إيهاب فتحي
إيهاب فتحي


مجتمع الذئاب

أخبار الحوادث

الجمعة، 12 نوفمبر 2021 - 01:17 م

  هناك‭ ‬أمر‭ ‬فى‭ ‬القانون‭ ‬الجنائى‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬وقوع‭ ‬الجريمة‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬الفرد‭ ‬احتمالية‭ ‬أما‭ ‬وقوع‭ ‬الجريمة‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬فهو‭ ‬حتمى‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬أن‭ ‬الفرد‭ ‬قد‭ ‬يعيش‭ ‬عمره‭ ‬كله‭ ‬وهو‭ ‬لم‭ ‬يرتكب‭ ‬أو‭ ‬ترتكب‭ ‬ضده‭ ‬جريمة‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬نوع‭ ‬ولكن‭ ‬المجتمع‭ ‬الذى‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭ ‬هذا‭ ‬الفرد‭ ‬سترتكب‭ ‬فيه‭ ‬جرائم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأنواع‭ ‬ويصبح‭ ‬هناك‭ ‬داخل‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭مجرمين‭ ‬وضحايا‭. ‬

 

بالتأكيد‭ ‬نسبة‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة‭ ‬ومعدلاتها‭ ‬وأنواعها‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬مجتمع‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬ومن‭ ‬بلد‭ ‬الى‭ ‬أخرى‭ ‬وهذا‭ ‬الاختلاف‭ ‬يأتى‭ ‬نتيجة‭ ‬لعوامل‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬أى‭ ‬مجتمع‭ ‬أن‭ ‬الجريمة‭ ‬ستقع‭ ‬بشكل‭ ‬أكيد‭ ‬لأننا‭ ‬بشر‭ ‬ولايوجد‭ ‬مجتمع‭ ‬من‭ ‬الملائكة‭. ‬

النقطة‭ ‬الأهم‭ ‬التى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يدركها‭ ‬أى‭ ‬مجتمع‭ ‬هو‭ ‬تأثير‭ ‬الجريمة‭ ‬عليه‭ ‬وكيف‭ ‬يتعامل‭ ‬معها؟‭ ‬وهل‭ ‬أصبحت‭ ‬الجريمة‭ ‬شيئًا‭ ‬اعتياديًا‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬المجتمع‭ ‬وأفقدته‭ ‬شعوره‭ ‬بالأمان؟‭ ‬أو‭ ‬تحول‭ ‬نوع‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬إلى‭ ‬ظاهرة‭ ‬تفشت‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها؟‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬سلطات‭ ‬تنفيذ‭ ‬القانون‭ ‬تراخت‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬أومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تدرك‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬؟‭ ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬الأسئلة‭ ‬الرئيسية‭ ‬التى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‭ ‬نفسه‭ ‬عند‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬فعل‭ ‬الجريمة‭ ‬الذى‭ ‬سيقع‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬داخل‭ ‬أى‭ ‬مجتمع‭ ‬بشرى‭. ‬

فى‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬وقعت‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬فى‭ ‬مجتمعنا‭ ‬تسببت‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الدهشة‭ ‬والصدمة‭ ‬لمن‭ ‬تابع‭ ‬تفاصيلها،‭ ‬وعندما‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬طبيعة‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬الأساس‭ ‬فيها‭ ‬فرديتها‭ ‬ولا‭ ‬تشكل‭ ‬ظاهرة‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬تقليلا‭ ‬من‭ ‬خطورتها‭ ‬لكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬ظاهرة‭ ‬إجرامية‭ ‬فى‭ ‬مجتمع‭ ‬فيجيب‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬الإحصائيات‭ ‬وعدد‭ ‬سكان‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬وتناسب‭ ‬عدد‭ ‬الجرائم‭ ‬أو‭ ‬نوع‭ ‬معين‭ ‬منها‭ ‬مع‭ ‬تعداد‭ ‬سكانها‭. ‬

ففى‭ ‬بلد‭ ‬مثل‭ ‬مصر‭ ‬يفوق‭ ‬تعداد‭ ‬سكانه‭ ‬الـ‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬وتحدث‭ ‬فيه‭ ‬مثلا‭ ‬جرائم‭ ‬قتل‭ ‬وعندما‭ ‬تقارن‭ ‬بين‭ ‬عدد‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬وحجم‭ ‬السكان‭ ‬سنجد‭ ‬بوضوح‭ ‬أن‭ ‬معدلات‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬فى‭ ‬مستوى‭ ‬المجتمع‭ ‬الطبيعى‭ ‬الذى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬وقوع‭ ‬جرائم‭ ‬قتل‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬تشاهد‭ ‬آلاف‭ ‬الأسر‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬وتقف‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬الأمريكية‭ ‬تقاتل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الإصرار‭ ‬لايعود‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬أو‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬لكن‭ ‬أغلب‭ ‬هذه‭ ‬الأسر‭ ‬أتت‭ ‬مايسمى‭ ‬المثلث‭ ‬الشمالى‭ ‬الذى‭ ‬يضم‭ ‬دول‭ ‬السلفادور‭ ‬وجواتيملا‭ ‬وهندرواس‭ ‬هربًا‭ ‬من‭ ‬سيطرة‭ ‬عصابات‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬التى‭ ‬تتاجر‭ ‬فى‭ ‬المخدرات‭ ‬وتقتل‭ ‬الآلاف‭ ‬فى‭ ‬صباح‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬وتغتصب‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬كفعل‭ ‬عادى‭ ‬ويصبح‭ ‬الخروج‭ ‬إلى‭ ‬الشارع‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬مغامرة‭ ‬غير‭ ‬مأمونة‭ ‬العواقب،‭ ‬لأن‭ ‬القتل‭ ‬أو‭ ‬الاغتصاب‭ ‬أو‭ ‬الاختطاف‭ ‬ينتظر‭ ‬الإنسان‭ ‬فى‭ ‬شوارع‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬كحدث‭ ‬يومى‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬أى‭ ‬سلطة‭ ‬تردع‭ ‬هذه‭ ‬العصابات‭ ‬أو‭ ‬قوة‭ ‬قانون‭ ‬تحمى‭ ‬المواطن‭.‬

‭ ‬اضطرت‭ ‬آلاف‭ ‬الأسر‭ ‬للهرب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجحيم‭ ‬رغم‭ ‬مخاطر‭ ‬طريق‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬وشراسة‭ ‬السلطات‭ ‬الأمريكية‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المهاجرين‭ ‬لكن‭ ‬نار‭ ‬السلطات‭ ‬الأمريكية‭ ‬أهون‭ ‬ألف‭ ‬مرة‭ ‬من‭ ‬جنة‭ ‬الوطن‭ ‬الذى‭ ‬تسيطر‭ ‬عليه‭ ‬العصابات‭ ‬والقتلة‭. ‬

فى‭ ‬هذا‭ ‬المثلث‭ ‬الشمالى‭ ‬الذى‭ ‬يضم‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬ظاهرة‭ ‬إجرامية‭ ‬وليس‭ ‬جرائم‭ ‬قتل‭ ‬فى‭ ‬مجتمع‭ ‬ووصل‭ ‬حد‭ ‬الظاهرة‭ ‬إلى‭ ‬الدرجة‭ ‬التى‭ ‬دفعت‭ ‬السكان‭ ‬إلى‭ ‬الهرب‭ ‬من‭ ‬بلادهم‭ ‬للنجاة‭ ‬بحياتهم‭ ‬رغم‭ ‬المخاطر،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬مجتمعات‭ ‬انهارت‭ ‬أمام‭ ‬سطوة‭ ‬الجريمة‭. ‬

أما‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬تتبع‭ ‬جريمة‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬ظاهرة‭ ‬تسببت‭ ‬فى‭ ‬صدمة‭ ‬حقيقية‭ ‬وتدخل‭ ‬سياسى‭ ‬حتى‭ ‬لاينفجر‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الفزع‭ ‬وهنا‭ ‬الفزع‭ ‬ليس‭ ‬ناتجًا‭ ‬عن‭ ‬مشاهدة‭ ‬كليب‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬لتفاصيل‭ ‬جريمة‭ ‬فردية‭ ‬بل‭ ‬الفزع‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬الآلاف‭ ‬ليخرجون‭ ‬فى‭ ‬مظاهرات‭ ‬طلبًا‭ ‬للأمن‭ ‬المفقود‭ ‬وهذا‭ ‬المجتمع‭ ‬لاينتمى‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬وتحديدًا‭ ‬بريطانيا‭. ‬

يمر‭ ‬المجتمع‭ ‬البريطانى‭ ‬الآن‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬الرعب‭ ‬الشديد‭ ‬لتفشى‭ ‬جريمة‭ ‬الاغتصاب‭ ‬وعندما‭ ‬نذكر‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬الإجرامى‭ ‬فى‭ ‬بلد‭ ‬مثل‭ ‬مصر‭ ‬فكل‭ ‬ماسيتبادر‭ ‬إلى‭ ‬الذهن‭ ‬اعتداء‭ ‬رجل‭ ‬على‭ ‬امرأة،‭ ‬أما‭ ‬فى‭ ‬بريطانيا‭ ‬فظاهرة‭ ‬الاغتصاب‭ ‬الإجرامية‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬حدودا،‭ ‬فإحدى‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬المكتشفة‭ ‬مفزعة‭ ‬فالجانى‭ ‬هنا‭ ‬اغتصب‭ ‬195‭ ‬رجلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استدرجهم‭ ‬إلى‭ ‬شقته‭ ‬من‭ ‬البارات‭ ‬وهم‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬السكر‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬ينتهى‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬القتل،‭ ‬أما‭ ‬الجانى‭ ‬فى‭ ‬جريمة‭ ‬أخرى‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬اغتصب‭ ‬النساء‭ ‬وقتلهن‭ ‬كفعل‭ ‬عادى‭ ‬فى‭ ‬بريطانيا‭ ‬اتجه‭ ‬إلى‭ ‬نوع‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬جنون‭ ‬الجريمة،‭ ‬فالشرطة‭ ‬البريطانية‭ ‬وهى‭ ‬تحقق‭ ‬فى‭ ‬جريمتى‭ ‬اغتصاب‭ ‬وقتل‭ ‬امرأتين‭ ‬وجدت‭ ‬مشتبهًا‭ ‬فيه‭ ‬وبتحليل‭ ‬الحمض‭ ‬النووى‭ ‬ثبت‭ ‬أنه‭ ‬المغتصب‭ ‬والقاتل،‭ ‬لكن‭ ‬تحقيقات‭ ‬الشرطة‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬جريمة‭ ‬جنونية‭ ‬يرتكبها‭ ‬هذا‭ ‬المغتصب‭ ‬القاتل‭ ‬فهو‭ ‬ترك‭ ‬اغتصاب‭ ‬الأحياء‭ ‬واغتصب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬136‭ ‬من‭ ‬جثث‭ ‬الأموات‭ ‬داخل‭ ‬مشارح‭ ‬المستشفيات‭ ‬ولم‭ ‬يرحم‭ ‬حرمة‭ ‬أى‭ ‬جثة‭ ‬امرأة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬9‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬سنه‭ ‬وسجل‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬الجنونى‭ ‬على‭ ‬هاتفه‭ ‬الخاص‭.  ‬

إذا‭ ‬عدنا‭ ‬إلى‭ ‬الاغتصاب‭ ‬‮«‬‭ ‬المعتاد‭ ‬‮«‬‭ ‬فى‭ ‬بريطانيا‭ ‬فنحن‭ ‬أمام‭ ‬ظاهرة‭ ‬إجرامية‭ ‬جنونية‭ ‬وكارثية‭ ‬تقول‭ ‬عنها‭ ‬الإحصاءات‭ ‬أن‭ ‬حالات‭ ‬الاغتصاب‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تعدت‭ ‬60‭ ‬ألف‭ ‬حالة‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬هذا‭ ‬ماتم‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الضحايا‭ ‬ولكن‭ ‬لايعلم‭ ‬أحد‭ ‬عدد‭ ‬الجرائم‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عنها‭ ‬وظلت‭ ‬غير‭ ‬معروفة‭ ‬بسبب‭ ‬خوف‭ ‬الضحية‭ ‬من‭ ‬الإبلاغ‭ ‬ولمعرفة‭ ‬حجم‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬يمكن‭ ‬مقارنتها‭ ‬بتعداد‭ ‬سكان‭ ‬بريطانيا‭ ‬الذى‭ ‬يبلغ‭ ‬67‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭. ‬

هل‭ ‬توقفت‭ ‬ظاهرة‭ ‬الاغتصاب‭ ‬فى‭ ‬بريطانيا‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬والجنون‭ ‬؟‭ ‬الكارثة‭ ‬الكبرى‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬البريطانى‭ ‬اكتشف‭ ‬بسبب‭ ‬جريمة‭ ‬اغتصاب‭ ‬أخرى‭ ‬أن‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬الذين‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬فيهم‭ ‬حمايته‭ ‬هم‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬يرتكبون‭ ‬جريمة‭ ‬الاغتصاب،‭ ‬فضابط‭ ‬الشرطة‭ ‬البريطانى‭ ‬واين‭ ‬كوزينز‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أنهى‭ ‬نوبة‭ ‬حراسته‭ ‬للسفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فى‭ ‬لندن‭ ‬تجول‭ ‬بسيارته‭ ‬فشاهد‭ ‬شابة‭ ‬تدعى‭ ‬سارة‭ ‬شاء‭ ‬حظها‭ ‬السيئ‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬منزلها‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬لتذهب‭ ‬إلى‭ ‬السوبر‭ ‬ماركت‭ ‬لتشترى‭ ‬بعض‭ ‬احتياجاتها‭ ‬لكن‭ ‬الضابط‭ ‬كوزينز‭ ‬استوقفها‭ ‬وأخرج‭ ‬هويته‭ ‬الشرطية‭ ‬واعتقلها‭ ‬بتهمة‭ ‬عدم‭ ‬اتباع‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬الخاصة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬ووضع‭ ‬القيود‭ ‬فى‭ ‬يدها‭ ‬واصطحبها‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬مهجورة‭ ‬ليغتصبها‭ ‬ثم‭ ‬يخنقها‭ ‬ولم‭ ‬يكتف‭ ‬بذلك‭ ‬بل‭ ‬أحرق‭ ‬الجثة‭ ‬وألقى‭ ‬بقايا‭ ‬الجثة‭ ‬المحترقة‭  ‬فى‭ ‬أحد‭ ‬مصارف‭ ‬المياه،‭ ‬وعاد‭ ‬بعدها‭ ‬الضابط‭ ‬واين‭ ‬كوزينز‭ ‬إلى‭ ‬بيته‭ ‬ليجلس‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬وطفليه‭ ‬ليشاهد‭ ‬التليفزيون‭ ‬كأنه‭ ‬لم‭ ‬يفعل‭ ‬شيئًا‭. ‬

التحقيقات‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬كوزينز‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬ما‭ ‬سارة‭ ‬أو‭ ‬راقبها‭ ‬مثلا‭ ‬حتى‭ ‬يغتصبها‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬كان‭ ‬يسير‭ ‬بسيارته‭ ‬فوجدها‭ ‬شابة‭ ‬جميلة‭ ‬فقرر‭ ‬اغتصابها‭ ‬وقتلها‭ ‬هكذا‭ ‬ببساطة‭ ! ‬

أمام‭ ‬هذه‭ ‬السلاسل‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬الاغتصاب‭ ‬التى‭ ‬لاتتوقف‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬البريطانى‭ ‬وخاصة‭ ‬جريمة‭ ‬الضابط‭ ‬كوزينز‭ ‬خرجت‭ ‬مظاهرات‭ ‬حاشدة‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬البريطانية‭ ‬تطالب‭ ‬الحكومة‭ ‬بالتصدى‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الإجرامية‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬بوريس‭ ‬جونسون‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬بريطانيا‭ ‬إلى‭ ‬توجيه‭ ‬كلمة‭ ‬للشعب‭ ‬البريطانى‭ ‬عبر‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬محطة‭ ‬البى‭ ‬بى‭ ‬سى‭ ‬قائلا‮»‬‭ ‬إن‭ ‬الحكومة‭ ‬ستبذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهودها‭ ‬لوضع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المغتصبين‭ ‬وراء‭ ‬القضبان‮»‬‭ ‬وعلل‭ ‬جونسون‭ ‬اسباب‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬المفزعة‭ ‬فى‭ ‬جرائم‭ ‬الاغتصاب‭ ‬أن‭ ‬الملاحقات‭ ‬القضائية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالاغتصاب‭ ‬والعنف‭ ‬الجنسي‭ ‬تسيربشكل‭ ‬خاطئ‭ ‬وطالب‭ ‬جونسون‭ ‬نساء‭ ‬بريطانيا‭ ‬بالثقة‭ ‬فى‭ ‬شرطة‭ ‬بلادهم‭ ‬لأن‭ ‬الضباط‭ ‬البريطانيين‭ ‬جديرين‭ ‬بالثقة‭ ‬فى‭ ‬أغلبهم‭.‬

رغم‭ ‬أنه‭ ‬دارت‭ ‬مناقشات‭ ‬فى‭ ‬مجلس‭ ‬العموم‭ ‬أو‭ ‬البرلمان‭ ‬البريطانى‭ ‬بين‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬والأعضاء‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الإجرامية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬البرلمان‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬كان‭ ‬داخل‭ ‬دائرة‭ ‬الظاهرة‭ ‬لأن‭ ‬أحد‭ ‬أعضائه‭ ‬والمنتمى‭ ‬لحزب‭ ‬المحافظين‭ ‬الحاكم‭ ‬متهم‭ ‬فى‭ ‬قضية‭ ‬اغتصاب‭ ‬ووصفت‭ ‬الاتهامات‭ ‬فى‭ ‬القضية‭  ‬بأنها‭ ‬خطيرة‭. ‬

أمام‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الإجرامية‭ ‬التى‭ ‬حولت‭ ‬المجتمع‭ ‬البريطانى‭ ‬إلى‭ ‬مجتمع‭ ‬تنهشه‭ ‬الذئاب‭ ‬اقترحت‭ ‬شركة‭ ‬بريتش‭ ‬تليكوم‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬إنزال‭ ‬تطبيق‭ ‬على‭ ‬هواتف‭ ‬النساء‭ ‬البريطانيات‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬‭ ‬رافقنى‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‮»‬‭ ‬يتيح‭ ‬للنساء‭ ‬إرسال‭ ‬وجهاتهن‭ ‬إلى‭ ‬التطبيق‭ ‬وتتبعهن‭ ‬ويقوم‭ ‬التطبيق‭ ‬بحساب‭ ‬المدة‭ ‬الزمنية‭ ‬للطريق‭ ‬فإذا‭ ‬لم‭ ‬ترسل‭ ‬السيدة‭ ‬رسالة‭ ‬تفيد‭ ‬بوصولها‭ ‬إلى‭ ‬وجهتها‭ ‬يتصل‭ ‬التطبيق‭ ‬بالشرطة‭ ‬مباشرة،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التداعيات‭ ‬والاقتراحات‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬البريطانى‭ ‬فى‭ ‬أزمة‭ ‬شديدة‭ ‬بسبب‭ ‬نوعية‭ ‬حقيقية‭ ‬وشرسة‭ ‬من‭ ‬الجريمة‭ ‬ومن‭ ‬حقه‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬بالفزع‭ ‬والخوف‭ ‬لأن‭ ‬سلطة‭ ‬الدولة‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬حمايته‭ ‬ومواجهة‭ ‬الظاهرة‭ ‬الإجرامية‭. ‬

بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬المثلث‭ ‬الشمالى‭ ‬الذى‭ ‬هاجر‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬سكانه‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬جرائم‭ ‬العصابات‭ ‬والقتل‭  ‬أو‭ ‬بريطانيا‭ ‬التى‭ ‬تحول‭ ‬مجتمعها‭ ‬إلى‭ ‬مجتمع‭ ‬من‭ ‬الذئاب‭ ‬سنجد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬لم‭ ‬تثر‭ ‬الفزع‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المجتمعات‭ ‬لأن‭ ‬فيديو‭ ‬نشر‭ ‬على‭ ‬وسائط‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬لجريمة‭ ‬فردية‭ ‬أو‭ ‬نتييجة‭ ‬لشائعة‭ ‬ملفقة‭ ‬استخدمت‭ ‬فيها‭ ‬نفس‭ ‬وسائط‭ ‬السوشيال،‭ ‬لكن‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬ظاهرة‭ ‬إجرامية‭ ‬حقيقية‭ ‬تسللت‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المجتمعات‭ ‬وتنزع‭ ‬الأمان‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬مواطنى‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬عجز‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬تلك‭ ‬الظواهر‭ ‬الإجرامية‭. ‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة