاهم موقعة بين مصر ودولة تنزانيا فى عام 2007 لتوفير مياه الشرب بالمناطق التى تعانى من ندرة المياه، وتوالى التعاون الثنائى بين البلدين لتنفيذ عدد 70 بئر جوفى بموجب مذكرة التفاهم الموقعة فى 2009 وتم الانتهاء من حفر وتجهيز المرحلة الأولى عدد 30 بئر جوفى لتوفير مياه الشرب، وجارى التنسيق مع الجانب التنزانى لتعزيز التعاون الثنائى بين البلدين فى مجال انشاء الابار الجوفية لتوفير مياه الشرب النقية للمواطنين فى المناطق التى تعانى من ندرة المياه كذلك انشاء سدود حصاد أمطار للاستفادة منها فى توفير مياه الشرب وللثروة الحيوانية.

إثيوبيا وكينيا
تحرص مصر على ‏‏التعاون فى مجال الموارد البشرية مع اثيوبيا من خلال تقديم دورات تدريبية طويلة المدى ودورات متوسطة المدى وقصيرة المدى لتأهيل الكوادر وتنمية الخبرات، أما كينيا فتعتبر من أقدم دول حوض النيل الذى تم فتح مجال التعاون الثنائى معها من خلال مشروع حفر 180 بئرا جوفية، توقيع مذكرة تفاهم بين مصر ودولة كينيا فى أغسطس 2016 لمشروع إدارة تطوير الموارد المائية وتتضمن الأنشطة إنشاء عدد من سدود حصاد مياه الأمطار للاستفادة من مياه الأمطار وتخزينها فى أوقات الجفاف واستخدمها لتوفير مياه الشرب للإنسان والثورة الحيوانية، بالإضافة الى مشروع حفر الآبار الجوفية لتوفير مياه الشرب النقية للمواطنين، ومشروع تطوير نظم الرى الحديث فى احدى المزارع.

بوروندى
التعاون بين مصر وبوروندى يظهر جليا فى التعليم وتأهيل الكوادر حيث يتم إيفاد الطلبة والدارسين للحصول على دبلوم الموارد المائية المشتركة من كلية الهندسة جامعة القاهرة، أو الدبلومات التى تعقد بالمركز القومى لبحوث المياه سنوياً، كما تم توقيع اتفاق التعاون بين البلدين فى مجال الموارد المائبة والرى فى 24 مارس 2021 لتنفيذ مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية والذى يشمل الدعم الفنى لإعداد دراسة فنية لإنشاء وصيانة شبكة المصارف الخاصة لمياه الأمطار داخل المدن والقرى فى بوروندى ودراسات فنية لدراسة عمل مشروع تخطيط وتنمية إدارة الموارد المائية بدولة بوروندى.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة