عمرو جلال
عمرو جلال


بعد الاختصار

«فيرارى» التعليم وأزمة نقص المعلمين

عمرو جلال

السبت، 06 نوفمبر 2021 - 06:02 م

الاستمتاع بالقيادة والانطلاق بقوة على الطريق يتحقق كلما كانت السيارات ذات محرك قوى..

لكن ماذا إذا قمت بوضع هيكل سيارة «فيرارى» بديع الجمال والحداثة ليدفعه محرك 130 حصانا بدلا من محركها الأساسى 800 حصان..

النتيجة ستحصل على نفس السرعة القديمة أو أقل منها.. هذا تماما ما يحدث فى تطوير التعليم الاساسى فى بلادنا..

لقد نجح الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم فى استبدال المناهج القديمة بأخرى حديثة ومتطورة «آخر موديل» لكن القوة الدافعة لهذا المحرك «المعلم» غير كافية للانطلاق بهذا التطوير، وأضف إلى ذلك زيادة أعداد الركاب «الطلاب» إلى الضعف داخل سيارة التعليم ذى الهيكل الحديث شكلا، فكانت النتيجة أن السيارة تسير ببطء شديد أو ترجع إلى الخلف كلما حاولت الصعود..

أولياء الأمور يستغيثون كل يوم..

السبب هو عجز صارخ فى عدد المعلمين مع زيادة أعداد الطلاب للضعف والنتيجة شروع فى جريمة اغتيال تربية وتعليم أجيال قادمة..

عجز المعلمين فى بعض المدارس وصل إلى 70 %!..

الدولة المصرية نهضت تنمويا بشكل تفوق على الثلاثين عاما الماضية ولا بد للتعليم أن ينهض بالتوازى مع ميزان التنمية.. خلال الحرب الفيتنامية رفض الفيتناميون توقف الدراسة.. فكيف يكون الحل؟..

حفروا تحت الأرض وأنشأوا ما يـُـشبه الفصول ورسموا للمدرسين وللتلاميذ طريقة الوصول إلى هذه الأماكن السرية ونجحوا..

فى المنهج الجديد بالمرحلة الابتدائية يدرس الأطفال تعريف التفكير الإبداعى وهو يعنى ابتكار طرق جديدة لتنفيذ المهام وحل المشكلات ومواجهة التحديات..

لا نريد فصولا تحت الأرض ولكن فى ظل هذه الأزمة التى تشغل كل بيت فى مصر هناك عدة اقتراحات منها استئذان الجهات المعنية بالاستعانة بالخريجين فى سن التجنيد من خريجى كليات التربية والعلوم والآداب وتكنولوجيا المعلومات وأصحاب المؤهلات العليا فى مواجهة نقص المعلمين فى المدارس وهى تتركز فى محافظات القاهرة والجيزة والشرقية..

تلك التجربة أثبتت نجاحها فى برامج محو الأمية ويمكن إدخال نظام الفصول الذكية داخل قصور الثقافة ومراكز الشباب والنوادى، التى تتم هجرتها فى الشتاء لمواجهة كثافة الطلاب غير العادية -١٥٠ طالبا فى الفصل-.


هناك اقتراح آخر أن نعود لنظام كورونا خلال العامين الماضين بحيث يتم تقسيم الطلاب على أيام الأسبوع، حيث أثبت الأمر خلال العامين الماضين نجاحه فى تقليل كثافة الفصول ومنح مديرى المدارس فرصة لاعادة توزيع المعلمين على أن يستكمل الطالب جزءا من المنهج من خلال المنصات الرقمية التعليمية للوزارة لحين حل أزمة نقص المعلمين..

الحكومة عليها ان تتحرك ولنواجه الأمر بمزيد من الأفكار الإبداعية خارج الصندوق من أجل أجيال قادمة.
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة