الشيخ البهتيمي
الشيخ البهتيمي


الشيخ البهتيمي.. كيف خطف الموت قارئ القرآن الأول بأوروبا ؟

حاتم نعام

الخميس، 18 نوفمبر 2021 - 06:24 م

واحد من أشهر قراء مصر والعالم الإسلامي والعربي فهو صاحب الصوت الحزين الخاشع المؤثر في النفوس والذي يزيد القلوب إيمانا حيثما تنصت لهذا الصوت بتدبر لمعاني ذكر الله الحكيم ، إنه الصوت الذي خلف الشيخ محمد رفعت في براعة الإتقان وجودة الأداء وحسن الإبداع والإحساس حينما يتلو ويصور الآيات تصويرا رائعا يغزو القلوب ويأخذ بالألباب خاصة أنه جمع بين أصول الترتيل وفنون التواشيح والقصائد الدينية  التي تؤثر في النفوس وتحيى القلوب .

 

بدأ الشيخ البهتيمي تاريخه في الساحة القرآنية ونافس كبار القراء ونوابغهم بقدراته الصوتية ونبوغه وإبداعه عام 1964 حيث أعتلى مكانة مرموقة في دولة التلاوة وملأت شهرته الآفاق لما وهبه الله بنعمة قوة الصوت الذي اشتمل على جواب الجواب وقرار القرار وحوى مجموعة من أصوات العباقرة الذين تأثر بطريقتهم مثل المشايخ محمد رفعت وعلي محمود وزاهر ومحمد سلامة وتتلمذ على يد الشيخ عامر عثمان شيخ المقارئ المصرية.

 

 والشيخ البهتيمي له تسجيلات نادرة في التواشيح الدينية منها : الله زاد محمدا تعظيما ، وبذكر محمد تحيا القلوب ، وسريت من حرم ليلا إلى حرم ، ويا راحلين إلى منى بقيادي .

 

وقد سافر الشيخ البهتيمي عام 1943 إلى فلسطين والأردن وقرأ الجمعة في ساحة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي كما سافر إلى سوريا وقرأ في رحاب المسجد الأموي وفي عام 1947 قرأ في محطة الشرق الأدنى وقرأ في المحطات الأجنبية الموجهة بالعربية مثل لندن وبرلين وفي عام 1964 سجل لوزارة الأوقاف نصف ختمة قرآن لنشرها في العالم الإسلامي عن طريق المجلس الأعلى للشئون الإسلامية .

 

ولد الشيخ البهتيمي عام 1922 ببهتيم محافظة القليوبية التي اشتهر باسمها وحفظ القرآن وهو صغير ثم التحق بمعهد عثمان ماهر بالقلعة ولكنه لم يتم فترة التعليم به حيث شغله استماع القرآن من كبار القراء وقام بزيارتهم وقد أعجب بصوته الشيخ محمد الصيفي شيخ القراء الذي أخذه إلى شيخ المقارئ المصرية عامر عثمان وأوصاه بتلقينه أحكام التجويد وعلوم القراءات فأتقن القراءات السبع فقدمه الشيخ الصيفي للإذاعة عام 1984 فتربع على عرش القراءة باقتدار ونافس المشاهير.

 

وعين قارئا لمسجد عمر مكرم بالتحرير عام 1953 وكانت له شعبية كبيرة تحضر لاستماعه من أنحاء مصر لسماع تلاوته في صلاة الجمعة فكان يصل بالقراءة إلى عنان السماء.

 

في عام 1967 ذهب الشيخ كامل يوسف البهتيمي إلى مدينة بورسعيد تلبية لدعوة وجهت إليه لإحياء ليلة مأتم فتعلثم لسانه أثناء القراءة وعجز عن النطق وفوجئ الحاضرون بعدم قدرته على مواصلة القراءة وقد شعر بأن شيئا يقف في حلقه فثقل لسانه.

 

وقام الحاضرون بنقله إلى الفندق الذي نزل به وتم إسعافه ونقله إلى القاهرة ولكن بعد تلك الحادثة بأسبوع أصيب بشلل نصفي وتم علاجه واسترداد عافيته وقد قيل بعد ذلك عن حادثة بور سعيد أنها كانت محاولة لقتله بعد أن وضع له مجهول مواد مخدرة في فنجان قهوة كان قد تناوله قبل بدء التلاوة ورغم أن الشيخ استرد عافيته بعدها إلا أن صوته لم يعد بنفس القوة التي كان عليها .

 

وفي ليلة عاد الشيخ إلى بيته بعد رجوعه من إحدى السهرات وهو في حالة إعياء شديد وتم استدعاء طبيبه الخاص الدكتور مصطفى الجنزوري الذي صرح أنه مصاب بنزيف في المخ وبعدها بساعات قليلة فراق الشيخ كامل يوسف البهتيمي الحياة وكان ذلك في عام 1969  عن عمر يناهز 47 عاما دون أن يكمل تسجيل القرآن الكريم مرتلا للإذاعة وإن كان قد سجله مجودا.

اقرأأيضا|نصائح مذهلة لعلاج فقدان الشهية لدي الأطفال

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة