إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى


أما قبل

ممكن نبعد عن صلاح ؟!

إبراهيم المنيسي

الخميس، 09 ديسمبر 2021 - 05:41 م

كنت أظن أن النجم العالمى محمد صلاح بعيد عن تفاصيل ما يجرى هنا على الساحة الاعلامية والاهتمامات المصرية العادية عامة، وأن نجم ليفربول المتوهج مشغول بتحطيم الأرقام القياسية لأكبر نجوم الكرة العالمية ولا وقت عنده ينفقه على متابعة الهرى المحلى الذى احترفناه ربما بكفاءة تفوق إبداعاته الكروية، حتى تابعت حواره الحصرى والمكلف طبعا مع المذيع عمرو أديب..


صلاح، وحين سأله أديب: هل تتابع أو تسمع أغانى المهرجانات، رد عليه: ما بلاش لحسن هانى شاكر يزعل.. فى اشارة لأزمة نقيب الموسيقيين الفنان هانى شاكر مع بالوعة المهرجانات وما يفوح منها.. عندها شعرت بالتخوف على مزاج صلاح، ليس من مجرد التعرض للفحات المهرجانات هذه، ولكن لأن صلاح كما تأكد لى عايش أحوالنا ومنغمس فيها.. ومتابع هرينا جيدا.. وهنا المشكلة!


فى ذات الحوار؛ وعندما سأله عمرو أديب: هل فكرت مرة فى أى حفل تحضره أن تتناول كوبا من الخمر أو شدتك الويسكى. حتى للتجريب، قال النجم العالمى ما خلاصته: «لا.. ما حصلش.. لأنى مش شايف انها حاجة مهمة مطلوب اعملها.. نفسي مش بتروح لها خالص».


إجابة صلاح واضحة وصريحة وقاطعة، لكننا فوجئنا بحملات واسعة عبر السوشيال ميديا تنتقد أنه لم يقل إنه لا يتناولها لأنها حرام شرعا.. وكيف أنه لم يذكر تحريم شرب الخمور.. وهاتك يا هرى بدا معظمه مغلفا بشعارات دينية ومنطلقا من ذات العقلية.. وهنا ايضا المشكلة..


يفترض أن صلاح عندما ينبذ شرب الخمور. برغم ما يتعرض له من إغراءات كثيرة بالطبع فى حياته الأوروبية وتجمعاته وحفلاته، فهو ينطلق فى هذا من مكونه النفسي كما قال وهو الذى تحكمه أخلاقه وقناعاته الايمانية وما تربي عليه لدرجة أن نفسه لا تتجه بالأساس نحو هذه الأمور.. عقيدة إيمانية متأصلة تحولت لعادة سلوكية متجذرة ليست بحاجة لوعظ ولا إرشاد ولا ادعاء لتدين شكلى ومظهرى لا غير..

صلاح لا يشرب الكأس.. هو يفوز بالكأس فى كل بطولة.. عايزين منه ايه تانى؟!


لكن وللباحثين عن تدين صلاح والذين يفتشون فى الصدور: ألا يستوقفكم حرص صلاح على السجود لله شاكرا. بعد كل هدف يحرزه وعدسات الاعلام العالمى كلها تتابعه وملايين الناس تحدثت عن كونه نموذجا رائعا للشاب المسلم الذى أسهم بسلوكه وانضباطه ونجاحه البارع فى تصحيح بعض من صورة ذهنية مغلوطة عن الاسلام تكونت لدى الغرب للأسف الشديد نتيجة ممارسات محترفى الاتجار بالدين وممارسي العنف والارهاب باسم الدين..

صلاح بشوطة واحدة مسح الكثير مما علق بأذهان كثير من أهل الغرب عن الاسلام والمسلمين..

وجايين تحاسبوه عن كلمة لم يقلها.. لكنه الفهم الضيق للأمور والهرى فى تفاصيل فارغة زاد قلقي عليه منها لما لاحظت ان مو صلاح متابعها بل ومتابع كل ضجة اعلامية مثارة هنا لأنه كما قال بيتوتى شوية..


محمد صلاح بحد ذاته مشروع قومى شبابي يصلح تقديمه لكل الشباب الراغب فى النجاح والساعى للتفوق فى أى مجال وليس الكرة والرياضة فحسب، وهو يستحق كما قال البعض بأن تكون تجربته ومشواره ونموذجه ضمن المنهج التعليمي للأطفال..

صلاح الذى فشل فى دخول الجامعة لضعف مجموعه وقدم أوراقه لمعهد اللاسلكى فقط لأنه «يؤجل التجنيد»، ها هو يتحول لمادة علمية تدرس بالمدارس وموضوع سؤال لطلبة الجامعات.. نموذج بحق..


محمد صلاح الذى ترفع جماهير ليفربول لافتات تصفه بأحسن لاعب فى العالم وتطالب ادارة النادى بتجديد عقده وهى تقول فى لافتاته: «اعطوه كل المال ليبقي هنا.. صلاح أحسن لاعب فى هذا الكوكب»..

يحتاج منا هنا المزيد من الدعم والاحتفاء وألا نشغله بوصلات الهرى والتفتيش فى قلبه.. تارة بقول الهايفين عن انتمائه المحلى للأهلى أم الزمالك.. مع انه قال تارات كثيرة أنه يحترم الجميع. لكنه كان يعشق هو ووالده الاسماعيلي..

قالها بعضمة لسانه، لكن هناك من الهايفين من لا يزال يدفع للانقسام الجماهيري عليه، وتارات أخرى وكبيرة ومعيبة بالزج به فى تفسيرات لسلوكياته وحياته الخاصة بل والقول بتدخله فى تشكيل وقائمة المنتخب واختبارات لاعبيه لدرجة التوقيع فيما بينه وبينهم..

والمشكلة أنه بيتوتى وغالبا متابع كل هذا الهرى الفارغ.. لكنه مكبر دماغه بأزيد من مستوى شعره الطويل كمان.. لكن إلى متى؟!
أرجوكم.. ممكن نبعد عن صلاح!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة