حسن حافظ
أصوات من الهامش
التربية الغائبة
الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021 - 10:36 ص
حسن حافظ
اندفع ملايين الطلاب إلى المدارس مع بداية العام الدراسى الجديد، مشهد جدير بالتأمل، حول هذه الثروة الحقيقية التى تمتلكها مصر من العقول البشرية، لكن هذه الثروة المهولة، يواجهها شبح التبديد والضياع، فالواضح أن جميع الأسر تركز على مسألة التعليم والحصول على فرصة للترقى الاجتماعى عبر المؤهل الدراسى، لكن الهم الذى بات لا يشغل قطاعا عريضا من الشارع هو سؤال التربية.
فى وقت تنفق العديد من الأسر جل دخلها على تعليم الأبناء وتوفير الدروس الخصوصية لهم، يبدو أن التربية لم تعد تشغل البال، فالصراع المحموم على العيش فى إطار تصور طبقى معين هو الغالب، تصور يقوم على النمط الاستهلاكى، والحرص على اقتناص الفرص دون الاهتمام بالجانب الأخلاقى والتربوى المعطل لمثل هكذا تصور.
يغيب عن الكثير من الأسر جانب التربية، فنجد الأمهات والآباء يتركون الابن يجلس بالساعات الطويلة أمام شاشة الكومبيوتر أو الهاتف دون رقيب ولا حسيب، بل إن فكرة تحديد ساعات معينة ومحددة لاستخدام الهاتف غائبة، بل إن معظمنا لا يستطيع أن ينظم حياة ابنه أو ابنته فيحدد ساعة معينة للنوم، هل هناك أسرة تستطيع أن تربى أولادها وبناتها على النوم فى الثامنة مساء مثلا؟ أعرف الكثير من الأسر التى ينام الأم والأب فيها قبل الأبناء الصغار!
نحتاج إلى اهتمام مجتمعى بالتربية، قبل أن تتحول أجيال كاملة إلى مخلوقات أشبه بالزومبى، لا قدرة لهم على التواصل الاجتماعى الحقيقي، وعندهم إدمان على الهواتف لا يقل خطرا على العقل من إدمان المخدرات، مع زيادة معدلات الإصابة بالتوحد وقلة الانتباه وفرط النشاط، وزيادة معدلات العنف عندهم، وكلها مخاطر يجب التصدى لها عبر لجوء الأب والأم إلى المتخصصين لمراجعة وسائل التربية الحديثة، والتركيز على تربية الأبناء قبل تعليمهم.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة