خالد حمزة
كلام والسلام
ألم.. البعاد
الثلاثاء، 05 أكتوبر 2021 - 09:40 ص
خالد حمزة
للــــــــــروائيـــــــــة الجــــــــزائــرية أحــــــــلام مســــتغانمى جملــــة جميلة تقـــــول فيها: لا حــــــــب تخـــــــونه المســــــافة. فبالمسافة يختبر الحب .
ولكن المسافة قد تكون كما قال الأبنودى: بلاد غريبة بتنورها الدموع .
وأنت اذا أردت أن تختبر معادن الناس حولك . دع وراءك كل من يقول لك: احبك ولا أستطيع العيش لحظة واحدة دونك؛ أو من يردد لك كل لحظة: أنت صديقى ولن أخيب ظنك فى يوم . اقع . اتعب . ابعد . وراقب كم واحدا منهم سيلاحظ وقوعك ويشعر بتعبك ويفتقد بعدك. حينها فقط سيصدمك شعورهم . سترى وجوههم وقد خُلعت عنها الأقنعة وكشفت عن حقيقتها. فالناس تبدو بوجوهها الحقيقية وقد زالت عنها الرتوش؛ عند وقوعك مريضا أوعانيت من ضائقة ما.
بعضهم لن يعيرك انتباهه لأنه يرفض أن تضعه فى اختبار.
وبعضهم ممن تعلقت بهم تعلقا شديدا وذقت معهم مرارة التعلق. وكانوا يتسللون داخلك ويتملّكون قلبك. فتتنفس بهم وترى بأعينهم وتنبض بقلوبهم وتشعر بأجسادهم وتتكلم بحروفهم. حتى اعتقدت دون أن تدرى أنهم قد أصبحوا بالنسبة لك الحياة. ستكتشف أنك كنت مجرد أداة لإسعادهم. وأن حبك لهم كان موتا لذيذا ليس إلا .
وحينها ستصل لقناعة بأن كل ما مر بك من ناس وأحداث؛ قد استهلك جزءا كبيرا منك؛ لم يعد عمرك يسمح بتعويضه.
ورغــــــم كـــل هــــــــؤلاء .. ســــــتجد من يشاطرك حزنك ويساعدك على الوقوف بعد وقوعك . وسيكون مجرد وجوده بجوارك دواءً لدائك. وكلماته شفاء لوجع بعادك. وستشعر بأنك لست وحدك. لأن محبته لك ستكفى وتفيض.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة