زينب إسماعيل
زينب إسماعيل


زينب إسماعيل تكتب.. منتهي الشر في «قالوا لي»!!

بوابة أخبار اليوم

السبت، 06 نوفمبر 2021 - 05:24 م

في أحد الأيام صادف مدرس أحد معارفه الذي قال له بلهفة أتريد ان تسمع ما سمعته من أحد طلابك عنك؟! رد عليه المدرس: انتظر قبل أن تخبرني هناك اختبارصغير اسمه امتحان "الفلترة الثلاثي " لما  ستقوله .. أولا : هل أنت متأكد أن ما ستخبرني به صحيح وأنك سمعته بنفسك؟ فقال الرجل : لا، لقد أخبرني به شخص ما!  قال : إذاً أنت لست متأكد مما ستخبرني به ؟! وواصل المدرس.

فلنجرب الفلتر الثاني وهو فلتر "الطيبة "  وسأله:" هل ما ستخبرني به عن هذا الطالب هو شيء طيب ؟! قال : لا..على العكس ! استنكر المدرس، وقال: إذا ستخبرني بشيء سيء على الرغم من أنك غير متأكد من أنه صحيح !! بدأ الرجل بالشعور بالإحراج ! تابع المدرس قائلا : ما زال بإمكانك أن تنجح في الإمتحان.. وسأله: هل ما ستخبرني به عن هذا الطالب سيفيدني ؟! فأجاب الرجل : في الواقع لا ! فقال : إذا كنت ستخبرني بشيء ليس بصحيح ، ولا بطيب، ولا فائدة فيه فلماذا تخبرني به من الأصل !!!.

هذه بعض من أحوالنا.. لو رجعنا قليلا الي أيامنا هذه لوجدنا بعض أو كل ما تشير اليه هذه القصة  وهو ما يحدث بيننا  في مجتمعنا حتي بين أفراد الأسرة الواحدة وقد تموت الفتنة بعد أول جلسة عائلية وتتصافي القلوب .. ولكن أن تكون الفتنة علي مستوي الدولة ويكون سببها "قالو لي " أو" سمعت كذا " دون أن تكون هناك ثقة في مصدر الخبر تلك هي المشكلة !!.

الحقيقة  أن المتهم الرئيسي في هذه الفتنة مع التطور الحديث للتكنولوجيا هو الفيس بوك - لعن الله من ابدعه -  وكذلك بعض الفضائيات ويكون الهدف ضرب أمن المواطن  متغافلين أنه يضرب  - بضم الياء - يمينا وشمالا يوميا بما لا يتحمله  أو يسره من أخبار غالبا ليست سارة وغالبا لها أساس من الصحة تزيده هما فوق الهم  - خاصة  أن المواطن أصبح لا يحتمل أخبارا غير صادقة وأيضا سيئة!! -  في هذه الحالة ليس أمام المواطن إما أن يصدق كل ما يقال له دون فحص أو تتدقيق ويحقق لناشر الإشاعة هدفه في التنكيد عليه والنيل من استقراره أو أن يسعي دائما لتنمية الوعي عنده ليميز الخبيث من الطيب وبين الحق والباطل من الأخبار التي يتعرض لها والتي تنوعت مصادرها مع التطور التكنولوجي الحديث ، ويكفيه الأخبار السيئة الصحيحة التي تنال منه ليل نهاروخاصة التي تتعلق بإرتفاع الأسعار !!


اللهم  احفظنا من الحقد والبغض والقلوب السوداء, وأصحاب الإشاعات  اللهم  نجنا من الأخطارالتي تعلمها ولا نعلمها ، اللهم ارفع عنا  ظاهرة "قالوا لي" التي تحمل شائعة ليس لها عند مروجها دليل وهدفها التدمير قولوا معي آمييين .

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة