محمد الشماع
محمد الشماع


قريبا من السياسة

صوتك مسموع!

الأخبار

الخميس، 25 نوفمبر 2021 - 06:20 م

تطالعنا وسائل الإعلام وفى القلب منها الصحف الورقية، بنشر شكاوى المواطنين فى كل المجالات، ومنظومات تلقى الشكاوى فى مجلس الوزراء وعدد من الوزارات ومبادرات تلقى الشكاوى أن كلا منها تلقى مئات الآلاف من الشكاوى المكتوبة والرسائل الصوتية عبر التليفونات والانترنت، وتباهى كل تلك الجهات بأنها استطاعت إيجاد حلول لمعظم تلك الشكاوى والتواصل مع أصحابها بنسب تصل إلى ١٠٠٪ وهذا شيء يفوق أى تصور إلا الصحف التى لا تلقى ردا على ما تنشره!!


مثلا مبادرة «صوتك مسموع» التى أطلقتها وزارة التنمية المحلية منذ عام ٢٠١٨ حتى نهاية ٢٠٢١ أعلنت أنها تلقت حوالى ٣٩١ ألف رسالة صوتية منها ٧٤ ألف شكوى تم حل ٧٢ ألف شكوى بنسبة ٩٦٫٨٪ هذه نسبة نجاح تفوق مجاميع درجات الثانوية العامة حتى العام الماضى!


بتحليل الشكاوى التى تلقتها مبادرة «صوتك مسموع» نجد انها تركزت فى مجالات القمامة والإشغالات ومخالفات البناء والتعديات على الاراضى الزراعية واملاك الدولة وشكاوى الفساد ومبادرة حياة كريمة.. طيب شكاوى القمامة والإشغالات معروفة وواضحة.. أما غير الواضح بالنسبة لمجالات الشكاوى هو أن تلك المجالات ينظم العمل بها خطط وبرامج لتنفيذها أو مواجهتها كظاهرة لا تخضع للشكاوى أو عدم الشكوى!!


إلى وقت قريب أصبحت معظم الوزارات والهيئات الحكومية لا تنظر إلى صفحات الشكاوى التى تنشرها الصحف على تنوعها واختلافها وتعددها، صفحات كاملة تحمل شكاوى المواطنين والقراء والكتاب وأصحاب الرأى لا تجد أى أهتمام من الحكومة وأجهزتها ولا يأتى لكل هذه الصحف أى رد على تلك الشكاوى التى تخضع للمراجعة والبحث بكل دقة وشفافية تامة وبالمستندات إن كان الأمر يتطلب ذلك قبل النشر حفاظا على مصداقية الصحيفة أمام القراء والمسئولين!. على عكس آلاف الشكاوى غير الدقيقة ولا تعبر عن الحقيقة كاملة وتتسم بالمبالغة.


ما حدث مع الصحف كان نتيجته هو اندفاع الكثيرين إلى استخدام وسائل  التواصل الاجتماعى وشبكات المعلومات لنشر شكاواهم بطريقة مبالغ فيها حتى تسرع جهات الاختصاص بمتابعتها، أو نشر فيديوهات مفبركة بهدف جذب الانتباه وإثارة الرأى العام ودفع المسئولين للرد عليها!!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة