أشرف إكرام
أشرف إكرام


وداعا.. أشرف إكرام

الأخبار

الإثنين، 22 نوفمبر 2021 - 05:48 م

ســيرة باقيــة

بقلم/ خالد ميري

وسقطت ورقة أخرى من شجرة أخبار اليوم الوارفة، ورقة امتدت جذورها لأكثر من ثلاثين عاما قضاها فى جنبات جريدة الأخبار ، رحل عنا الزميل العزيز أشرف إكرام الذى بدأ مشواره الصحفى محررا بقسم التحقيقات الصحفية ثم مندوبا فى عدد من الوزارات حتى استقر به المقام مندوبا فى وزارة السياحة والآثار. ورغم أنه وصل لمنصب مدير تحرير لكنه ظل حريصا على الاستمرار محررا للخبر والتحقيق الصحفى ، دءوبا فى عمله بلا كلل أو ملل .
كان على علاقات هى الأجمل بين كل علاقات الزملاء بعضهم البعض، كان كريما ودودا محبا متسامحا .

همّه الأكبر .. عمله الذى لا يعوقه عنه شاغل، يتابعه بدقة متناهية حتى كتابة تعليقات الصور لا يدعها لغيره من أعضاء المطبخ الصحفي، وربما أجرى الاتصالات هنا وهناك  إذا كان بالطبعة الأولى - التى يحرص على اقتنائها بمجرد نزولها الأسواق - ما يعتبره خللا فى موضوع قدمه أو خبر أرسله .
لا نقول وداعا فسيرتك العطرة سيظل رحيقها بين جدران ودهاليز الدار، لن ينساها أحباؤك وزملاؤك بما تركته من أثر طيب وسيرة حسنة .
عزاء لنا أسرة الأخبار والعزاء موصول لأسرته ودعاء بالصبر والسلوان.

كان قديسا يمشى بين الناس

بقلم/ محمد درويش

 «ابن ناس».. مصطلح يردده المصريون على كل ذى خلق، أحسن أهله تربيته فصار جميلا بين الناس ينضح على كل متعامليه بالجمال والرقى والسمو.. هكذا كان أشرف إكرام.
أنيق فى ملبسه، الشياكة تتجسد فى كل ما يرتديه حتى تشعر أنه يضيف للزى الذى يرتديه ولا يضيف له الزى إلا التكامل بين الشكل والمضمون ، أطلقت عليه أشيك صحفى رأيته طوال سنوات عمرى.. حتى مكتبه أضفى عليه لمسات من الجمال لم تتوافر فى أى مكتب آخر.
الملتزم، المعطاء، الدءوب، لم يتأخر يوما عن موعد أو اجتماع مجلس القسم أو مجلس التحرير، اليوم الوحيد الذى تخلف فيه عن الاجتماع الصباحى كان فى مهمة عمل إلى مدينة السويس، ألححت عليه أن يكتب مذكرة يوضح فيها موقفه لكنه اعتبرها من صغار الأمور التى لا تستحق المعاناة وتقبل الخطأ الإدارى كشخص مسالم متصالح مع قدره.

ظل حتى آخر أيامه ورغم أنه أصبح مديرا للتحرير لا يكل ولا يمل عن متابعة الخبر بداية من المصدر مرورا لمطبخ الجريدة وصولا إلى النسخة التى نشر فيها.. هو أشرف إكرام.. وها هو يرقد على رجاء القيامة وعزاؤنا أنه بين أحضان القديسين فقد كان قديسا يمشى على الأرض.
رحمة الله عليه ودعاء بالصبر والمواساة للأسرة الفاضلة زوجته الأستاذة الدكتورة وفيقة نصحى بكلية الآثار ونجليه الصيدلى دنيال وآن حرم المهندس شتيفان  بألمانيا.

أشرف إكرام.. سنفتقدك كثيرًا

بقلم/ مؤمن خليفة

 كان الخبر صادما لى.. أستغفر الله العلى العظيم.. فلا أنت ولا أنا ولا كلنا ببعيد عن قضاء الله.. كلنا وديعة عند المولى القدير وشاء الله أن يسترد وديعته عند محطة الوصول.
 نحن بشر ولا راد لمشيئة المولى حينما يشاء ولا عاصم لنا فى هذا الميعاد.. رحمك الله يا زميلى وصديقى العزيز أشرف إكرام.. لن أتلقى مكالماتك اليومية أو رسائلك على الواتس آب التى تتنوع بين سؤال عن هل وصلنا خبر أرسلته للنشر أو عتاب رقيق لأن الخبر قد اختصر كثيرا عما كنت تأمل. موبايلى مايزال يحتفظ بالكثير من هذه الرسائل.. وأشهد أنك كنت غزير الإنتاج وغيورا على عملك وأحيانا كنا لا نلاحق على ما ترسله من أخبار يوميا تتعلق بالآثار والسياحة لكثرتها وأحيانا قلة الصفحات تكون السبب وعندما تقتنع بالإجابات التى تسمعها منا تبتسم وتمضى إلى حال سبيلك. كان الإتصال اليومى لكى تطمئن على شغلك هو حلقة وصل لا تنقطع بيننا وكنت حريصا على مشاعرك لأننى على اقتناع تام بأنك تحب عملك ومخلص لمهنتك وتسعى ألا يفوتك شيء وأن تكون دائما فى المقدمة.. وأشهد أنك على خلق عظيم لا يخرج على لسانك ما يسيئ لزميل أو يجرحه وكلما صعدت إلى الدور الثامن حيث مكتبك تصر أن أتناول قهوتى معك بحب ونفس صافية وكنت أنا حريصا على محبتك والإهتمام بأخبارك من منطلق إيمانى بحرصك الشديد وحبك لعملك وسعيك إلى التميز.
 تقريبا كان خبر غلاف «الأخبار» فى معظم الأيام منك.. كنت حريصا على إرسال الخبر متكاملا بالصور ولا أذكر مرة أنك خالفت هذا الوعد احتراما لمعنى الالتزام والاحترام وأذكر أنك كنت تتصل بى كثيرا عندما يستجد جديد وتتابع يوميا الخبر حتى تتهيأ الصحيفة للطبع.. هذه صفات لا تتوفر لكثيرين من أهل المهنة.. قد يسميها البعض «إلحاح» وأنا أسميها شطارة وغيرة على العمل.. فعلى مستوى المهنة كنت فى الصفوف الأمامية وهذه شهادة سوف يحاسبنا الله عليها وكنت من المتميزين.. ولم أصادفك يوما تشكو من أحد أو تتقول على أحد بل كنت على خلق عظيم.. فى حالك عشت وفى صمت رحلت.. رحمك الله يا زميلى العزيز وندعو الله أن يلهم أسرتك وذويك الصبر والسلوان.
 هذه نهاية كل الخلق.. جاءت محطتك فترجلت ونحن ننتظر أمر الله لنلحق بكل من سبقونا إلى الحياة الآخرة. أعلم أن ملك الموت لا يستأذن أحدا فى الدخول وأعلم ألا نجزع من الموت وأعلم أننا سنفتقدك كثيرا. غفر الله لنا ولك.

مزيد من الحزن

بقلم/ إيهاب الحضرى

فجأة انقطعتْ زياراته ،ظننتُه منشغلاً كعادته فى اختفاءاته القليلة السابقة، بعد أسبوع عرفتُ بمرضه لكنى سمعتُ أن حالته صارت أفضل نسبياً، اتصالاتى به ظلت دون رد فرجّحتُ أنه فى فترة التعافى من الفيروس الغادر، مرت الأيام وتخلّلتها أخبار متقطعة تكتسى بالطمأنينة، وانتظرتُ عودته لنستأنف نقاشاتنا ومشاكساتنا، فبيننا عامل مشترك هو حب الآثار ، طالت غيبته غير أننى كنت موقناً أنها أزمة عابرة، لهذا تلقيتُ خبر رحيله بصدمة حقيقية، تخلو من برود صار ينتابنا مع كل موت، بعد أن زادت أعداد الراحلين.
أكثر من مرة أكد لى أنه يخشى أن يلقى مصير والده الذى مات صغيرا، وكنتُ أرد عليه ممازحاً مع دعوة بطول العمر، وأنصحه بطرد الوهم الذى جعله يلجأ للأطباء مع أقل وعكة، كان يخشى تحديداً مرضى السُكر والضغط، ويتابعهما بشكل يومى وألح علىّ أكثر من مرة أن أفعل مثله، لأنه يعلم أننى أعانى منهما.
حاصر أشرف إكرام مناطق الخطر التى توقعها، ليفاجأ بمن يضربه من حيث لم يتوقع، وفاضت روحه فى النهاية ليصيب الجميع بالأسى، خاصة أنه كان منفتحاً على الكثيرين، تربطه بنا ذكريات مهنية وشخصية كثيرة، مما يجعل رحيله أكثر ألماً، لكنها الأيام التى تجعل أوراقنا الخضراء تتساقط تباعاً، ولا نملك دائماً سوى اجترار الأحزان، رحم الله أشرف إكرام.

وداعاً صديقى الهادىء

بقلم/ اسامة شلش

حنانيك ايها القدر نسلم بمشيئة الله وارادته فى أعمار خلقه لا راد لقضائه سبحانه ولكنه الفراق وما أصعبه، من كان بيننا ملء السمع والبصر يرحل عنا فى سلام ليستعيد المولى سبحانه وتعالى وديعته وهو القائل فى كتابه العزيز «وَما تَدْرى نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَدًا وَما تَدْرى نَفْسٌ بِأيِّ أرضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير».
يمضى زميلنا العزيز فاضل الخلق دءوب العمل اشرف اكرام إلى رحاب الله بعد ان تملك منه مرض الكورونا اللعين وللعجب أنه رغم المعاناة كان من حرصه على عمله كلف زميلنا جون سامى بمتابعة أعمال وزارة السياحة والآثار التى كان يتابعها بنشاط وهمة كنا نحسده عليها فلا يمضى يوم الا ونجد كمية من الأخبار والانفرادات والتغطيات التى كان يقوم بها اشرف صباحاً ومساء دون أن تفلت من بين يديه همسة تكون قد حدثت فى قطاعه وكنا نتعجب فى الديسك المركزى للأخبار من كمية المعلومات التى يوردها فى اخباره وتغطياته من واقع خبرته التى قاربت الـ 30 عاماً فى خدمة الجريدة.
وقع الخبر على كالصاعقة لأن أغلبنا لم يكن يعلم أنه بالمستشفى يتلقى العلاج قبل ان تفيض روحه إلى بارئها تماماً كما كان وقعها عندما فقدنا ياسين عباس زميلنا الشاب منذ أقل من شهرين.
لا نقول وداعاً يا أشرف ولكن نقول إلى لقاء سنفتقدك جسداً ولكنك بذكراك ستظل بيننا نتذكرك دائماً لسمو أخلاقك وأدبك.

ليتنى لبيت الدعوة

بقلم/ فرج ابو العز

 يا لها من جائحة لعينة كل يوم تختطف منا ورقة ممثلة فى زميل أو صديق أو قريب أو جار.. وبالأمس اختطفت زميلا تعود الصمت والهدوء.. يأتى فى صمت ويمضى فى صمت فى شياكة سلوك قل أن تجد مثلها .. وداعا زميلى أشرف إكرام.. ومعذرة أخى أننى لن أستطيع تلبية دعوتك باحتساء فنجان قهوة من البن الخاص بك.. حيث دعوتنى ووعدتك بتلبية الدعوة.. وحالت انشغالات الدنيا دون ذلك.. والان أقول ليتنى لبيت دعوتك.. فلم أكن أعرف أنها ستكون دعوتك الأخيرة.
سنفتقدك أخا وزميلا وصديقا ودودا.. لا يخرجه عن صمته سوى متابعاته الدقيقة والمستمرة لمصادر أخباره.. سواء فى ملف النقل ثم ملف السياحة والآثار بعد ذلك.. عرفناه محبا لعمله مخلصا متفانيا فى أدائه.
وداعا زميلى الغالي.. ومعذرة أننى لم ألب الدعوة.

أشرف ... مثال للجدية والالتزام

بقلم/ حسني ميلاد

فجأه فارقنا الزميل أشرف اكرام مدير تحرير الأخبار بعد صراع مع فيروس كورونا اللعين وكنت مستبعدًا جدا اصابته بهذا المرض لحرصه الزائد على تعقيم نفسه ومكتبه وكل ما تمتد إليه يده فقد كان يحب النظافة الى درجة الوسواس لكن كما يقال ساعة القدر يعمى البصر والأصح إن ارادة الله تتم مهما اتخذنا من احتياطات.
كان الزميل اشرف طوال ١١ عاما زاملنى خلالها فى قسم الأخبار تحت إشراف الزميل شريف خفاجى مدير التحرير الأسبق ثم عندما توليت القسم بدلا منه وهو يتنقل بين قسم التحقيقات ثم وزارة التنمية الإدارية وبعدها النقل ثم الآثار وأخيرا السياحة والآثار مثالا للصحفى المتميز الذى يحقق انفرادات ويقدم موضوعات مختلفة عن كل الزملاء فى الصحف الأخرى ولا يقبل ابدا أن يقال عنه إنه تخلف فى أى خبر فهو كان دؤوبا ونشيطا وجادا وباحثا عن التميز وملتزما فى الحضور قبل الزملاء وقبل موعد التوقيع.
وعدما اختاره الأستاذ ياسر رزق عضوا للجمعية العمومية بالتعيين لم نسمع أو نشاهد انه تعالى على أى زميل أوعامل كان يعامل الجميع بحب واحترام وكان يغلق على نفسه لا أحد يعرف عنه شيئًا حتى لا يتدخل فى خصوصيات أى زميل رحم الله اشرف اكرام وارسل تعزيات السماء للزوجة والأبناء.

أشرف.. «يا عِشرة غالية»

بقلم/ مديحة عزب

كان الخبر قاسياً ومفاجئاً معاً، فلم أكن أبداً أتوقع أن أقرأه يوماً وأن أكتب رثاء لأشرف إكرام بيدى.. كذلك لم أكن أعلم أنه قد أصيب بكورونا ذلك الوباء الفتاك والذى يُكتب لمن ينجو منه عمر جديد.. زاملت أشرف إكرام فى قسم التحقيقات الصحفية لعشرات السنين وحتى عندما تم اختياره كمندوب عن الجريدة لتغطية عدد من الوزارات تباعاً كالنقل والتنمية المحلية والسياحة والآثار كان يمارس التغطية الإخبارية لتلك الوزارات من خلال وجوده معنا فى قسم التحقيقات، وأشهد أمام الله أنه كان نموذجاً للإنسان صاحب الخلق الرفيع الذى يتعالى به عن الصغائر وعاش عمره كله بوجه واحد، كان أيضاً نموذجاً للصحفى الأمين ولم تؤثر فيه يوماً التغييرات التى أصابت معظم أبناء جيله والأجيال اللاحقة بفعل وسائل الميديا الحديثة لتجعله يتخلى عن أخلاقياته الرفيعة، وبرغم ابتعادى عن الجريدة فى السنوات الأخيرة إلا أننى كنت أتابع أشرف من خلال كل ما يكتبه من أخبار وموضوعات بأسلوب جميل وشيق.. رحمك الله يا أشرف يا عشرةِ الغاليين.

وداعًا.. «جان» أخبار اليوم

بقلم/ ماركو عادل

عرفته منذ ما يقرب من ١٤ عامًا.. حينها كنت أتحسس خطاى فى أروقة جريدة الأخبار العريقة.. تلقفنى حينها موجهًا لى كلمات الترحيب والنصح والإرشاد فى أول أيام عملى الصحفى.. وحتى آخر أيامه كان حريصًا على السؤال عن حالى وحال أسرتى وشغلى، مرددًا دائمًا جملته التى لا تفارق مسامعى «أزيك يا ماركو».. ظل طوال سنوات تعاملى معه هادئ الطباع، قليل الكلام، محب وغيور على عمله، مجتهد وحريص على القيام بمهامه على أكمل وجه، ابتسامته الرقيقة لا تفارق وجهه، ذوقه الرفيع فى اختيار ملابسه ومتعلقاته.. لن أنسى كلماته الأخيرة معى والتى كتبها لى على «الواتس آب» من على فراش المرض بمستشفى حمايات إمبابة حيث أفقده الفيروس اللعين القدرة على الحديث، قائلاً بجمل متقطعة: «تعبان.. الأوكسجين.. مش قادر.. أنا تحت الأوكسجين.. مش بتكلم والكتابة صعبة.. ألف شكر يا ماركو».. وداعًا «جان» أخبار اليوم أشرف إكرام.. مع السلامة إلى أن نلتقى.

وداعاً أستاذى الغالى

بقلم/ محمد هنداوى

وداعاً الأستاذ والصديق الغالى والمخلص و المتفانى فى عمله .. الكاتب الصحفى أشرف إكرام مدير تحرير جريدة الأخبار الذى وافته المنية بعد صراع مع فيروس كورونا اللعين.
عبر سنوات اقتربت من الفقيد الراحل خلال جلوسنا فى مكتب واحد بالطابق الثامن بجريدة الأخبار، قبل أن انتقل إلى مكتب آخر فى نفس الطابق، وخلال تلك السنوات اقتربت منه.. فكان دائمًا يعمل فى صمت ويعطى بكل حب و إخلاص لجريدة الأخبار حتى آخر لحظات حياته، كان هادئ الطباع والملامح، لا يحب إثارة المشاكل أو الشكاوى إلا إذا اضطر بعد صبره لأسبابها.. أوقاتنا طويلة.. يتحدث بكل هدوء وأدب مع الصغير أو الكبير، كما كان الأستاذ «أشرف إكرام « محباً وعاشقاً للحياة.. ومثالاً فى الأدب والأخلاق والذوق والشياكة فى كل تعاملاته مع غيره من الزملاء.. وغيوراً بشدة عَلى عمله.. لذا كان من المتميزين والفاهمين للملفات التى تولى مسئوليتها طوال تاريخه فى جريدة الأخبار.
جمعتنى مع الزميل الراحل مواقف كثيرة عبر تلك السنوات القليلة سواء عَلى المستوى المهنى أو الإنساني.. ولم ينقطع تواصلنا ولقاءاتنا المتكررة فى مكتبه.. ليطمئن عَلى تفاصيل حياتى الأسرية والعملية.. واطمئن منه عَلى أحواله الصحية وأحوال أسرته، وكان نعم الأخ والداعم والناصح الأمين لى فى أوقات كثيرة كلما لجأت إليه طالباً الرأى والمشورة، وكان كريماً فى كل شيء طول تلك السنوات التى اقتربت فيها منه، إذا انشغلت عنه لعدة أيام ولم اقابله بسبب ظروف العمل والحياة.. كان دائماً ما يبادر هو بالاتصال للاطمئنان عَلى أحوالي.. ويطلب ضرورة زيارته فى مكتبه ليعزمنى عَلِى فنجان القهوة ككل مرة التقيه فيها.
اللهم تغمده برحمتك يارب .. وألهم أسرته الصبر على رحيله المفاجئ...
أخيراً يبدو أن فيروس كورونا لم يعد يرحم كبيراً أو شاباً .. فأرجو من الجميع ضرورة الانتباه عَلى أنفسهم وأسرتهم من هذا المرض اللعين ، وأتمنى من الله ان يحفظنا جميعاً من كل سوء أو شر وأن يشفى كل مريض مازال يجاهد فى معركته ضد أى مرض.

أشرف إكرام .. له من اسمه نصيب

بقلم/ علاء حجاب

فى لحظة خاطفة ، غادر دنيانا الصديق والأستاذ أشرف إكرام مدير تحرير الأخبار ، عاش بيننا وله من اسمه نصيب ، عالى الأخلاق وصاحب مكانة مميزة فى قلوب زملائه وأصدقائه ، ودائماً كريم الخلق فى تعاملاته، رافقته سنوات من العمل والصداقة ، كان دائماً نعم الناصح الأمين لكل من عرفه ، اختار لنفسه طريقاً واحداً ، أن يكون كنسمة رقيقة عابرة فى حياة كل منا ، مجاملاً وناصحاً أميناً ، وصديقاً مخلصاً ، وسنداً لكل من اقترب منه، كان لى شرف أن أجلس معه فى مكتب واحد ، بالدور الثامن فى مبنى الأخبار لأكثر من 6 سنوات ، كان دائماً الرجل الأنيق الذى يهتم بكل التفاصيل ، لا يتأخر دقيقة واحدة عن ميعاد العمل ، دؤوب فى عمله، مخلصاً لأسرته، ولايمكن أن يقصر فى مهامه الصحفية ، حتى وهو مريض فى المستشفى ، ظل حتى آخر وقت له فى الدنيا ، يرسل موضوعاته للجريدة، دون انقطاع ، له ذكريات جميلة مع كثير منا سنظل نتذكره بها دائماً ، وستبقى صورته فى أذهاننا الرجل الخلوق الأنيق المخلص لعمله ، والمتفانى من أجل أسرته ، رحم الله الصديق والأخ والأستاذ أشرف إكرام .

بسرعة كده يا أشرف..!

بقلم/ د.محمود عطية

أنت لم تكن قاسى القلب يوما.. إذن لماذا تفطر قلوبنا عليك برحيلك السريع وأنت تعلم تماما أننا لم نفق بعد من رحيل اثنين من أعز الزملاء أبو ذكرى وياسين..! ألم تدرك كم لوعة وحزن الزملاء عليهم.. ألم يكن لك أن تنتظر قليلا حتى تلتئم جراحنا برحيلهما؟!
 ألم تكن لديك القوة والشجاعة حتى  تقاوم هذا الفيروس اللعين؟!.. رحيلك بهذا الفيروس يرسم دوائر من الدهشة والتعجب ويرمى فى قلوبنا قنابل الفزع منه.. فما نعرفه عنك  أنك أشد حرصا من الموت كما كنا نتندر عليك حين نتحدث عنك.. فلم نضبطك يوما مخالفا لتعليمات الاحتراز من هذا الفيروس.. لكنها الأقدار تتلاعب وتفجعنا حين نستسلم لبر الآمان..!
 أشرف.. أحسب  أننى أدركت الآن لماذا حين كنت تسير بين طرقات حجراتنا فى المؤسسة كنت تسير بجانب الحائط لم اضبطك يوما تسير وسط الطرقات حتى تكاد أكتافك تلامس الحائط ورأسك محنية دوما وكأنك تريد أن تتخفى عن أعين الجميع.. وحين كنت تتقابل مصادفة مع أحدنا داخل الطرقات لم يكن على لسانك سوى السؤال عن الصحة ثم أخبار العمل وإن كان هناك جديد ثم تذيل كلامك بإغراء الزميل بأن عندك قهوة محوجة مصنوعة خصيصا لك وتتمنى أن يجلس ليشربها معك.. لكن اختفيت الآن.. ترى من سوف يغرينا باحتساء القهوة معه..!!
 أراقك الآن أنك اختفيت تماما عن أنظارنا.. أنا لا أظن ذلك فلم تكن يوما غليظ القلب أو القول ولم تكن متطفلا.. عفوا ربما كذبت أنا فى وصفك بأنك لم تكن متطفلا فى العموم..!
  اسمح لى أن أشرح تطفلك الذى كنا نهرب منه فى المطبخ الصحفى.. كنت صاحب أكبر تطفل عرفته مؤسستنا حين يكون لك تحقيق أو خبر صحفى.. كنت تحوم حولنا فى الديسك «المطبخ الصحفى» تسأل عما كتبته من تحقيق أو خبر صحفى.. تسأل بحرقة وبكثير من التطفل هل التحقيق أو الخبر يحتاج إلى إيضاح أكثر؟.. هل تمت قراءته أو تعديله؟.. أين هو الآن ..؟! هل عند رئيس التحرير السهران وسوف يكون فى عدد الغد الذى يتم تحضيره اليوم؟.. كنت لا تهدأ أبدا.. كأنك أحد طلاب الثانوية العامة تنتظر النتيجة... سبحان الله لم ندرك قيمة حرصك الصحفى على ما تقدمه من أعمالك سوى اليوم.. ترى من سوف يتابع أخبارك بعد اليوم.. من سوف يتساءل عن التحقيق وهل مر الخبر.. وهل الحديث أعجبكم...؟!
 نحن الآن أكثر تطفلا عليك.. نتساءل كيف رحلت بعيدا دون كلمة وداع أو حتى نظرة من عينيك التى كانت تبدو لنا دائما خجلى تتأسف ولم أفهم يوما لماذا...؟! ولم ندرك القيمة الحقيقية لوجودك بيننا سوى بعد مغادرتنا.. نتطفل نحن الآن نبحث فيما خفى علينا منك وكنت بيننا لكن لم تبد جليا واضحا مثل اليوم..!

وداعا أبى الثانى

بقلم/ جون سامي

فى البداية كنت أخشى التقرب منه ربما لفارق السن وهيبته وطريقته الصارمة فى التعامل ،ولكن بمرور الأيام وتوطيد العلاقة بيننا وجدت بداخله مشاعر حقيقية لإنسان قل تواجده فى هذا الزمان ،فكان مثالا للشخصية المنظمة فى كل شىء ويسعى باستمرار إلى تحرى الدقة فى كل مايكتبه ،وحينما كنت امكث معه عقب عودته من إجازته كنت أجده فى حالة إرهاق شديد ،حيث كان يحرص باستمرار على أرشفة كل الموضوعات التى وصلت إليه من الوزارة على مدار أيام الإجازة ،وربما يمتلك أرشيفًا متميزًا ومنظمًا للغاية فى كل مايتعلق بوزارة الآثار .
وصار حقا أبى الثانى الذى يسأل باستمرار حال مرضى ولايكل من السؤال عن صحتى حتى اعود إلى العمل من جديد ،وأشهد أنه عاش طوال حياته لا يتكلم عن أحد فى غيابه ،ولم اسمع منه كلمة إساءة ،وكنت اتحدث معه باستمرار عن الكثير من تفاصيل حياتى ويرد بمنتهى الحكمة والهدوء الممتزجتان بالابتسامة الصافية النابعة من قلب طيب لايعرف الغش ،وكان يثق دائما أن مايدور بيننا من حديث لن يعرفه أحد وهذه الثقة كانت متبادلة .
ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن ويمضى الطيبون فى صمت وهدوء كما عاشوا فى عالمنا ،وكانت كلماته لى وهو فى مرضه «صلواتك «ولكن اخر كلماته «هاموت»،كنت انتظر الشفاء من ذلك الفيروس اللعين الذى يأخذ أرواح أقرب الأشخاص إلينا.
وداعا أبى الثانى لقد جاهدت الجهاد الحسن وتحملت ألم المرض فى صمت وصبر حتى رحلت عن عالمنا فى هدوء مثلما عشت بيننا .

وداعا .. حضرة صاحب الذوق الرفيع

بقلم/ حسام عبدالعليم

أخلاقه وأدبه الجم وعشقه لعمله، خط أحمر وضعه لنفسه أبدا لن يتخطاه، يحترم الصغير والكبير، لم يكن ينادى أحدا باسمه فقط، كان ينادى قبله بالأستاذ فلان، لقد كان يجبر كل من يتعامل معه أو يعامله بتقديره واحترامه.
كنت يا أستاذ أشرف خير رفيق، وزميل . كان يجمعنا مكتب واحد لأكثر من عشر سنوات، تلك الفترة اتاحت لى أن يتقرب كل منا للآخر، كنت أطلب منه النصيحة والمشورة فى أمور كثيرة سواء كانت تتعلق بالعمل أو تتعلق بأمور خاصة، وابدا لم يبخل بها.
كان محبا لكل شىء جميل وأنيق، مثلما كانت شخصيته، مجاملا، كريما، صاحب ذوق رفيع، دؤوبا وعاشقا وغيورا على عمله. حريص على السؤال عن زملائه إذا ماتغيب أحد منهم.
والله كان يأسرنى خجله وأدبه حين يريد أن يقصدنى فى توضيح أو استشارة تخصه.كان من جميل خلقه وحسن أدبه يخشى أن يعطلنى ولو لدقائق عن عملى وانشغالاتي.
سنفتقدك يازميلى العزيز ، وسنفتقد بهجتك وروحك الطيبة، وإنا لله وانا إليه راجعون.

جميل الخلقة والخلق

بقلم/ محمد عبد الواحد

فى صحبة الجمال ترى عقلك يهدأ ليستمتع بما يدركه وتشاهده عيناك .
فإذا تخطى الجمال من الطبيعة للبشر عاد العقل يعمل بقوة وأجرى فى مختبره المقارنات إذا كان هذا الجمال يوجد فى بشر فلماذا تعذب يوميا بقبح الآخرين . فهو هنا يعلم جيدا أن جمال الخلقة صنيع رب العالمين وجمال الخلق هو صنيع بشر تأدبوا فى بيوت تعلم جيدا قيمة الاحترام . لذلك وانا اكتب سطورى هذه استحضر فيها صورة زميلى الاستاذ أشرف إكرام الذى جمع الله فيه جمال الخلقة والخلق . وجه بشوش فى وجه الآخرين يد ممدودة بالمصافحة يجتهد أن يعرف من حوله فإذا أراد أن يقترب منك بادرك بالمصافحة وتعريف بنفسه ليس فيها غرور أو مكابرة بل فيها اعتزاز بالنفس .  صريح معك عندما تقصده فى شىء فهو لا يهوى المراوغة ولا بيع الهواء فى الزجاج .
قد يصدمك رده لكن عندما تقارنه بالآخرين تحترم فيه صراحته . لكن إذا أمن لشخص حاول جاهدا أن يمد له يد العون فهو ليس بالسهل الممتنع بل هو يحيط نفسه بسياج يرى نفسه فيه ينأى كثيرا عن الاصطدام بالبشر. دؤوب فى عمله دقيق فى كل ما يكتبه بيده لدرجة انه يحتفظ لنفسه بنسخه حتى يرى ما ادخل على ماكتبه من تعديلات فإن رآها ادخلت تحسينات التزم الصمت وان رآها ذهبت بمقصد بعيد عن حضوره ومشاهدته عاد للنقاش فيها ،فعندما تخرج له موضوعًا تستريح معه فهو يهتم أن يضيف إليه أكثر من صورة يضع عليها الشرح الوافى لها . يعشق اسمه لذلك كان حريصا أن يعرف بنطه لانه يعتبره تقديرًا لعمله . مجامل لأبعد الحدود فإذا كانت هناك مناسبة أومعايدة يبادرك بالتهنئة . يلفت نظره ما تلبسه فهو يعرف قيمة الأشياء لأنه يعتنى بنفسه وبملبسه . لا يطيل حديثا ولكن يتعامل معك فى حدود الأدب . إذا طرقت باب مكتبه زائرًا له أو لبعض الزملاء يحاول جاهدا أن يبادر بالقيام بواجب أولاد البلد فإذا امتنعت تجده يقدم لك أى شىء موجود لديه من قطع البنبون .
هذا هو أشرف لمن لايعرفه أو لم يسعفه الحظ أن يتعاون معه  . بالأمس تركنا واليوم فى وداعه أقول له سامحنى لأننى قصرت فى حقك فأنا لم أعلم بمرضك وهذا عذر أقبح من ذنب فإذا كنت دائم السؤال عنك فبالطبع كنت بجانبك فى شدتك وانا فى سطورى وإن كنت حزينا على فراقك لكنى استبشر الخير لأن من ربى بأدب عيسى النبى فهو فى الأمجاد السماوية فى منزلة تجعل من يتذكره يذكره بخير ويدعو له والى أن نلتقى صديقى فليس بيننا وداع بل بيننا دعاء لك ولأسرتك أن يلهمهم الله الصبروالسلوان وان يربط على قلوبهم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة