أميرة شعبان
أميرة شعبان


شهرزاد

سيبي الزمن يربيهم!

أميرة شعبان

الأربعاء، 15 ديسمبر 2021 - 07:39 م

«حاضر ونعم ..وبس»... أتذكر منذ نحو ٢٠ عاما حينما كانت أمي تكرر لنا تلك الجملة مرارا، لتكون بذلك أقصر طريقة للتربية في ظل وجود ٣ فتيات أعقبهن ولد صغير.

فاعتدنا جميعا كلما تنادى علينا أجبنا «نعم» وليس»أيوة ياماما».. وحينما تطلب طلبا يكون الرد «حاضر» وينفذ فورا دون تأجيل أو حتى دون الرد بكلمات مثل «ثواني أو ماشي».
أما جلساتنا الساهرة معا فكانت هي فرصتنا للجدال الطويل حول كل ما تطيب له أنفسنا لكن النقاشات إما  «صابت وانتهت بهدوء» أو «خابت وطالنا عقاب متين».
إلا إن الأمر تغير كثيرا حينما شرفتنا أختي الصغرى «جودانا» آخر العنقود، فتبدلت كلمة «حاضر» بجمل مثل «ليه.. وثواني أخلص اللي في إيدى»، وتحولت  نقاشاتنا لأن يكون الطبيعي بها الجدالات التي لاتنتهي.

حينها اعتقدت  أن الخطأ من «جودانا» ذاتها، حتى صادفت منذ أيام جلسة لصديقاتي في العمل يتبادلن فيها الهموم حول أولادهن والدراسة والتربية ، وما إن سردت لهن ما تفعله جودانا أملا في التخفيف عنهن، حتى وجدت ضحكاتهن تعلو وأجابت صديقة «دا كدا أختك مبتعملش حاجة خالص تعالي شوفي الجيل الجديد»... وردت الأخرى» يابنتي الزمن دا هما اللي بيربونا مش احنا اللي بنربيهم».

حينها تراجعت وجلست في صمت أستمع لهن وللجولات المتتابعة مع الأطفال، وأنا كلي ذهول مما أسمعه من ردود أطفال لم يتعدوا العاشرة من العمر، ومن طريقة تفكيرهم التي لم أصل لها إلا في عشرينياتي، وحينها فقط قلت نفسي «ظلمتك يا جودانا ..دا أنا شكلي اللي معرفش حاجة عن الجيل الجديد».
واستمرت الجلسة حتى أفرغت كل منهن ما في قلبها، ووجدت صديقتنا فجأة تقول لي «أميرة أوعي تعذبي نفسك في تربية عيالك..  طريقة أمهات زمان مبقتش تنفعنا..ولا أقولك المفيد.. سيبي الزمن يربيهم».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة