صورة موضوعية
صورة موضوعية


نحت عظام الإبل.. مهنة نادرة تكافح الاندثار

سلمى خالد

الجمعة، 12 نوفمبر 2021 - 07:41 ص

يصنع فنان صومالي حلياً وسبحاً مزخرفة فريدة من نوعها من عظام الإبل، ويفزر كومة ضخمة من العظام بعد أن تخلص منها محل للجزارة في مقديشو، وينتقي منها قطعاً لينحت أعماله، ويُعد واحداً من آخر فناني النحت على عظام الإبل في البلاد ويسعى لإنقاذ حرفته من الاندثار، بحسب ما نشرت "رويترز".

ويتحمل موسى محمد أولوسو (55 عاماً) مصاعب جمة للحفاظ على حرفته؛ ففي عام 2006 أُصيب بطلق ناري في ذراعه أطلقه عليه شقيق صاحب كومة من عظام الإبل كان يفرزها لينتقي منها مادة تصلح لعمله.

وعلى حد علمه فإن أولوسو واحد من 4 فقط من الحرفيين أو الفنانين الذين يتعاملون مع عظام الإبل الآن في الصومال الذي يبلغ عدد سكانه نحو 16 مليون نسمة.

وقال إن مسلحين قتلوا عشرات الحرفيين في مقديشو ومدينة أخرى عام 1978 خلال إحدى فترات الحرب والاضطراب الكثيرة في الصومال.

"أعمل سراً"

وعلى مدى سنوات كان الرجل ينحت العظام سراً في منزله ثم يأخذها إلى الأسواق لبيعها في تكتم. وتعلّم أولوسو هذه الحرفة من والده عام 1976. ويعتزم العمل على ضمان ألا يندثر هذا التقليد الذي يعود لعشرات السنين بعد وفاته.

وقال في ورشته في العاصمة الصومالية مقديشو: "أبنائي سيرثون عني هذه المواهب التي ورثتها عن أبي. لا أريد أن تندثر هذه المهارات".

ومعظم زبائن أولوسو من المسؤولين في الحكومة أو الصوماليين الأثرياء الذين يعيشون خارج البلاد، فسعر إحدى السبح المنحوتة بشق الأنفس يمكن أن يصل لنحو 50 دولاراً في بلد يعيش فيه 7 من كل عشرة أشخاص على أقل من دولارين في اليوم.

وقال زبون زائر في ورشته إن السعر معقول مقارنة بالعمل، وأضاف "المهم هو الجودة وليس السعر. أفضل هذه السبح عن المستوردة من دول مثل الصين".

وخلصت دراسة حكومية أميركية صدرت عام 2019 إلى أن الصومال موطن أكبر عدد من الإبل في العالم، وأن رعي الجمال وغيرها من الماشية يوفر سبل العيش لنحو 60% من سكان البلاد.

ونحت عظام الإبل هو مصدر الدخل الرئيسي منذ عشرات السنين بالنسبة لأولوسو وعائلته. وقال إنهم استثمروا قرابة 5 آلاف دولار لاستيراد آلات من إيطاليا لنحت وثقب العظام الصلبة من أجل إنجاز العمل بشكل أسرع وأكثر أمناً "دون إصابات".

غير أن العمل اليدوي الشاق، الذي تعلمه من والده، هو ما يعطي بعض التفاصيل التي تجعل حُليه أو مجوهراته وخرزات سبحه مميزة.

ويحلم أولوسو ببيع إنتاجه في الخارج قائلاً: "خطتنا تتمثل في تصدير تلك المنتجات لدول أخرى. سنواصل العمل في هذه الحرفة الفنية إلى أن نصبح أثرياء بأمر الله".

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة