الدولة المصرية نجحت فى القضاء على الإرهاب
الدولة المصرية نجحت فى القضاء على الإرهاب


«الجمهورية الجديدة» كسرت «شوكة» الإرهاب.. الدولة نجحت فى عودة الأمن

عمرو جلال

الخميس، 18 نوفمبر 2021 - 09:02 م

كحلم راود المصريين على مدار عشرات السنين استطاعت مصر الانتقال من حالة الفوضى والحوادث الإرهابية إلى حالة الاستقرار بعد نجاح القيادة السياسية فى تثبيت أركان الدولة ومؤسساتها ولعل أبلغ دليل وشاهد النجاح على ذلك هو قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بإلغاء مد حالة الطوارئ، لأول مرة منذ سنوات طويلة، وكان ذلك بمثابة إعلان عن انتصار الشعب المصرى على الإرهاب الأسود ودحر كل مخططات مَن أطلق عليهم الرئيس أهل الشر، الذين حاولوا النيل من استقرار مصر وأمنها عبر تمويل بلغ مليارات الدولارات، ولكن رجال الوطن الأبطال من القوات المسلحة والشرطة الباسلة كانوا لهم بالمرصاد.

انتصار مصر فى معركتها على الإرهاب وما تبعه من إلغاء لحالة الطوارئ كان له أصداء واسعة على الأصعدة السياسية والاقتصادية العالمية إذ يكرّس لما وصلت إليه الأحوال فى مصر من استقرار كفيل بجذب المزيد من رؤوس الأموال والاستثمارات التى يعنيها كثيراً تهيئة الأجواء الملائمة لإنشاء مشروعاتها الصناعية والاستثمارية واللوجستية، فضلاً عن قطاع السياحة الذى يُعد أحد أهم موارد الاقتصاد المصرى، كما يُعد مكملاً لعديد من الخطوات التى تم اتخاذها مؤخراً لتشكل منظومة متكاملة لرؤية الجمهورية الجديدة.


نقلة نوعية


إن نجاح مصر فى القضاء على الإرهاب وإعلان الجمهورية المصرية الجديدة هو نقلة نوعية فى المشهد السياسى والاقتصادى والاجتماعى المصرى.
هذا النصر الذى نفتخر به اليوم كتب بحروف من دماء الشهداء الأبطال المصريين ومن ساعات القلق والخوف التى عاشها المصريون وهم يترقبون مشهد الإرهاب فى بلادهم وهذا النصر كتب أيضا بعمل حقيقى تحت رؤية قائد أصر على ألا يتم إعلان الجمهورية الجديدة إلا مصر قد حققت نصرا كبيرا على الإرهاب والتطرف وتحرير سيناء من مخطط كبير أراد أن يجعلها صحراء جرداء طاردة لأهلها ليتم قنصها حين تضعف القدرات المصرية.


بعد 7 سنوات لا يستطيع أحد أن ينكر أن مصر أمنيا تغيرت من النقيض إلى النقيض من أخبار التفجيرات والهجمات بشكل يكاد يكون يوميا إلى أخبار الاستقرار الأمنى والتنمية والتعمير حتى وإن وقعت عملية إرهابية خسيسة هنا أو هناك فهى عمليات متباعدة وضعيفة وأصبح الغرابيب السود لا يجرؤون على التفاخر بها كما كان يحدث فى الماضى .


عمليات نوعية


وكما تقول الحكمة العربية القديمة «أن هؤلاء الذين لا يتذكرون الماضى محكوم عليهم بإعادته» ..فعلينا أن نتذكر سريعا ما حدث قبل قيام الجمهورية الجديدة وكيف نجحت مصر فى مواجهتها من خلال عمليات نوعية حاسمة كان لها الفضل فى تحقيق هذا النصر الكبير على الإرهاب وفى تسابق معظم الدول الكبرى على التعاون مع مصر فى تدريبات عسكرية مشتركة لتستطيع نقل التجربة المصرية فى مكافحة الإرهاب والاستفادة منها.


البداية كانت مع تصاعد حدة الأحداث بشمال سيناء بشكل غير مسبوق بعد نجاح ثورة 30 يونيو حيث قامت العناصر الإرهابية من التكفيريين والإجراميين بتصعيد عملياتها ضد عناصر إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة المدنية وترويع وتهديد حياة المواطنين من أبناء سيناء من خلال استهداف الأكمنة وقتل للجنود و تخريب للمنشآت وتفجير خطوط الغاز واستهداف الأهداف المدنية وحتى المصلون فى المساجد لم يسلموا منهم فى واقعة هزت العالم بعد استشهاد 235 مصليا فى هجوم على مسجد الروضة بسيناء عام 2017.


التحول الحاسم


وخلال السنوات الأولى التى تلت ثورة 30 يونيو تحملت القوات المسلحة الكثير من الخسائر والشهداء و بعد استنزاف كافة جهود الحوار الفكرى ومحاولات الدعم الدينى والنفسى لهذه العناصر ...

بعدها قررت القوات المسلحة التحول من رد الفعل إلى الفعل وتوسيع عملياتها ضد العناصر الإرهابية والإجرامية والتعامل معها بكل قوة وحسم الأمر واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بالتعاون مع أجهزة وزارة الداخلية وبدعم من أبناء سيناء المخلصين للتصدى للإرهاب الغادر وتطهير سيناء من البؤر الإرهابية والإجرامية وفرض سيطرة الدولة وإعلاء كلمة القانون.


أسس عسكرية


لم يكن تحقيق النجاح الأمنى الكبير فى سيناء عفويا بل كان قائما على أسس واعتبارات عسكرية و أمنية تمت مراعاتها عند التخطيط لتنفيذ العمليات الأمنية المختلفة ووفقاً لاعتبارات ومحددات وضوابط معينة أبرزها


أولا : تنفيذ أهداف المهمة الأمنية بأعلى درجة من النجاح وأقل قدر من الخسائر البشرية والمادية والمعنوية .. ثانيا : اقتصار المواجهة مع العناصر المسلحة التى ترفع السلاح لتهديد الأمن فهى ليست ضد أصحاب فكر يتطلب الحوار وبناء القناعات والإدراك السليم.


ثالثا: الطبيعة الطبوغرافية لسيناء والتى تحمل سمات متنوعة ما بين الأراضى الزراعية والصحراوية والجبلية إلى جانب المدن السكنية وكان يستفيد من طبيعتها الواعرة المجموعات الخارجة عن القانون ويتطلب ذلك أيضا تنوعا فى تشكيل القوات ونظم التسليح للتعامل معها.


رابعا: مراعاة التركيبة الديموجرافية للسكان بعاداتهم وتقاليدهم وقيمهم التى حرصت القوات المسلحة على احترامها كأساس للعلاقة الوثيقة بين الجيش و أهالينا فى سيناء وكان ذلك إحدى ركائز العمل الوطنى لتحقيق المصالح القومية على هذا الاتجاه إلى جانب عدم المساس بحقوق وحريات ومصالح أهالينا فى سيناء.
خامسا : امتلاك المعلومات الدقيقة وخريطة الأهداف التى تشكل الضمانة الأساسية لتحقيق المهمة بنجاح كامل وهذا ما تم تنفيذه على مدار أكثر من 8 أعوام ونجح فى القضاء على أغلب أعشاش وأوكار «الغرابيب السود» من جماعات جهادية تكفيرية و تابعين لجماعة الإخوان المحظورة وجماعات أخرى تتبع دولا تريد النيل من مصر وزعزعة استقرار الوطن.

إقرأ أيضاً|الاستخبارات العراقية: القبض على إرهابي اشترك في عدة عمليات تفجيرية

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة