السبت، 09 أكتوبر 2021 - 07:51 م

محمد صلاح

جلس عم ضم ضم امام دكانه الصغير، ومن حوله حاشيته بكامل عددها، بينما علم مصر يغطى واجهة المنزل اعلى محل عم ضم ضم.
انا: يا عم ضم ضم هو انت عملت علم بقماش الزباين.
عم ضم ضم: لأ انا مشترى توب من كل لون وعامل كام علم كبير، بص حواليك شوف منازل الشارع، وكمان عملت اعلام صغيرة للعيال، تعالى خدلك علم واقعد ساكت، خد ركب الفلاشة دى فى السماعة دى وشغلها، انا خليت الواد حفيدى يعملى كوكتيل علشان نحتفل بحرب اكتوبر على مزاجنا.
الجميع فى صمت يسمع فلاشة عم ضم ضم. البداية اغنية العندليب عبدالحليم حافظ «عاش اللى قال للرجال عدوا القنال، عاش اللى حول صبرنا حرب ونضال، عاش اللى قال يا مصرنا مافيش محال، عاش ليكى ابنك عاش اللى حبك، رد اعتبارك خلى نهارك أحلى نهار». وبعدها الرئيس الراحل انور السادات فى جزء من خطابه امام مجلس الشعب عقب حرب اكتوبر «ان التاريخ العسكرى سوف يتوقّف طويلا، بالفحص، والدرس، أمام عملية يوم السادس من أكتوبر سنة 73 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط بارليف المنيع، وإقامة رءوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة، بعد أن أفقدت العدو توازنه، فى ست ساعات».
هنا أغلق عم ضم ضم فلاشة حفيده واخذ يتذكر ورفاقه تلك اللحظة التاريخية فى حياة المصريين جميعاً، بل حياة العرب كلهم، وقف عم ضم ضم ورفاقه يصيحون الله اكبر، الله اكبر. واخذوا يرددوا «بسم الله الله أكبر بسم الله بسم الله، بسم الله أذن وكبر بسم الله بسم الله، نصرة لبلدنا بسم الله بسم الله، بإيدين ولادنا بسم الله بسم الله، وأدان ع المدنة بسم الله بسم الله، بتحيى جهادنا بسم الله بسم الله، الله أكبر أذن وكبر، وقول يا رب النصرة تكبر».
اخذ كل واحد من الرفاق يحكى ذكرياته اثناء فترة الحرب: عم ضم ضم: كنت اتمنى ان اكون مجندا بالجيش، واشارك فى عبور القناة.
الاستاذ حلمى: كنت فى الثالثه عشرة من عمرى، كنا نعيش فى صمت تام، لا صوت يعلو على صوت المعركة، صوت الراديو يرن فى ارجاء الحى كله، ننتظر البيانات العسكرية، وعقب كل بيان يهلل الاطفال، ويهتف الرجال، وتزغرط النساء، الجميع يعانق الجميع، المسلم والمسيحى، الطفل والشيخ.
عم سعد البقال: اتذكر والدى رحمه الله بعد سماع البيان الاول بعبورنا القناة، جمع كل زجاجات الشربات من المحل وقام بتوزيعها على اهالى الحى، ابتهاجاً بالنصر.
انه المصرى، انها مصر.