عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

مصطفى محمود أديبًا

عمرو الديب

الأحد، 07 نوفمبر 2021 - 08:01 م

مقاتل شرس عنيد شهر قلمه فى وجه التطرُّف والغلو والإرهاب، وقد ظل طوال حياته مُحاربًا مُخلصًا فى ساحات الدفاع عن وطنه وأمته وقيم مجتمعه الإيجابية، مُتصديًا لأراجيف ومغالطات وأكاذيب خوارج العصر والجماعات الإرهابية البغيضة، التى صرخ مفكرنا الكبير الراحل، مُنبِّهًا لخطورتها فى لحظة مبكرة انخدع فيها كثيرون، وقد شرع الرجل المنتمى إلى وطنه ودينه ومجتمعه فى التصدى لتلك الأفكار بشجاعةٍ نادرةٍ فى أوان انتشارها وأوج جاذبيتها فى أوساط الشباب المستلب والناشئة المُغرَّر بهم، ولهذا منح مفكرنا الفذ الراحل د.مصطفى محمود، الذى احتفلت مصر مؤخرًا بذكرى رحيله عن عالمنا، تلك المعركة المصيرية جل أوقاته، فأخذ يفضح فكر التطرف والإرهاب دون ترددٍ أو وجلٍ، وراح يكشف ضعف البناء الفكرى للخوارج ومعاداتهم للقيم العقلانية والدينية معًا، ولأن مصطفى محمود عاش مُخلصًا لمبادئه وقيمه وقناعاته الراسخة، خاض فى الوقت نفسه، معركةً لا تقل ضراوةً عن حربه مع التطرف الدينى والتشدُّد المذهبى، إذ وقف كالطود الشامخ فى وجه تيارات العدمية وعواصف الإلحاد والعبثية التى هبَّت على منطقتنا فى محاولةٍ لاقتلاع الجذور وزلزلة الأُسس، حيث عُرف مفكرنا الفذ بأنه واحدٌ من أشد المتصدين للإلحاد فى عالمنا العربى، وقد أدرك بفطنته الفريدة أن موجات الإلحاد لا تستهدف ضرب القيم الروحية والمبادئ فقط، بل هى موجَّهة وربما فى الأساس إلى ضرب الانتماء وتمييع القيم الوطنية؛ لأن إشاعة العبث تفشى - لا محالة- حالة من الضياع والاستهانة بكل قيمةٍ وطنيةٍ أو دينيةٍ، وهذا ما انتبه إليه صاحب الذكرى مبكرًا جدًا، فنسج منظومته الفكرية على ضوء اكتشافاته وقناعاته السبَّاقة، وربما لأنه انهمك فى معاركه الفكرية الضارية، انشغل عن الجانب الآخر فى شخصيته الفذة، باعتباره أديبًا مرموقًا ومُبدعًا مُتفرِّدًا فى القصة والرواية والمسرح، وأيضًا صاحب أسلوب بالغ العذوبة، والعلامات البارزة التى تركها للأجيال فى ميدان الأدب جديرة بالالتفات إليها من النقاد الجادين، والأهم من المتلقين والقراء المنتمين إلى شتى الأجيال، وبخاصة الذين لم يتعرفوا على إبداعاته من قبل، ودعونا فى ذكراه نتعرف على وجهه الأدبى الذى طغى عليه الجانب الفكرى والدور الاجتماعى، عبر قراءة حصاده الأدبى، الذى يكشف عن أديبٍ فذٍ، على الأجيال الجديدة أن تتواصل مع إبداعاته، مع وعدٍ منى بتحقق الإفادة والمتعة معًا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة