هيثم مصطفى
سما عالية
الجمعة، 17 ديسمبر 2021 - 02:16 م
منذ زمن ليس بالقليل والدراما في دول الخليج تعلن عن وجودها في خارطة الدراما العربية، وبالأخص في دراما التلفزيون، وتُعتبر دولة الكويت الشقيقة هي من أوائل الدول العربية التي احتفت بالفنون بشكلٍ كبير وبالأخص الدراما التلفزيونية!!
فعلى مر عقود كبير خرجت لنا أعمالًا كبيرة ذات شأنٍ هام في منطقة الخليج، بل في العالم العربي، وكان منشأها في دولة الكويت، التي تحتفي دومًا بالقيم الإنسانية في غالبية أعمالها، لتخرج لنا أسماء براقة كانت ولازالت أعمدة للفن في الكويت مثل الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، والفنانة الراحلة مريم الغضبان، وأيضًا الفنانة سعاد العبدالله.
لكن اليوم وبعد متابعة الأعمال الدرامية المعروضة على منصة شاهد وجدنا العمل الدرامي الكويت الحاصل على أفضل عمل خليجي في رمضان 2021 وهو المسلسل الكويتي سما عالية من تأليف الكاتب الكويتي صالح النبهان والكاتبة شيخة بن عامر ومن بطولة الفنانين عبدالله السيف، جاسم النبهان، حمد العماني، شيماء سليمان، غادة الكندري وغيرهم ومن إخراج محمد دحام الشمري ومن إنتاج مؤسسة دبي للإعلام.
والصراحة لقد انبهرت وبشدة بمسار المسلسل الذي يتناول حياة أسرة كويتية منذ أواخر الستينات حتى الألفية الثالثة بكل ما تمر به المنطقة العربية من تغيرات، وكيف أن قطاعًا كاملًا من الأحداث قد بني على معايشة أبطال المسلسل في مصر، وتأثرهم بالفكر والحضارة المصرية الحديثة، وكيف أن هذا التأثر قد ساهم في تشكيل الفكر والتأثير فيه في الشقيقة الكويت، وكيف أن النهضة تأتي بالتعلم والتفهم والنقل من الغير، ولا ننسى تمامًا خوض العمل في أهمية مصر داخل المنطقة العربية، وكيف أن العمل كان دومًا ينظر لمصر كدولة ذات أساس وشأن كبير في عيون وقلوب أهل الكويت الكرام، فالفنون في مصر وكذلك العلوم.
المسلسل يناقش قضايا الحداثة والصراع بين التقدم والرجعية في الفكر من التعليم، وحرية المرأة، وكيف أن العلاقات الإجتماعية يجب أن يعاد النظر فيها بما يتناسب مع الشكل الحديث لدولة الكويت، والتي مرت بكافة التغييرات على كافة الأصعدة، إذ أن الكويت قد مرت بالعديد والعديد من التغييرات والتحديات الإقليمية، وتلك التغيرات جعلتها دومًا تجنح للبقاء!! .. من بناءٍ لغزوٍ لإعادة إعمار، وأخيرًا لمحاولتها في التطرق للمجالات الحياتية المختلفة داخل المجتمع الإقليمي والدولي.
الحقيقة كان آداء الممثلين في غاية الرقي مع تباين الفترات الزمنية من الحقبة الناصرية لفترة السبعينات وحرب 1973 مرورًا بنهاية القرن العشرين، وكيف أن الممثلين كانوا يتباينون في الأداء المميز، كما أن الديكورات كانت تنقل لنا كل عصر وكل بلد بشكلٍ مثيل للإعجاب، كما أن العمل قد ارتكز على حميمية العلاقات بين أفراد العمل وكأن التابلوه الدرامي مجسد يصاحبه الراكورات التسجيلية التي تعكس مقدار جمال الصورة المتماشية مع الزمن الذي يحكي عن العمل.
وموسيقى الفنان إبراهيم شامل كانت تتصاعد بشكل يثير الحنين والذكريات في كافة المشاهد كبطانة وجدانية تثير الشجن والحب.
المسلسل عمل متكامل يمر بتاريخ الكويت وتأثرها بمصر وبالمنطقة العربية، وأعتبره ترنيمة سلام في زمن كثر فيه العنف والتفرقة العرقية والجنسية!!
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة