الجمعة، 26 نوفمبر 2021 - 10:44 ص

كان من أشهر الحلاقين، ولم يكن يقل إيراده عن 200 جنيه شهريا، بعدما وقع اختيار طائفة من العظماء ليحلق لهم رأس شعرهم، إنه الحلاق محمد البيسي، بحسب حوار أجرته مجلة آخر ساعة عام 1943.

اعتاد أن يحلق شعر الزعيم سعد زغلول في منزله، وكان يعطيه جنيها لقص الشعر، ونصف جنيه لحلاقة الذقن، وأنه كان يمازحه أحيانا، ويذكر أنه قد حلق له في بيت الأمة يوم توليه الوزارة، وقبل ذهابه إلى قصر عابدين، وسأله:

بيقولوا إيه علينا بره؟ وكان يقصد الوزراء السابقين، فقال له إنهم يرددون بأن سعد زغلول لا يصلح أن يحكم لأنه لن يقدر أن يخدم البلد، ويكمل البيسي الحلاق قائلا: فهز الزعيم رأسه ثم قال: لكن دلوقتي نقدر نعمل كل حاجة بإيدينا.

ويستطرد حلاق العظماء قائلا: أما أحمد شفيق باشا رئيس الديوان الخديوي فكان يحب الاطلاع على أحوال البلد، وآراء الطبقة المتوسطة، والعالية في ثورة 1919، وكان يسأله كثيرا عن عما يحدث في تلك الأيام. 

واعتاد أن يحلق في المحل الخاص بالبيسي أثناء الظهيرة، ويقول له إن ما ينقصنا هو التعليم، والبلد تمام يا أسطى محمد بس يا خسارة فيها خونة كتير.

ويستكمل حلاق العظماء حديثه عن أمين سامي باشا ناظر مدرسة الناصرية، ويقول إنه كان رجل كتوم، ولا يذكر أنه تكلم كلمة واحدة طوال مدة حلاقته، وكان من عادته أن يصلي في جامع حسن بك بالمنيرة.

وبابتسامة عريضة يذكر سراج الدين شاهين باشا بأنه كان مثال للأناقة والشياكة، وكان عظيما في كل شيء، وإنه كان أيضا مثال الديمقراطية في منزله حيث يرتدي جلبابا، وينتعل (بانتوفلي) أي شبشب.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم