محمد قناوي
محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: «فرحة» فيلم أردني عن النكبة الفلسطينية

محمد قناوي

الجمعة، 10 ديسمبر 2021 - 08:56 م

رغم صغر سنها إلا أن الكاتبة والمخرجة الأردنية دارين سلام  تتميز بإطلالة خاصة في المشهد السينمائي العربي والعالمي، منذ فيلمها الروائي القصير "الظلام في الخارج " الذي عرض لاول مرة في ركن الأفلام القصيرة بمهرجان كان قبل سنوات كما حازت عنه جائزة لجنة التحكيم المهرجان الدّولي للفيلم القصير بمدينة تيزنيت المغربية، ها هي تعود لتلفت الانتباه اليها في فيلما الروائي الطويل الأول "فرحة"الذي عرض لاول مرة عالميا في فى النسخة الـ 46 من مهرجان تورونتو السينمائى، وشهد مهرجان البحر الاحمر السينمائي الدولي في دورته الافتتاحية عرضه العربي الاول ، والفيلم تدور أحداثه خلال العام 1948 وهو عام النكبة الفلسطينية إحتلال العدو الصهيوني للأراضي العربية الفلسطينية .

الأحداث كما ورد في تترات الفيلم مأخوذة عن قصة حقيقية لفتاة تدعي "فرحة" عمرها 14 عاما تعيش مع والدها وزوجته بإحدي قري بيت لحم وتحلم بالإنتقال الي المدينة لتتلقي تعليمها  وتتجرد من كل حقوقها كطفلة، وتضطر كباقى أفراد جيلها إلى أن تتذوق مرارة الرعب والخوف المتكرر، فضلا عن الحرمان من التعليم، لكنها تشبثت بالأمل لتجاوز مآسيها فـ"فرحة" تصر علي استكمال تعليمها في الدينة امام الحاحها يستجيب الاب لتحقيق حلم الابنه ويقوم بتسجيلها بالمدرسة ولكنه في نفس اليوم الذي يخبرها الاب بتسجيلها ويسلمها شهادة التسجيل تتعرض القرية  للقصف بنيران جيش الاحتلال  فيترك السكان منازلهم وأرضهم هربا من نيران مدفعية المحتل فيعمل الوالد علي تهريب ابنته مع أحد أقاربه لكنها تترك السيارة التي ستنقلها بعيدا عن القصف وتصر علي البقاء الي جوار والدها الذي يضطر الي إخفائها داخل سرداب يغلقه من الخارج لتظل حبيسة بداخله طوال 52 دقيقة من أحداث الفيلم وتتابع ما يحدث خارجه من خلال فتحه صغيرة في السرداب او بابه  فتشاهد وحشية جيش العدو الذي اغتصب وطنها  وهو يغتال أفراد أسرة كاملة من زوج وزوجة وأطفال وتحاول فرحة الخروج من سجنها داخل الغرفة ، ظلت "فرحة" من داخل محبسها تصارع الجوع والعطش وتتابع جرائم المحتل من ثقوب الباب حتى استطاعت أن تنهي هذا الوضع بالعثور علي السلاح الذي  اخفاه والدها داخل اشولة الغلال تطلق النار بشكل متوالي حتي تنجح في كسر الباب والخروج للحرية  اننا امام فيلم إنساني جدا، وبه العديد من المشاهد القاسية جدا، لكنه يكشف لنا أن الواقع دائما أشد قسوة.

محمد قناوي يكتب.. زوجة حفار القبور قصة حب صومالية لكنها عالمية

الفيلم مدته 93 دقيقة دارت 50 دقيقة من أحداثه كاملة داخل السرداب لا يظهر فيها سوي مشاعر" فرحة" المختلفة مع مجريات الأحداث بالخارج ويحسب للمخرجة نجاحها في الحفاظ علي الإيقاع طوال هذه المدة التي لم نشعر خلالها بلحظة ملل واحدة وهو تحدي صعب جدا بالنسبة للمخرج لكن دارين نجحت فيه بتميز شديد من خلال السيناريو الذي كتبته ايضا بنفسها وتضمن الكثير من الابعاد المتداخلة ضمن بنية درامية قوية بالاضافة لقدرة الحبكة الرامية للسيناريو علي ابراز البعد الانساني والمجتمعي باسلوب فني متقن أظهر أهمية توفير التعليم للاطفال بوصفه أحد أهم حقوق الطفل، كما كشف عن مدي تاثير العنف والظلم سلبا علي براءة الاطفال، كما حرص الفيلم علي إظهار الامل كطوق للنجاة واهمية تجاوز مختلف المحن مهما كان حجمها وبأسلوب غير مباشر السيناريو.
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة