آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

قرش صاغ!

آمال عثمان

الجمعة، 10 ديسمبر 2021 - 06:42 م

أمضيتُ ليلتى أتنقل بين عذوبة ورشاقة كلماتها، وأرتحل مع صور مشهدية خط ملامحها قلمها المضيء، وإحساسها النابض بالحياة والذكريات، لينثر عبيراً فى ثنايا الوجدان، ويفتح نافذة نطل بها على عالمها الإنسانى الساحر، عشتُ معها رحلة الطفلة ذات الأعوام الخمسة، منذ حملت المنديل الأسود وبداخله «قرش صاغ»، لتضعه فوق يد والدها الممدد داخل «النعش» الخشبي، لكى يجد نقوداً تعينه على رحلة العودة من سفره إلى ربه، وتسأله بكل براءة: هل ستعود سريعاً يا أبي؟ 


تابعتُ سنوات تلك الطفلة حتى كُبرت، وأمضت ليلتها ترتجف من قلق سلب نومها، وأسئلة حائرة تتسابق نحو فؤادها، لتجتاز فى اليوم التالى الامتحان، وتعبر إلى بوابة حلم لم يفارقها طول حياتها، إذاعة الشرق الأوسط الوليدة آنذاك، وتصبح الإذاعية الشهيرة «حكمت الشربيني» قيثارة الإذاعة المصرية، صاحبة النغم الصوتى الملائكى الآسر، وصاحبة البرنامج الشهير «شعر وموسيقي» الذى كان جواز مرور الشعراء المبدعين إلى الجماهير.


هكذا جاءت أول إبداعاتها الأدبية، بصدور مجموعتها القصصية «قرش صاغ»، التى نطل منها على عالمها الجميل، ولمحات من ذاكرة تلتقط، رسائل حب ومشاعر رومانسية، وصور من شرفة منزل «العندليب الأسمر»، لعاشقين تتشابك أيديهم خلف الأشجار التى تحتضنهم فى حنان، فتتساقط دموعها إشفاقا عليهم، وجلساتها وضحكاتها وابتساماتها مع عبد الحليم حافظ وحسن إمام عمر، وهى تقدم له رسائل المعجبين والمعجبات، وهو يرد عليهم «بكوبليه» من أغانيه، ويسألها عن اختيارها لتقديم كوكب الشرق من بين كل المطربين والمطربات، ويقول لها مداعباً: «كنت أتمنى يا «شرقاوية» تختارى حليم.. عموماً مبروك عليكِ الست».


وتتوج المجموعة الجميلة بذكريات لعاشقة شابة على باب الإذاعة، اصطفاها «البرنس» من بين جميلات ومذيعات تنافسن على قلب المستشار الذى صار الزوج والحبيب والأب، وسبب السعادة التى حلت على حياتها، المستشار على الذى وضع حول إصبعها «البنصر» حلقة المحبة الأبدية، ورزقها الله منه بمحمد وفاطمة الزهراء، لتكتمل بهما سعادة العمر..

فهنيئاً للقراء بمجموعة الإذاعية القديرة حكمت الشربينى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة