رجائى عطية
رجائى عطية


مدارات

العماء المزدوج !

رجائي عطية

الجمعة، 08 أكتوبر 2021 - 08:04 م

من الغرائب، أن يصر الإرهابيون القتلة، سفاكو الدماء، وحاصدو الأرواح، ومبيدو الزرع والضرع والبناء، على أنهم يقارفون ما يرتكبونه من جرائم باسم الإسلام، وهذا إصرار كفيف، فالإسلام لا يبرر لأحد أن يقتل النفس التى حرم الله، والإسلام يحض على أمان الجوار، وهو جوار يقوم بحكم الآصرة بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة، فكل منهم فى « جوار » الآخر، وأمان جوار المسلم وهم يدعون الاتشاح بالإسلام ! يمتد حتى إلى الكافر الملحد، فيقول تبارك وتعالى : « وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ » ( التوبة 6 ) .


ومن هذا العماء، ضلال البوصلة والهدف والغاية ..

فلا بد أن تكون لكل حركة غاية، وأن تسعى لأهداف، فبغير الغاية والهدف، لا تحقق الحركة أى «إنجاز» أو «حصاد» .. ومن الغريب الدال على العماء المزدوج، أن هؤلاء أدعياء الدين إذ يتشحون كذبًا ! بالإسلام، فإنهم يعملون التقتيل فى المسلمين، ويتركون من يفُترض أنهم أعداء المسلمين وادعين ناعمين آمنين هانئين سالمين ! 


لا يمكن لصاحب عقل، أن يسيغ ترك هؤلاء الأدعياء الصهيونية وعدوانها الموصول على الأراضى والنفوس العربية، القائمين بزراعة احتلال استيطانى دائم لم يعد مقصورا على فلسطين المختطفة، وإنما امتد إلى الضفة الغربية وهضبة الجولان، بينما يشنون هجماتهم الغادرة التى تهلك الزرع والضرع، وتدمر الحياة، وتنسف الحضارة، ولا يستبعد منها محاولة ضرب جنود مصر .. الجيش القوى الوحيد الباقى على تخوم الكيان الصهيونى ! 


ماذا يريد هؤلاء الإرهابيون ؟! 


لو كانوا ذوى بصر ناهيك بالبصيرة لسألوا أنفسهم . ماذا يريدون ؟

هل ضرب الإسلام والمسلمين هو الهدف والغاية ؟ كيف وهم يدعون أنهم حماة الإسلام ! 
إن ما يرتكبه هؤلاء الإرهابيون من جرائم، فهو أبلغ إساءة للإسلام الذى يتشحون به كذبًا، إنما تأتى منهم ..

فلا هذه قيم الإسلام، ولا هذه تصرفات مسلمين، ولا حصاد لهذا السوء والشر الذى يزرعون، ولا ينال إلاَّ شماتة كل عدو يضمر عداوة للإسلام والمسلمين، فيضحك فى كمه من هذا «العماء» الذى يصوب طعناته إلى ما يدعى الطاعن الضرير أنه قلبه وجسده !!!


من هذا العماء المزدوج، أن ما يرتكبه هؤلاء الأدعياء بهذه الهجمات المتفرقة العشوائية الغادرة، فاقدة البصر والبصيرة، تزرع عناقيد الغضب وتحشد عداوة لا يمكن إزاءها أن يرجو هؤلاء العميان لحركتهم ترويجًا أو انتصارًا !


لم يحدث فى التاريخ، أن هُزِم شعب، أو هُزمت أمة، بهذه الأفعال العشوائية، الضالة فحصادها صفر بالنسبة للشعوب والأمم، فلا تنطوى صفحة شعب أو صفحة أمة بمثل هذه الممارسات التى وإن أدمت وأفجعت قلوبًا، فإنها لا تحقق نصرًا، ولا تزيل الأمم والشعوب والأوطان ! 


 مصر تعرف ويعرف المصريون أن الابتلاء سُنَّة كونية، ويعرفون من دينهم أن الصبر على البلاء أعظم أنواع الصبر والإيمان . 


 إن المؤمنين حقَّا، يعرفون من قول الحق جل شأنه : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ . وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِى سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ» (البقرة 153، 154) . 


 إن الجند الذين قُتلوا أو يقتلون غدرًا، هم عند الله تعالى شهداء، موعودون بوعده ووعده حق : «وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.  فَرِحِينَ بِمَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ .  يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ» (آل عمران 169ـ 171) . 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة