الفنان أحمد رمزي - أرشيف أخبار اليوم
الفنان أحمد رمزي - أرشيف أخبار اليوم


أحمد رمزي يصرخ بعد إفاقته من الغيبوبة: اشنقوني لن أكون طبيبًا

نسمة علاء

الجمعة، 26 نوفمبر 2021 - 11:28 ص

عاش حياته كما يريد، أو كما يقولون "بالطول والعرض"، لم يجعل أحدًا يقرر له شيئًا، حاولت والدته ووالده – خريج جامعات إنجلترا – أن يجعلاه يدرس الطب مثل أخيه حسن، فالتحق بالجامعة 3 سنوات ولم يطق الاستمرار فهجرها.

 

وفي عدد مجلة الكواكب الصادر بتاريخ 7 فبراير 1956 تم نشر القصة الكاملة لأحمد رمزي مع دراسة الطب؛ حيث قال أحمد رمزي: كان أبي محمود بيومي طبيبًا، درس الطب في لندن، وقضى حياته يسهر على مرضاه ويرعاهم.

 

وأكمل رمزي قائلاً: قضت أمي معه حياة كلها تفاهم وتجاوب، وكانت تفرح إذا سمعت أنه أجرى عملية معقدة كللت بالنجاح وكنت أحس أنها تنجح معه وأنها تحس بالرضا الذي يحسه وهو يؤدي هذا العمل الشاق بصبر وإنسانية عظيمة.

 

ولهذا وضعت أمي في رأسها أن تجعل مني ومن شقيقي طبيبين، وقد نجحت مع شقيقي الذي أصبح الدكتور "حسن بيومي"، أما أنا فلم توفق في قضيتي بسبب حادث.

 

اقرأ أيضًا| بسبب النجمة الفاتنة.. شويكار تكره المسرح

 

كنت قد هيأت نفسي لدراسة الطب وأنا في التوجيهية، ففي الأشهر التي تسبق الامتحانات قاطعت كل الرياضات التي أهواها وعكفت على الدراسة حتى أستطيع أن أحصل على المجموع العالي، وبالفعل كلل هذا الجهد بالنجاح وقدمت الأوراق إلى كلية الطب.

 

وسارت الأمور طبيعية في الكلية 3 سنوات، كنت أقاسي فيها مما أرى من أجساد في المشرحة ومن أحشاء وضلوع، وكان جسمي يقشعر لرؤية كل هذا، ثم إذا نمت استعدت كل الصور فيما يشبه الكابوس الذي يطبق على صدري ويخنق أنفاسي.

 

وجاء وقت أحسست فيه إحساسًا تامًا بأنني لا أصلح لهذه المهنة وبأن قلبي وطبيعتي وأعصابي لا يمكن أن تتحمل رؤية آلام الناس حتى وإن كانت رسالتي أن أخفف هذه الآلام.

 

ولكني لم أجد مبررًا للرجوع فيما سرت فيه، ثم حدث ذات يوم أن دخلت حجرة العمليات لأشاهد عملية مصران أعور وهي من أسهل العمليات، وكانت العملية ستجري لفتاة صغيرة في الخامسة عشرة، وكان أخي هو الذي سيقوم بإجراء العملية.

 

ولأول مرة شاهدت حقنة البنج وهي تعطى في السلسلة الفقرية، وسرى البنج فأحدث مفعوله ورأيت أخي يشق بطنها بمشرطه فتبرز منه الأحشاء بصورة تدعو للغثيان، كنت أحس بالغثيان فعلا وأنا أنظر إلى بطن الفتاة وخيل لي أن المشرط يهوي على أمعائي وعلى أعصابي، وبدون وعي مني وجدتني أقول في صوت يشبه الفحيح: حسن.

 

وهنا أدرك أخي الحالة التي انتابتني، فقال على الفور: أخرج بره، وتلمست طريقي إلى الخارج وكانت الدنيا تهتز أمام عيني وشيء يقبض على قلبي بقسوة، وحين وصلت خارج غرفة العمليات أحسست أن كل شيء أمامي سواد ثم سقطت على الأرض وطالت غيبوبتي.

 

وفتحت عيني لأجد كل الأطباء الذين كانوا في حجرة العمليات حولي يحاولون أفاقتي، ووجدتني أسأل في لهفة: البنت جرى لها أيه ؟

 

فأجابني أخي مطمئنًا: بخير.. العملية نجحت الحمدلله

 

وذهبت إلى البيت بسيارة أجرة، وما أن فتحت أمي الباب حتى قذفت كتب الطب وأجهشت بالبكاء وأنا أقول لأمي:

 

اشنقوني.. ولكني لن أذهب إلى كلية الطب

 

وعلمت أمي ما حدث من أخي وتأكدت أنني لا أصلح لهذه المهنة، ووافقا على أن أترك كلية الطب، ثم التحقت بكلية التجارة وشاء حظي أن أعمل في السينما.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة