مؤتمر الأمانة العامة لدور هيئات الإفتاء فى العالم
مؤتمر الأمانة العامة لدور هيئات الإفتاء فى العالم


خبراء: أفسدوا المجتمع  «بفتاوى الزيادة السكانية» 

فتاوى المتشددين تضر بالمجتمع والاقتصاد وتعوق نهوض بالدولة

لمياء متولي

الإثنين، 11 أكتوبر 2021 - 07:44 م

الدين والحياة كتلة واحدة لا يتجزأ أيا منهما عن الآخر، فحضارة الأمم تقاس بتحضرها وعجلة التنمية والتقدم لا يمكن أن تتحرك دون أن تكون الأديان جزءاً رئيسياً منها، وهذا ما حرص عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى من خلال  تأكيده الدائم على تجديد الخطاب الدينى والقيام بثورة تصحيح دينية شاملة من أجل حماية المجتمع بجميع فئاته، فبعض الآراء الخاطئة قد تكون سبباً فى التأثير على الاقتصاد أو فى إحداث فتن مجتمعية أو نشر فكر بعينه ،لذا لابد من خروج الأبواق للتحذير من الوقوع فى براثن هذه الأفكار السامة ،  حيث إن فتاوى المتشددين أضرت بالإنسان والاقتصاد وأعاقت النهوض بالدولة  . كما أنهم دعوا إلى التكاسل والتواكل بتحريم التعامل مع البنوك وأفسدوا المجتمع «بفتاوى الزيادة السكانية» .
«الأخبار» ناقشت الخبراء حول الدين و مظاهر الحياة و كيفية التغلب على العقبات التى تواجههم .

الخبراءيدعون إلى التكاسل والتواكل بتحريم التعامل مع البنوك.. وأفسدوا المجتمع  «بفتاوى الزيادة السكانية» 

بداية يقول د.إبراهيم رضا أحد علماء الأزهر الشريف إن الدين لم يكن أبداً ملغياً من تطور الحياة ولا هو عقبة تقف في سبيل التطوير، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن فى الفكر نفسه على  مختلف العصور و الأزمنة و ما جعل فى بعض الأحيان  يظهر خطاب متشدد في وقت من الأوقات و الذي بلغ ذروته فى السبعينيات والثمانينيات، وهذا ما جعل أعضاء الجماعة الإرهابية تقوم باستغلال فكر البعض فى الوصول إلى أهدافهم التى اكتشف الجميع حقيقتها بعد ذلك.

ويضيف: الإشكالية فى الفكر الدينى وليس فى النص و لكن الغالبية تخلط للأسف بينهما، موضحاً أن النص مقدس بعيد كل البعد عن الشوائب، بينما فهم و طريقة تفكير وتفهم البعض للدين هو الذى جعل هناك أزمة و ذلك ما خلق فهماً وفكراً متشدداً .

ويؤكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي طالب بإصلاح ذلك من خلال إحداث ثورة دينية شاملة من أجل تغيير نظرتنا لبعض الأمور فعلى سبيل المثال احترام نظرتنا للآخر و تقبله يعد إحدى الأمور التى نعمل عليها وذلك لأننا نسيج واحد ،فالتنوع و التعددية يعتبران ثراء للوطن وهذا يعد أحد صور الفهم الصحيح للدين.

ويقول إن محاولات وجهود الدولة فى القضاء على بعض المظاهر السلبية مثل ترك المنابر لغير أهل التخصص و ظاهرة الدعاة الجدد الذين على الرغم من وجود شعبية لبعضهم  إلا أنهم جعلونا ندفع كمجتمع ثمناً لبعض فتواهم غير الصحيحة وغير المتخصصة ،كل ذلك جعل  الدولة تقوم بجهود كبيرة للقضاء عل مثل هذه المظاهركتجديد الخطاب الدينى  ووزارة الأوقاف من خلال توحيد خطبة الجمعة لتصبح كأنها سيمفونية واحدة على مستوى الجمهورية ،ومنع إصدار الفتوى لغير المتخصصين .

و يؤكد د. إبراهيم رضا أننا بدأنا بدعوة من القيادة السياسية بعدد من الخطوات فى طريق الإصلاح منها أن الكليات الخمس وهى حفظ العقل و المال و النفس و النسل أضفنا لها كلية حفظ الوطن لأن الخطاب المتشدد كان يراهن على أن الوطن صنم ،و لكننا قمنا بنفى ذلك و أكدنا أن حب الوطن جزء من العقيدة التى ندين بها لله ،و كذلك نقل الخطاب من الماضى إلى الخطاب العصرى لنعرف من خلاله كيف ننظر إلى الأمور نظرة واقعية للأمور و المجتمع.

محتوى درامى جيد

وتشير د. سهير عثمان أستاذ الإعلام إلى أن مزج الحياة بالدين أمراً يتسق تماماً مع تجديد الخطاب الدينى الذى كان مطلباً رئاسياً حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى التأكيد عليه خلال الفترات السابقة ،ويعد الإعلام جزء لا يتجزأ من منظومة الدولة التى يقع على عاتقها عبء ومسئولية تجاه هذه القضية.

و تضيف أن هناك دعماً كبيراً لفكرة أن الدراما تدعم الخط الخاص بتجديد الخطاب الدينى و إدخال الدين بالشكل الصحيح و بشكل هادف داخل الأعمال الدرامية ،ففكرة إبعاد الدين عن  العمل الدرامى أمر مرفوض تماماً لأنه يعد أحد العوامل التى تشكل الوجدان المصرى .

وتؤكد أن الإعلام بكل وسائله يعد من أهم الأدوات المؤثرة فى المجتمع بشكل كبير سواء المرئى أو الإذاعى و باقى الوسائل أيضا،وهذا ما يجعل هناك ضرورة ملحة فى استخدام الإعلام بالشكل و الصورة الصحيحة بعيداً عن التشدد أو التطرف.

 وتوضيح أن الدين ليس بإرهاب وليس تذمتاً أو رأياً واحداً ولكنه شورى ،فكل هذه الأمور لابد أن يؤكد عليها الإعلام خلال الفترة القادمة من أجل نقل صورة سليمة خاصة للأجيال الجديدة و التى تتأثر بوسائل الإعلام و بالسوشيال ميديا بشكل كبير.

و تقول إن عملية انتقاء الوجوه التى تظهر على الشاشات سواء فى الدراما الدينية أو البرامج لابد و أن تتوافر فيها الحد الأدنى مما يؤهلها لذلك على الأقل التخصص و القبول و سلاسة الحديث وهذه أحد الدعائم الأساسية و التى ستجعل المتلقى يأخذ المعلومة بالشكل الصحيح ،و البعد عن غير المتخصصين  كما أن ذلك سيكون مانعاً للاختراق الثقافى الذى قد يتعرض له البعض على صفحات التواصل الاجتماعى مستغلين الفجوة الموجودة لدى البعض خاصة صغار السن.

الفوائد و الربا

ويقول د. هشام إبراهيم الخبير الاقتصادى إن الأقتصاد يتأثر فى جميع الأحوال و بشكل أو بآخر بأى متغيرات حوله سواء محلية أو عالمية ،و التأثر الاقتصادى يكون سريعاً للغاية فتجد على سبيل المثال حال وجود أزمة اقتصادية أو حروب بعدها بساعات قليلة تتأثر الأوضاع فى الدول المحيطة سواء فى البورصة أو فى حركة الاستيراد و غيرها.
ويضيف: بعض التصريحات أو الفتاوى الدينية تؤثر كذلك على الاقتصاد نتيجة تأثر المواطن بها منها بعض الفتاوى التى صدرت فى وقت من الأوقات لتحريم الفوائد بشكل مطلق دون الدخول فى تفاصيل العمل المصرفى و الحالات التى قد يستثنى منها ذلك.

ويشير د. هشام إبراهيم إلى أن الأمر الثانى يتعلق بالجدل الدائم حول سعر الفائدة أو (الربا) و التى تعنى فى اللغة العربية الربوة أو الجزء الزائد وتحريمه فى النص القرأنى ليس لغرض الزيادة فقط ولكنه يقترن بصفات الدين لا يحبذها كشبهة استغلال الشخص أو الحاجة أو اتخاذه وسيلة ضغط على الآخرين ،فالمقترض على سبيل المثال عند توجهه للبنك يكون من أجل زيادة مكسبه و ربحه وهو الذى يملى الشروط على البنك و ليس العكس،و بعدها يطابق البنك هذه الشروط مع بنوده من عدمها،فليس هناك أى شبهة استغلال لا للمقترض أو المودع .

ويختتم: لابد أن نتصدى لأى شائعة أو ظاهرة من خلال حملات توعية فإن هذا الخلط خصوصاً المرتبط بالأمور الدينية و الاقتصادية يحتاج إلى توعية للمواطن حتى لا يقع فريسة لأى فتوى أو رأى يجعله مشتتاً بطريقة خاطئة . 

مشاكل اجتماعية

وتؤكد د. هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع أن هناك أزمة حقيقية فى فهم البعض الخاطىء لبعض الأمور الدينية ،فالغالبية بدلًا من أن تجتهد و تبحث و ترجع إلى القرآن أو السنة أو الإنجيل أصبحت تقوم (باستسهال) ذلك و تعتمد على آراء بعض الأشخاص و أغلبهم يكون غير متخصص لنجد أن تفسيرهم يعود إلى آرائهم دون وجود فقه أو علم حقيقى و كأنهم نصبوا أنفسهم (سلطة التفسير) ليتأثر بذلك المتلقى وقد يحدث له نوع من التشتت المجتمعى لأن هذه الآراء هى التى يتحرك بها و يعتنقها فيما بعد و تؤثر على أمور حياته.
وتضيف: الرسول عليه الصلاة و السلام قال» أنتم أعلم بأمر دنياكم»، ما يؤكد أن الرجوع إلى أهل العلم من المتخصصين أو شيوخ الأزهر الشريف امر حتمى فى حالة الاستشارة أو الجدال حول قضية أو أزمة ،فتسهيلاً على المواطن فى ذلك تم إدخال خدمة الخط الساخن للأزهر الشريف و إطلاق موقع للرد على الشكاوى و الاستفسارات مع الحرص على خصوصية الأمر ،فجهود الدولة فى هذا الإطار واضحة للغاية من وعلى المواطن لمنع تشتته أو اللجوء إلى أشخاص غير مؤهلين . وتؤكد أن أغلب المشكلات الاجتماعية سببها من يعتلون المنابر من غير المتخصصين أو أنصاف المتعلمين أو المثقفين الذين يحاولون إثبات آرائهم ولكن زيادة الوعى لدى المواطن هو السلاح الأول فى حماية نفسه من هذا التوغل الفكرى و لابد من وجود حملات توعية مستمرة للمواطنين للتنبيه و التحذير من ذلك .


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة