سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

Mute ولا Cute إنت كيوت

سليمان قناوي

الثلاثاء، 09 نوفمبر 2021 - 07:15 م

كن «كيوت»  ولا تكن «ميوت». كيوت ترجمتها فى معجم المورد تعنى «ذكى،بارع،فاتن ،جذاب» وليس كما يرى البعض أن الكيوت هو»الفافى» أما «ميوت» فتعنى»صامت، أخرس، أبكم». السيىء أن أدبياتنا الشعبية ربتنا على أمثلة مدمرة»إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب»  فكانت النتيجة أننا لذنا بصمت القبورإزاء سلبيات عديدة أفسدت علينا حياتنا وأصبحنا نرى أمامنا منكرات ولا ننهى عنها حتى شاعت الفاحشة ولم تعد تستتر،فرأينا بلطجيا يذبح رجلا بالساطور فى الشارع ولا يحرك أحد ساكنا وآخر يسحل فتاة ليسرق حقيبتها ولا تجد من يطارده، بل يضع الجميع أنفسهم فى وضع «الميوت» معلنا وفاة المروءة والشهامة وإغاثة الملهوف ونجدة المكروب. هل تمكن منا القهر وانعدام الثقة فى النفس إلى حد أننا أصبحنا شياطين خرساء نسكت عن الحق ويتفلسف البعض بأن الصمت أبلغ من كل كلام. اعتياد الصمت يبدأ من التربية فى المنزل، فلا يجرؤ الابن أن يبدى رأيه حتى فى أخص خصوصياته مثل أى شىء يدرس وأى زوجة يختار، فالأب هو الذى ينتقى الكلية لابنه والأم هى التى تختار له الزوجة، وإذا رفض تعرض لعقاب شديد  فى كل مراحل حياته من أول اختياره للعبته المفضلة وفسحته الأثيرة وهو طفل  حتى اختياره لشريكة حياته وهوشاب. وهكذا نربى أجيالا فاقدة الثقة فى نفسها، صموتة خرساء بكماء لا تقوى على شىء، فإذا رأت منكرا تلوذ بالصمت الرهيب. إذ تربت على القهر فى الصغر فإذا واجهته فى الكبر، أصبحت كالموبايلات فى وضع الميوت. بل هى أضل سبيلا.ومن ثم يسهل انقيادها وسوقها كالقطيع. وحتى أغانينا عن الحب كانت ترسخ فينا أهمية الصمت ففى قصيدة جورج جرداق  «هذه ليلتى» التى شدت بها أم كلثوم يقول» وحديث فى الحب إن لم نقله، أوشك الصمت حولنا أن يقول» دونجوان ايه و ده حبيبته الأخرسين.
 واذا طالبنا البعض بأن يكون كيوت بمعنى الذكاء والبراعة،نجده يحولهما إلى قيم سلبية كاللؤم والمكر والفهلوة  والخبث فيتباهى بالتعدى على حقوق الآخرين وأكل أموال الناس بالباطل   ويبدأ ذلك من أصغر الأشياء كتجاوز الطابور واللجوء إلى الأبواب الخلفية لقضاء المصالح، إلى تلقى الرشاوى واختلاس المال العام واستغلال النفوذ.نريد الكيوت النابه الذى يعمر الأرض ويصدح بالحق، ولا يكون ميوتا.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة