صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


إدمان المواقع الزرقاء| خبراء يحددون أسباب ونتائج مشاهدة الأفلام الإباحية

شاهندة أبو العز- ناجي أبو مغنم

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2021 - 10:42 ص

خطر مستتر، الكثير يكذبون وجوده، لكن الحقيقة لا تتوارى كثيرا وتظهر في النهاية، ربما لن نصدق الأقاويل والجًمل الدارجة والشائعات، لكن لغة الأرقام لا تكذب، فأحد أهم المواقع الإباحية يتأرجح في ترتيب المواقع التي تتصدر الزيارات في مصر، وفق مؤشر «ألكسا» الشهير.


وانتشر الكثير من مواقع الأفلام الإباحية المتنوعة على شبكات الإنترنت، وزداد معاها إقبال المشاهدين على تلك النوعية من الأفلام، حيث يُشَكِّل محتوى الأفلام الإباحية 30% من البيانات المنتقلة عبر الإنترنت.


«بوابة أخبار اليوم» تدخل على خط الأزمة التي لا تخرج من أبواب البيوت، وتتسبب وهي وراء الستار في الكثير من الكوارث الاجتماعية والصحية، ليكشف لنا الخبراء الاجتماعيين والنفسيين السبب وراء إدمان المواقع الزرقاء "المواقع الإباحية".

 

رغم ما هو معروف عن مجتمعنا أنه محافظ وما تشبث بالعادات والتقاليد، إلا أن الإحصائيات حول محركات البحث على مواقع الإنترنت تثبت أن مصر تحتل مركزًا متقدمًا في مشاهدة للأفلام الإباحية، مما خلق سؤالًا حول هذا التناقض يراود الكثيرين.

الدكتورة إيمان عبدالله، استشاري علم الاجتماع، توضح لـ«بوابة أخبار اليوم» إن إدمان المواقع الإباحية تكون بسبب غياب الثقافة الجنسية والتربية الجنسية، التي أحدثت حالة من الفراغ لدى أفراد المجتمع، وولدت لديهم الفضول، الذي دفعهم للبحث عن مصادر يستقوا منها المعلومات لملء تلك الفراغات، فما وجدوا أمامهم سوى المصادر غير الأخلاقية، التي أصابتهم بالانحرافات، لأنها قدمت لهم ما بحثوا عنه ممزوجًا بالأفلام الإباحية، قائلة "أن الممنوع دائمًا مرغوب". 


وأضافت عبدالله أن الأفلام الإباحية تثير مشاهدها، وترتبط بمراكز الإثارة في المخ، فيجد نفسه محتاجًا للمشاهدة بشكل دائم كما لو كانت جرعة مخدرات بالنسبة لمدمنها، حيث إن الأفلام باتت عادة يومية للكثيرين حتى بعد الزواج لم يستطيعوا التخلي عنها، لأنهم يجدون فيها استثارتهم ومتعتهم التي تغنيهم عن زوجاتهم. 

 

وأكدت استشاري علم الاجتماع، أن الأمر ذاته يتكرر مع السيدات التي تكتفي بحاجتها من العلاقة الشرعية، من الأفلام الإباحية، لأنها شاهدتها ولم تجد فيها على أرض الواقع، فانطوت عليها، وباتت مدمنة لها، موضحة أن هذا الإدمان يجعل الزوجين غير مرتبطان ببعضها وتفتر العلاقة بينهما وسرعان ما تتقطع أوتارها وينفصلان ليضيفوا للمجتمع عبء جديد من المشاكل الأسرية.

 

واستكملت عبد الله استشاري علم الاجتماع: «عيب الحاجات دي» و«لا تدخل على والديك» وهما نائمان.. جمل يرددها الأباء والأمهات كثيرًا على مسامع صغارهم دون أن يعرفوا ما العيب الذي يقصدونه، مؤكدة أن الوالدين يخشون من تربية أبنائهم وتثقيفهم «جنسيًا» فيكون هذا أسلوبهم.


وأشارت إلى من الأخطاء الشائعة في مجتمعنا هو ربط التربية الجنسية بالممارسة، فيتوهم القائمون على مؤسسات التنشئة الاجتماعية -مدرسة وأسرة ودور عبادة- أن تعريف الطفل أو الفتاة هذه الأمور وايضاحها لهم، سيدفعهم لممارستها.


وتابعت أن الأفضل إطلاع الصغار على كل تفاصيل جسمهم وكل الأمور الخاصة بالعلاقات الجنسية حسب المرحلة العمرية، وتعريفهم كذلك بالحكمة من وجودها وتوقيتاتها المناسبة وتحذيرهم من فعلها دون ذلك حفاظا على صحتهم وحتى لا تفسد حياتهم وقتما يكبروا.

 

اقرأ أيضا: إدمان المواقع الزرقاء.. تزوجوا ولم يقلعوا عن مشاهدة الأفلام الإباحية

 

وأكدت أنه من المهم أنه يبحث أولياء الأمور عن أولادهم وبناتهم الذين وقعوا في فخ الأفلام الإباحية وإخبارهم عن صناعة تسوق منتجات وأفكار هدامة، لا تمت للواقع بصلة، ومهمتها إفساد الأخلاق وإصابة المخ بأمراض وتشتت الانتباه وتحول دون إثبات الذات وتحقيق الأحلام، وأن المرضى بها يعانون مشاكل كثيرة وفقدوا استقرارهم الأسري.

 

واختتمت كلامها محذرة من متابعة الصفحات التي انتشرت مؤخرًا وتظهر فيها فتيات وسيدات يقمن بروتين يومهم العادي، وهم يرتدون ملابس البيت العادية، ومنها ما يكون كاشفا ومغريا، ويفتعلون حركات من شأنها إثارة المشاهد، لزيادة المشاهدات ويقابلها زيادة دخلهم، مضيفة أن هناك حالات تتلقى العلاج بسبب إدمانهم لتلك الفيديوهات رغم إنها ليست كالبورنو ولكنها تؤدي نفس الشيء المقزز.

 

إزدهار صناعة الإباحية 
ووفقاً لدراسة أجرتها جامعتي كوبنهاجن وكاليفورنيا أشارت إلى أن مشاهدة الأفلام الإباحية باستمرار يؤدي إلى اتخاذ الرجال صورة سلبية عن النساء، خاصة عند الرجال الذين لا يتسمون بالود الكافي في الحياة الاجتماعية.

وفقا لموقع( Paint Bottle) تعتبر صناعة الأفلام الإباحية صناعة مزدهرة، تبلغ قيمتها 97 مليار دولار، موجهة لـ 4.8 مليار شخص حول العالم كل يوم، حيث تنتج هوليود في كل عام حوالي 600 فيلم وتربح 10 مليار دولار. ويصل أعداد الأفلام المنتجة ضمن صناعة الأفلام الإباحية 13 ألف فيلم، وتبلغ أرباحها 15 مليار سنوياً، ويُشَكِّل محتوى الأفلام الإباحية 30% من البيانات المنتقلة عبر الإنترنت.


الإفتاء..لا يجوز

وورد لدار الإفتاء المصرية سؤال ينص عن “ هل مشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية من الكبائر أم من الصغائر ؟

وأجابت الإفتاء بأن مشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية أمر لا يجوز شرعا لأن به كشف لعورات الناس كما أنه يحث الشخص على ممارسة الزنا الذي يعد من كبائر الذنوب وذلك استنادا لقول الله تعالى : «وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا »32 سورة الإسراء .

 

اقرأ أيضا: إدمان المواقع الزرقاء| قصص فتيات سقطن في بئر مشاهدة الأفلام الإباحية 


 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة