محمد العراقي
محمد العراقي


حواديت جحا

عذراً أمي أنا خائف

محمد العراقي

الأربعاء، 01 ديسمبر 2021 - 05:13 م

«أى حاجة تعملها خليك أدها ومتكدبش لو عملتها»..
«يا محمد شوف أبوك بيتعب إزاى من السجاير إياك والتدخين»..
«بتعيط ليه خليك رجل»..
«داين تدان عندك اخوات بنات»..
«متخفش أبدا وإياك تنكسر الحياة مش عايزه الضعفاء»..
جمل عصفت بى بينما أصابك الوهن ورأيتك تسقطى أمامي..
ضعُفت وجبُنت وعرفت يومها ما معنى الإنكسار.. طيلة حياتى لم يعرف قاموسى هذه الكلمة..
 دوماً كان بداخلى تحدى أنى قادر ولم يخب رهانك يوما عليَّ..
من كلماتك تعلمت المقاومة.. فى لحظات سجنى كنتى الأمل..

أتذكر أولى زياراتك لى فى هذه الجدران وكلماتك التى هرولت بتلقائيه منك
«محمد أوعى تكون شربت سجاير»، لأجيبك أنى لست بذاك العبد لهذا السرطان وأنى على عهدى لن أمسسها ما حييت..
 أتعلمين يا أمى أنى ألعن نفسى كل يوم لأنى كنت سبباً فى وهنك ، وأننى تسببت فى ضعفك سريعاً بسبب كفاحك لإخراجى من تلك القضبان..
 أتدرين أن فى لحظات القيد لم يكن خوفى إلا من شئ واحد أن ينال الفراق مداه وتفارقينى دوما بلا لقاء آخر..  أماه أناشدك أتوسل إليك قاومى لتحملينى لمثواى الأخير؛ لا تجعلينى البادئ.  أماه فى الرحيل هزيمة لن أتحملها..

سيدتى برغم عشقى لأبى لكنك دائما كنتى الجملة الأهم فى كتاب حياتى الذى لم يخط سطره الأخير بعد.. أنتى الأمان الوحيد فى هذه الحياة.. والدتى لا تجعلينى أهزم.. لا تخدعك مقاومتى الزائفة ودموعى التى أقاومها، فما هى إلا أكاذيب أخدعك بها لتطمئنى وتبقى الحقيقة. عذرا أمى أنا خائف!.
قال تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً»   (الإسراء ٢٣)

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة