التحرش داخل المدارس
التحرش داخل المدارس


جريمــــــــة لم تعد مسكوتًا عنها.. كيف نحمي ابناءنا من التحرش داخل المدارس ؟!

أخبار الحوادث

السبت، 18 ديسمبر 2021 - 10:22 ص

منى ربيع

نعم.. لا يزال مجتمعنا بخير، محاط بسياج من القيم والأخلاق، ولا يمكن اعتبار جرائم التحرش بالأطفال خاصة داخل بعض المدارس ظاهرة وإنما هي حوادث فردية مرتكبيها يتم القبض عليهم باستمرار والفرار منها صار دربًا من المستحيل، ولكن برغم فرديتها تظل من أفظع الجرائم التي جرمها قانون العقوبات في التعديلات الأخيرة، وتظل دائمًا وابدًا تفزع المجتمع، واعتبرها من الظروف المشددة التي لا يأخذ القاضي الجنائي بمرتكبها رأفة؛ فكيف لطفل الذي هو رمز للبراءة تسكن جسدًا غضًا صغيرًا، يثير شهوة في نفس ذئب بشري، فما الذي رآه مجرم في هذا الجسد الصغير ليشبع به غريزته؟!، ولكن للأسف فجأة استهدف بعض المجرمين الذين لا أخلاق لهم ولا قيم ولا دين يردعهم أجساد هؤلاء الصغار داخل مدرسة أو مدرستين أو حتى ثلاثا، فقاموا بهتك أعراضهم دون وازع من ضمير، ليظل الخوف يسكن جسد الصغير فيخشى إبلاغ أسرته عما تعرض له من انتهاك خلف أسوار المدرسة أو الأماكن العامة بصفة عامة، متذكرًا كلمات الذئب الشريرة؛ "هموتك لو قلت لحد"، وأمام هذه الخسة لم يدرِ ماذا يفعل الصغير قليل الحيلة، ولا كيف يعبر عن مأساته إلا بالدموع ومعها تنكشف جريمة هذا المجرم، فنحن أمام سلوك منحرف تأباه النفوس السوية؟!، السؤال كيف نحمي ابناءنا الصغار من التحرش؟!، ماذا يفعلون عندما يصادفون ذئبًا في طريقهم؟!، طرحنا تلك الأسئلة على المختصين من رجال القانون والقضاء وخبراء النفس والاجتماع ونواب البرلمان الذين اجابوا ووضوعوا استشارتهم لكل أسرة مصرية تجعلهم يعرفون كيف نحمى ونحافظ على أطفالنا من التحرش؟، ولكن قبل أن نمضي في تحليل هذه الجريمة كان لابد أن نلقي نظرة على آخر

منذ أيام قليلة خرج علينا بيان من النيابة العامة، يتحدث عن واقعة التحرش بخمس صغيرات في السن لم يكملن عامهم الخامس داخل مدرسة شهيرة بالمعادى، واكتشف الامر اسرة احدى الطالبات والتي تقدمت بالبلاغ ليتم اكتشاف صغيرات اخريات تم تدمير طفولتهن والمجرم شخص واحد عديم الضمير انتزعت الرحمة من قلبه بسبب غرائزه ورغباته الشهوانية، وقد جاء في بيان النائب العام تفاصيل الواقعة كما حوتها التحقيقات، والتى بدأت بعد ورود  بلاغ من والد طفلة ضد عامل بمدرسةٍ بالمعادي هتك عرضها أثناء تواجدها بها، فتولت النيابة العامة التحقيقات.

حيث سألت والدي الطفلة المجني عليها فقرّرا علمهما منها بوقوع التعدي بدورة المياه بالمدرسة، فتوجها بها لمستشفى حيث تبين بها التهابات بمناطق عفتها، وأبلغت النيابة العامة خط نجدة الطفل فورد إليها تقرير المجلس القومي للأمومة والطفولة بعد فحص المجني عليها نفسيًّا موصى فيه بتسليم الطفلة لأهليتها، وتحويلها إلى غرفة المشورة النفسية مع متابعة حالتها، كما سألت النيابة العامة مديرة المدرسة، ورئيسة قسم الحضانة فيها والعاملة المسئولة عن دورة المياه طالبات من سنّ المجني عليها بها. 

ثم ورد إلى النيابة العامة بلاغات متلاحقة بارتكاب المتهم ذات الواقعة مع أربع طِفْلات أخريات فسألت ولاة أمورهن، فقرروا اكتشافهم الواقعة من طفلاتهم وعرضهن على المستشفى ليتبينوا أنهن يعانين من التهابات بمناطق عفتهن، وبمناقشة النيابة العامة للطفلات حول الواقعة وصفن المتهم بألفاظ تناسب عمرهن دلت على سوء سلوكه معهن.

وقد أبلغت النيابة العامة خط نجدة الطفل، وأفاد تقرير المجلس القومي للأمومة والطفولة بتعرض الطفلات الأربع للاعتداء وأنهن يُعانين من اضطرابات نفسية، وأشارت لحاجتهن للمتابعة الدورية وجلسات دعم نفسي وتعديل السلوك. 

واستجوبت النيابة العامة المتهم فأنكر الاتهامات المنسوبة إليه، وعرضته على الطفلات فتعرف بعضهن عليه مؤكدات أنه القائم بالتعدي على مواطن عفتهن بدورة المياه بالمدرسة، وعلى هذا أمرت النيابة العامة بحبسه 15 يومًا احتياطيًّا على ذمة التحقيقات.

المرجيحة

تلك الواقعة لم تكن الأولى خلال شهر نوفمبر حيث سبقتها واقعة أخرى  في احدى المدارس بمنطقة باب الشعرية؛ حيث استغل فراش براءة صغيرة بها لم تكمل عامها الثامن وحبها للعب واللهو داخل المنطقة الخاصة بألعاب المدرسة، ليعتدى على براءتها وطفولتها بالتحرش بها وهتك عرضها، وتهديدها مستغلا صغر سنها وخوفها منه، وهو يؤكد لنفسه انه سيستمر في جريمته طالما نجح في اثارة الذعر في قلب الفتاة وكتمانها لما يفعله معها لخوفها منه.

لكن الصغيرة لم تحتمل ما حدث معها من ألم نفسي وجسدى، وروت لوالدتها وشقيقتها ما تشعر به من ألم جسدى، ليستشعران الخوف على ابنتهم ويعرفان ما حدث لها، وكانت المفاجأة الصادمة لهما عندما روت لهم الصغيرة ما يفعله معها عمو في المدرسة من ملامسة مناطق حساسة في جسدها وتهديدها بالقتل اذار اخبرت احد؛ على الفور اصطحبت الاسرة ابنتها للمستشفى وهناك كانت المفاجأة؛ ان الصغيرة تعرضت لهتك عرضها، لتسرع الأسرة بتحرير محضر في عامل المدرسة ليتم احالته للنيابة العامة وعرض الصغيرة على الطب الشرعي، والقبض على المتهم، حيث تعرفت عليه الصغيرة امام جهات التحقيق، وأكدت انه كان يصطحبها الى احدى الغرف بحجة انه سيجعلها تلعب بـ «المرجيحة»وانه قام بتهديدها بالقتل إذا أخبرت أسرتها بما حدث، وأكدت إن الفراش اعتدى عليها أكثر من مرة، وعندما كانت ترفض الطفلة وتبكي، كان يخيفها بالإبرة، ويهددها بأنه سيقتلها لو أصدرت أي صوت.

انتهت التحقيقات مع ذلك الذئب بإحالته لمحكمة الجنايات ليمثل امام القضاء خلال الأيام القادمة لينال جزاءه على ما اقترفه في حق الصغيرة.

 

الفراش الذئب

ومن باب الشعرية لمدينة نصر،وفي إحدى المدارس الإبتدائية، استغل حارس المدرسة، عودة الصغيرة والتى تبلغ من العمر اثنى عشر عاما بعد انتهاء اليوم الدراسي الى فصلها للبحث عن كتاب نسيته، استقبلها بإبتسامة صفراء وهو يقول في نفسه ان الضحية قد وقعت في المصيدة، رحب بها وأخبرها بأنه سيساعدها في العثور على ماتريد، وصعد معها الى الفصل، وبمجرد ما ان دخلت الفصل فوجئت التلميذة الصغيرة بـ « الفراش» يتحسس شعرها ولأنها كانت تعلم ان مايفعله خطأ قامت بإبعاد يده عنها لتفاجأ به يقترب منها أكثر ليلمس جسدها، محاولا نزع ملابسها، صرخت الصغيرة واخذت تبكي وهي تدفعه عنها، واستطاعت الهروب من براثنه، وبمجرد ان عادت الى بيتها روت لوالدتها ما حدث لها، لتقوم الأم بتحرير محضر ضد الفراش ليتم القبض عليه واحالته للنيابة العامة، التى طلبت تحريات المباحث والتى أكدت حدوث الواقعة، لتنتهى النيابة الى حبس فراش المدرسة وإحالته الى محكمة جنايات شمال القاهرة برئاسة المستشار مجدى عبد الباري والتى أصدرت حكمها بسجنه عامين مع الشغل.

 

درس خصوصي

ومن المدرسة للدرس الخصوصى بمحافظة الغربية، ولأنه صديق العائلة ويثقون به، على الرغم من انه لم يكن عضوا بهيئة التدريس، وافقت الأسرة على ان تذهب ابنتها اليه ليعطيها درسًا خصوصيًا، لتقويتها في بعض المواد، وبدأت الابنة ذو الإحدى عشر عامًا تنتظم في دروسها حتى فوجئت بها الأم ترفض ان تذهب الى الدرس، ممتنعة عن إخبارها بالسبب، لكن ظلت الأم تضغط على ابنتها حتى أخبرتها بأن المدرس يتحرش بها، أثناء الدرس ويجعلها تشاهد أفلام إباحية كادت الأم أن يغشى عليها من هول الصدمة،فأبلغت والدها ليقوم بتحرير محضر ضد الجار الذئب ليتم القبض عليها وبطلب نيابة كفر الزيات تحريات المباحث حول الواقعة، تبين ان المتهم يبلغ من العمر 37 سنة عامل بمصنع «رنجة»، استمعت النيابة لأقوال الصغيرة والتى أكدت  ان المتهم يقوم بأفعال سلوكية غير لائقة تتنافى مع الآداب العامة، وقام بعرض بعض الأفلام الإباحية على تليفونه المحمول لها وقيامه بخلع ملابسه ومحاولا تقبيلها أكثر من مرة  بالقوة، فضلا عن قيامه بأفعال أخرى مشينة.

اعترف المتهم بجريمته مؤكدا ندمه مشيرًا إلى أنه حصل على بكالوريوس تربية ودبلومة صحة نفسية وتقدم للعمل ضمن المتطوعين بالحصة في التربية والتعليم؛ لتقرر النيابة حبسه ومن ثم إحالته الى محكمة الجنايات.

المدرس الذئب

انتهت الصغيرة ذو التسع سنوات من درسها الخصوصى، لتجلس وحيدة رافضة الحديث مع احد، وكأنها مصدومة من شيء ما، لاحظت الام التغيير على ابنتها، ظنت في البداية انها لم تفهم الدرس الذي شرحه لها مدرسها، لكنها فجأة وجدت الصغيرة تبكي وبدأت تتحدث معها وكأنها صديقتها عن سبب ضيقها وخوفها؛ هنا شعرت الصغيرة بالأمان واخذت تروي لوالدتها عن قيام مدرسها بتقبيلها ووضع يده على اجزاء حساسة في جسدها اثناء اعدادها الشاي له، كادت الام ان تقع من هول الصدمة، لكنها تماسكت شيئا فشيئا واتصلت بزوجها وروت له ماحدث وكان قرار الاب بتحرير محضر ضد ذلك المدرس الذئب بقسم الجمالية وهناك ادلت الصغيرة بكل ما حدث لتتم احالة المحضر الى النيابة، والتى طالبت بتحريات المباحث عن الواقعة، وامرت بضبط واحضار المدرس الذئب؛ لتأتى نتيجة تحريات المباحث بصدق اقوال الصغيرة، لتقرر النيابة حبسه على ذمة التحقيقات ومن ثم احالته الى محكمة جنايات القاهرة بعد اتهامه بهتك عرض التلميذة الصغيرة بغير قوة أو تهديد حال كونه ذو سلطة عليها حيث يعمل مدرسًا لها لتصدر المحكمة حكمها برئاسة المستشار محمد طاهر شتا بسجن المدرس الذئب ثلاث سنوات.

ومن محكمة جنايات القاهرة الى محكمة جنايات الغربية والتى أصدرت حكمها على مدرس لغة عربية بالسجن المشدد 10 سنوات لاتهامه بالتحرش وهتك عرض تلميذة تبلغ من العمر 8 سنوات، حال ترددها على منزل زوجته لأخذ حصة درس خصوصي بدائرة مركز قطور بمحافظة الغربية.

وأفاد والد الطفلة أمام جهات التحقيق، بأنه بسؤال ابنته ذات 8 سنوات أكدت أنها في أثناء تلقيها درسًا لدى زوجة المتهم في المنزل الخاص بهم استدرج المتهم الطفلة إلى منزل يملكه مجاور لمنزل درس زوجته قائلا لها: تعالي أذاكرلك وتعدى عليها جنسيًا.

حاول المتهم انكار الاتهامات امام جهات التحقيق الا ان التقرير الطبي اثبت كذبه حيث تبين من الكشفالطبي وجود آثار اغتصاب وهتك عرض.

د‭.‬ايمان‭ ‬عبد‭ ‬الله‭: ‬المتحرش‭ ‬شخص‭ ‬سادي

‭..‬تؤكد‭ ‬الدكتورة‭ ‬ايمان‭ ‬عبد‭ ‬لله‭ ‬استشارى‭ ‬الطب‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماع‭ ‬الأسرى؛‭ ‬أننا‭ ‬نطلق‭ ‬على‭ ‬وقائع‭ ‬التحرش‭ ‬بالأطفال‭ ‬أو‭ ‬اغتصابهم‭ ‬هو‭ ‬قتل‭ ‬للأطفال‭ ‬بدم‭ ‬بارد‭ ‬لما‭ ‬يحدثه‭ ‬من‭ ‬صدمة‭ ‬للأطفال‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬لطفولتهم‭ ‬وبراءتهم‭ ‬وسلامهم‭ ‬وأمنهم‭ ‬وحريتهم‭ ‬ومستقبلهم‭.‬

فالمغتصب‭ ‬أو‭ ‬المتحرش‭ ‬من‭ ‬أبشع‭ ‬المجرمين‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭ ‬فهو‭ ‬شخص‭ ‬لا‭ ‬يهمه‭ ‬سوى‭ ‬المتعة‭ ‬فقط‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬بالقوة،‭ ‬مما‭ ‬يجعلنا‭ ‬هنا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬المتحرش‭ ‬او‭ ‬المغتصب؛‭ ‬فهو‭ ‬شخص‭ ‬غير‭ ‬سوى‭ ‬تربى‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬غير‭ ‬سوية‭ ‬غالبًا‭ ‬تعرض‭ ‬للتحرش‭ ‬أو‭ ‬الاغتصاب‭ ‬وهو‭ ‬صغير،‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬معالجته‭ ‬لذلك‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬شخص‭ ‬سادي،‭ ‬يريد‭ ‬الانتقام‭ ‬ممن‭ ‬حوله،‭ ‬نجد‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬الجنس‭ ‬بصورة‭ ‬طبيعية،‭ ‬فنجد‭ ‬بعضهم‭ ‬متزوجين‭ ‬ولديهم‭ ‬أسرة،‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬يستطيع‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يرغب،‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬ذلك،‭ ‬فهو‭ ‬يريد‭ ‬التلذذ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ألم‭ ‬الضعيف،‭ ‬وشعوره‭ ‬بقوته‭ ‬وهيمنته‭ ‬على‭ ‬الأضعف‭ ‬منه،‭ ‬هنا‭ ‬يشعر‭ ‬بالراحة‭ ‬النفسية،‭ ‬ولانه‭ ‬يجد‭ ‬أن‭ ‬جريمته‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكشفها‭ ‬احد‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬الواقعة‭ ‬الأخيرة‭ ‬فيكرر‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬مع‭ ‬اربع‭ ‬ضحايا‭ ‬آخرين،‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬لديه‭ ‬‮«‬هوس‭ ‬جنسي‮»‬،‭ ‬وانجذاب‭ ‬جنسي‭ ‬للأطفال،‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬يداوم‭ ‬على‭ ‬مشاهدة‭ ‬الافلام‭ ‬الإباحية،‭ ‬ضاربًا‭ ‬بكل‭ ‬الاعراف‭ ‬والتقاليد‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬فهو‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬لايهمه‭ ‬قدسية‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬به،‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬سوف‭ ‬يفقد‭ ‬عمله‭ ‬أو‭ ‬سيتم‭ ‬عقابه‭ ‬فهو‭ ‬شخص‭ ‬لديه‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬الشق‭ ‬الجنسي؛‭ ‬يتصيد‭ ‬الاطفال‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬لـ‭ ‬15‭ ‬سنة،‭ ‬هو‭ ‬مصاب‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬‭ ‬البيدوفيليا‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬ضحاياه‭ ‬بتهديدهم‭ ‬وبث‭ ‬الرعب‭ ‬والخوف‭ ‬في‭ ‬انفسهم،‭ ‬وهذا‭ ‬رأيته‭ ‬فعليا‭ ‬اثناء‭ ‬عملى‭  ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬إلينا‭ ‬طبيب‭ ‬كان‭ ‬مصابا‭ ‬بالهوس‭ ‬الجنسي‭ ‬بالأطفال‭ ‬ولان‭ ‬لديه‭ ‬اخلاق‭ ‬جاء‭ ‬وطلب‭ ‬العلاج‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬اخرين‭ ‬لا‭ ‬يهتمون‭ ‬بذلك‭.‬

نواب‭: ‬ليست‭ ‬ظاهرة‭.. ‬ولكن

‭..‬تقول‭ ‬الدكتورة‭ ‬نسرين‭ ‬عمرعميد‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬بجامعة‭ ‬المنصورة‭ ‬النائبة‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬وعضو‭ ‬لجنة‭ ‬التعليم‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬نعمم‭ ‬حدوث‭ ‬تلك‭ ‬الظاهرة‭ ‬لاننا‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬امام‭ ‬حوادث‭ ‬فردية،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فأنا‭ ‬ارى‭ ‬أن‭ ‬التوعية‭ ‬والرقابة‭ ‬هما‭ ‬سلاح‭ ‬مهم‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحرش‭ ‬بالأطفال‭ ‬لانه‭ ‬للاسف‭ ‬بعض‭ ‬الاسر‭ ‬لاتقوم‭ ‬بتوعية‭ ‬أبنائها‭ ‬فيصبح‭ ‬الطفل‭ ‬فريسة‭ ‬سهلة‭ ‬للمتحرش‭.‬

وتضيف‭ ‬الدكتور‭ ‬نسرين‭ ‬عمر؛‭ ‬أنه‭ ‬اثناء‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬امريكا‭ ‬كان‭ ‬اول‭ ‬شيء‭ ‬يتم‭ ‬تعليمه‭ ‬للأطفال‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يذهب‭ ‬أو‭ ‬يتحدث‭ ‬مع‭ ‬غرباء،‭ ‬وأن‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬بالصراخ‭ ‬إذا‭ ‬اقترب‭ ‬منه‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭. ‬

ثانيًا،‭ ‬الرقابة‭ ‬بوجود‭ ‬كاميرات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬أو‭ ‬أماكن‭ ‬تلقي‭ ‬العلم‭ ‬مثل‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬أو‭ ‬مراكز‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬رأيناه‭ ‬مؤخرًا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الجرائم‭ ‬التى‭ ‬كشفتها‭ ‬كاميرات‭ ‬المراقبة‭.‬

وعن‭ ‬اختيار‭ ‬المعلمين‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والنوادي‭ ‬تقول‭ ‬الدكتورة‭ ‬نسرين؛‭ ‬انه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الاماكن‭ ‬اختيار‭ ‬العاملين‭ ‬بها‭ ‬بعناية‭ ‬شديدة‭ ‬وتكرار‭ ‬اختبارهم‭ ‬كل‭ ‬فترة‭ ‬حتى‭ ‬لانقع‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭ ‬اشخاص‭ ‬غير‭ ‬اسوياء‭ ‬يغتالون‭ ‬براءة‭ ‬اطفالنا،‭ ‬والمدرسة‭ ‬هنا‭ ‬عليها‭ ‬مسئولية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الاطفال‭ ‬لأن‭ ‬الوزارة‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المدارس‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬لذا‭ ‬فالمدرسة‭ ‬التى‭ ‬وقع‭ ‬بها‭ ‬ذلك‭ ‬الحادث‭ ‬عليها‭ ‬مسئولية‭ ‬كبيرة‭ ‬خاصة‭ ‬انها‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬الدولية‭ ‬والمفترض‭ ‬انها‭ ‬تتقاضى‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬الامور‭ ‬مبالغ‭ ‬طائلة‭.‬

فيما‭ ‬أكدت‭ ‬النائبة‭ ‬منى‭ ‬عبد‭ ‬العاطى؛‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬توعية‭ ‬الاطفال‭ ‬وأسرهم‭ ‬بخطورة‭ ‬التحرش‭ ‬كذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬رقابة‭ ‬صارمة‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬الإشراف‭ ‬وحماية‭ ‬الأبناء‭ ‬بها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتكرر‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم،‭ ‬ايضًا‭ ‬كاميرات‭ ‬المراقبة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تغطى‭ ‬المدارس‭ ‬بالكامل‭ ‬ومراكز‭ ‬التعليم‭ ‬والنوادي‭ ‬وتكون‭ ‬في‭ ‬اماكن‭ ‬ظاهرة‭ ‬لان‭ ‬المتحرش‭ ‬دائمًا‭ ‬يخاف‭ ‬من‭ ‬الفضيحة‭. ‬

قانونيـــــــــــــــــــون‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬تغليظ‭ ‬العقوبة

المستشار‭ ‬عبد‭ ‬الستار‭ ‬إمام‭:‬‭ ‬العقوبة‭ ‬رادعة‭ ‬وكافية

‭..‬يقول‭ ‬المستشار‭ ‬عبد‭ ‬الستار‭ ‬إمام‭ ‬رئيس‭ ‬محكمة‭ ‬الجنايات‭ ‬سابقًا؛‭ ‬للأسف‭ ‬لدينا‭ ‬مشكلة‭ ‬اجتماعية‭ ‬متعلقة‭ ‬بالسلوك‭ ‬وانحدار‭ ‬القيم،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬بعض‭ ‬الأسر‭ ‬بالخوف‭ ‬على‭ ‬أطفالها‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬علمها‭ ‬بما‭ ‬حدث‭ ‬تخشى‭ ‬الإبلاغ‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬الفضيحة،‭ ‬وهذا‭ ‬ماجعل‭ ‬المتحرشون‭ ‬يتمادون‭ ‬في‭ ‬جريمتهم،‭ ‬وهم‭ ‬يغتالون‭ ‬براءة‭ ‬الأطفال‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬استغلالهم‭ ‬براءتهم‭ ‬أسوأ‭ ‬استغلال‭ ‬بترهيبهم‭ ‬او‭ ‬بتخويفهم‭ ‬من‭ ‬إبلاغ‭ ‬أسرهم‭.‬

ويضيف‭ ‬المستشار‭ ‬عبد‭ ‬الستار‭ ‬إمام‭ ‬قائلا‭:‬‭ ‬القانون‭ ‬وما‭ ‬تم‭ ‬التعديل‭ ‬عليه‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بعد‭ ‬تصديق‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬لحماية‭ ‬البراءة‭ ‬والفتيات‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬رادع‭ ‬وكاف‭ ‬جدا،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الايام‭ ‬السابقة‭ ‬اثبتت‭ ‬أن‭  ‬في‭ ‬مصر‭ ‬عدالة‭ ‬ناجزة‭ ‬رادعة‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬رأيناه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬قضايا‭ ‬هتك‭ ‬العرض‭ ‬والتى‭ ‬وصلت‭ ‬الأحكام‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬المؤبد،‭ ‬وإصدار‭ ‬المحكمة‭ ‬احكاما‭ ‬فيها‭ ‬بعد‭ ‬شهر‭ ‬واثنين‭. ‬

شعبان‭ ‬سعيد‭:‬‭ ‬كاميرات‭ ‬مراقبة‭ ‬داخل‭ ‬مدارسنا

وقال‭ ‬شعبان‭ ‬سعيد‭ ‬المحامى‭ ‬بالنقض‭ ‬إن‭ ‬المشرع‭ ‬وضع‭ ‬عقوبات‭ ‬صارمة‭ ‬وشديدة‭ ‬وماجاء‭ ‬عليها‭ ‬بتعديلات‭ ‬مؤخرا‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬الماضى‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬ا306‭ ‬مكرر‭ ‬أب‭:‬‭ ‬ايعاقب‭ ‬بالحبس‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬سنتين‭ ‬ولا‭ ‬تجاوز‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬وبغرامة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬مائة‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬ولا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬مائتي‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬أو‭ ‬بإحدى‭ ‬هاتين‭ ‬العقوبتين،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تعرض‭ ‬للغير‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬عام‭ ‬أو‭ ‬خاص‭ ‬أو‭ ‬مطروق‭ ‬بإتيان‭ ‬أمور‭ ‬أو‭ ‬إيحاءات‭ ‬أو‭ ‬تلميحات‭ ‬جنسية،‭ ‬أو‭ ‬إباحية‭ ‬سواء‭ ‬بالإشارة‭ ‬أو‭ ‬بالقول‭ ‬أو‭ ‬بالفعل‭ ‬بأي‭ ‬وسيلة‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصالات‭ ‬السلكية‭ ‬أو‭ ‬اللاسلكية‭ ‬أو‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬وسيلة‭ ‬تقنية‭ ‬أخرىب

وتطرق‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬التعديل‭ ‬الثاني‭ ‬للمادة‭ ‬ا306‭ ‬مكرر‭ ‬بب،‭ ‬إلى‭ ‬احتمال‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الجاني‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬السلطة‭ ‬أو‭ ‬مارس‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬بسبب‭ ‬سلطة‭ ‬وظيفية‭ ‬أو‭ ‬أسرية،‭ ‬وجاءت‭ ‬كالتالي‭:‬‭ ‬ايعد‭ ‬تحرشًا‭ ‬جنسيًا‭ ‬إذا‭ ‬ارتكبت‭ ‬الجريمة‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬‭(‬306‭ ‬مكرر‭ ‬أ‭)‬‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القانون،‭ ‬بقصد‭ ‬حصول‭ ‬الجاني‭ ‬من‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬على‭ ‬منفعة‭ ‬ذات‭ ‬طبيعة‭ ‬جنسية،‭ ‬ويعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭. ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الجاني‭ ‬ممن‭ ‬نص‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬الفقرة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬المادة‭ ‬‭(‬267‭)‬‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القانون،‭ ‬أو‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬سلطة‭ ‬وظيفية‭ ‬أو‭ ‬أسرية‭ ‬أو‭ ‬دراسية‭ ‬على‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬أو‭ ‬مارس‭ ‬عليه‭ ‬أي‭ ‬ضغط‭ ‬تسمح‭ ‬له‭ ‬الظروف‭ ‬بممارسته‭ ‬عليه،‭ ‬أو‭ ‬ارتُكبت‭ ‬الجريمة‭ ‬من‭ ‬شخصين‭ ‬فأكثر‭ ‬أو‭ ‬كان‭ ‬أحدهم‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬يحمل‭ ‬سلاحًا؛‭ ‬تكون‭ ‬العقوبة‭ ‬السجن‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭.‬

لذا‭ ‬فنحن‭ ‬أمام‭ ‬عقوبات‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المؤبد‭ ‬ولكن‭ ‬نظرًا‭ ‬لتفشي‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬وذلك‭ ‬لوجود‭ ‬انحلال‭ ‬أخلاقي‭ ‬وبعض‭ ‬المتهمين‭ ‬فيها‭ ‬يتعاطون‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يشاهدون‭ ‬مواقع‭ ‬إباحية‭ ‬تجعلهم‭ ‬لايفرقون‭ ‬بين‭ ‬الحلال‭ ‬والحرام‭ ‬مما‭ ‬لايجعلهم‭ ‬أسوياء‭ ‬مع‭ ‬الأطفال‭ ‬مما‭ ‬يدفعنا‭ ‬إلى‭ ‬التنبيه‭ ‬على‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬بتحذير‭ ‬أبنائهم‭ ‬والتنبيه‭ ‬عليهم‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬طفولتهم‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬انفسهم‭ ‬وعدم‭ ‬تواجدهم‭ ‬بمفردهم‭ ‬مع‭ ‬غرباء،‭ ‬والتشديد‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬كاميرات‭ ‬مراقبة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المدراس‭ ‬ومراكز‭ ‬تلقي‭ ‬العلم‭ ‬والنوادى‭ ‬وأي‭ ‬مكان‭ ‬يتواجد‭ ‬فيه‭ ‬الاطفال‭ ‬بدون‭ ‬أسرهم‭.‬

وينهي‭ ‬سعيد‭ ‬حديثه‭ ‬قائلا‭:‬‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نؤكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الوقاية‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬العلاج‭ ‬اي‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬منع‭ ‬الجريمة‭ ‬قبل‭ ‬حدوثها‭ ‬وأن‭ ‬التوعية‭ ‬وكاميرات‭ ‬المراقبة‭ ‬مهمة‭ ‬جدا،‭ ‬وكذلك‭ ‬متابعة‭ ‬الصغار‭ ‬يوميا‭.‬

د‭.‬إيمان‭ ‬عزت‭:‬ تسع‭ ‬علامات‭ ‬تكشف‭ ‬الجريمة

‭..‬وتقول‭ ‬الدكتورة‭ ‬ايمان‭ ‬عزت‭ ‬استاذ‭ ‬التربية‭ ‬النوعية‭ ‬بجامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬ومؤسس‭ ‬حملة‭ ‬حماية‭ ‬لتوعية‭ ‬الأطفال‭ ‬ضد‭ ‬التحرش؛‭ ‬إنها‭ ‬تحب‭ ‬أن‭ ‬تؤكد‭ ‬دائما‭ ‬لأي‭ ‬أسرة‭ ‬تأتي‭ ‬إليها‭ ‬أن‭ ‬المتحرش‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬شكل‭ ‬معين‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬رجلا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬المقربين‭ ‬من‭ ‬الاسرة،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مدرسًا‭ ‬كما‭ ‬رأينا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الجرائم‭ ‬أو‭ ‬العاملين‭ ‬بالمدرسة،‭ ‬فالمتحرش‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬صفات‭ ‬تميزه‭ ‬أو‭ ‬يتضح‭ ‬على‭ ‬ملامحه‭ ‬العنف‭.‬

‭ ‬ونحن‭ ‬نعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬المصرية‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬شابه‭ ‬من‭ ‬دورات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مختلفة‭ ‬مثل‭ ‬الموسيقى‭ ‬أو‭ ‬القرآن‭ ‬او‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬خارج‭ ‬المنزل،‭  ‬لذا‭ ‬انصح‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الطفل‭ ‬صغير‭ ‬السن‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الدرس‭ ‬داخل‭ ‬المنزل‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬تركه‭ ‬وحيدا‭ ‬مع‭ ‬معلمه‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬غلق‭ ‬الباب‭ ‬عليهما‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نترك‭ ‬ابناءنا‭ ‬مع‭ ‬غرباء‭.‬

أما‭ ‬النقطة‭ ‬الثانية‭ ‬والتى‭ ‬يجب‭ ‬التأكيد‭ ‬عليها‭ ‬هي‭ ‬توعية‭ ‬الاطفال‭ ‬من‭ ‬المتحرشين‭ ‬بألا‭ ‬يتحدثوا‭ ‬مع‭ ‬غرباء‭ ‬وإذا‭ ‬لمسهم‭ ‬أحد‭ ‬يصرخون‭ ‬ويبعدون‭ ‬عنهم‭ ‬لذلك‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬حماية‭ ‬والتدريب‭ ‬نقوم‭ ‬على‭ ‬توعية‭ ‬الاطفال‭ ‬من‭ ‬الغرباء،‭ ‬وعندما‭ ‬يحاول‭ ‬احدهم‭ ‬التحرش‭ ‬يبتعد‭ ‬عنه‭ ‬فورا،‭ ‬كذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬المتحرش‭ ‬لايهمه‭ ‬أن‭ ‬يخطف‭ ‬الطفل‭ ‬او‭ ‬الطفلة‭ ‬لكي‭ ‬يتحرش‭ ‬لان‭ ‬المتحرش‭ ‬لايهمه‭ ‬ذلك‭ ‬لانه‭ ‬في‭ ‬دقائق‭ ‬محدودة‭ ‬يستطيع‭ ‬التحرش‭ ‬بالطفل‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬مكان،‭ ‬فلذلك‭ ‬يجب‭ ‬توعية‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬بذلك،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الاسرة‭ ‬توعية‭ ‬أطفالها‭ ‬دائمًا‭ ‬وجعلهم‭ ‬يعرفون‭ ‬التفرقة‭ ‬بين‭ ‬أي‭ ‬لمسة‭ ‬يتعرضون‭ ‬لها‭ ‬وكونها‭ ‬تحرشًا‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬توجد‭ ‬خطوات‭ ‬يستطيع‭ ‬بها‭ ‬الطفل‭ ‬حماية‭ ‬نفسه‭ ‬عندما‭ ‬يشعر‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬شخصًا‭ ‬ما‭ ‬يحاول‭ ‬لمس‭ ‬جسده‭ ‬بطريقة‭ ‬مريبة؛‭ ‬اولها‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬الرفض‭ ‬ويبتعد‭ ‬فورا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الشخص،‭ ‬ثانيًا‭: ‬الصراخ،‭ ‬ثالثا‭: ‬المقاومة‭ ‬إذا‭ ‬جذبه‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬بالقوة،‭ ‬رابعا‭: ‬الهروب،‭ ‬خامسًا‭: ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬ان‭ ‬يحكي‭ ‬لوالديه‭ ‬عما‭ ‬حدث‭ ‬له‭ ‬وهنا‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الابوين‭ ‬تصديقه‭ ‬ومساعدته‭ ‬حتى‭ ‬لاتتكرر‭ ‬محاولة‭ ‬الاعتداء‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬له‭ ‬أو‭ ‬لغيره‭.‬

واستطردت‭ ‬دكتورة‭ ‬ايمان‭ ‬عزت‭ ‬حديثها‭ ‬قائلة؛‭ ‬انها‭ ‬استندت‭ ‬على‭ ‬دراسات‭ ‬عن‭ ‬تعرض‭ ‬الاطفال‭ ‬للتحرش‭ ‬والاعتداء‭ ‬الجنسي‭ ‬كانت‭ ‬صدمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لها‭ ‬ومريبة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الدراسات‭ ‬غير‭ ‬دقيقة‭ ‬لان‭ ‬هناك‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬الامور‭ ‬لا‭ ‬تبلغ‭ ‬عن‭ ‬تعرض‭ ‬اطفالهم‭ ‬للتحرش‭ ‬أو‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجنسي‭.‬

‭ ‬واخيرًا‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الامهات‭ ‬والآباء‭ ‬ملاحظة‭ ‬اطفالهم‭ ‬بطريقة‭ ‬مستمرة‭ ‬لان‭ ‬المتحرش‭ ‬غالبًا‭ ‬عندما‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬بفريسته‭ ‬يظل‭ ‬يهدده‭ ‬بألا‭ ‬يكشف‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بينهما،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬سواء‭ ‬بالترغيب‭ ‬أو‭ ‬التهديد،‭ ‬وهنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬حماية‭ ‬حيث‭ ‬نقوم‭ ‬بتوعية‭ ‬الطفل‭ ‬أنه‭ ‬لايوجد‭ ‬شيء‭ ‬اسمه‭ ‬سر‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬سوى‭ ‬الام‭.‬

وتستطرد‭ ‬الدكتورة‭ ‬ايمان‭ ‬حديثها‭ ‬قائلة‭: ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬‮٨‬‭ ‬إلى‭ ‬‮١٠‬‭ ‬علامات‭ ‬تظهر‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬تقود‭ ‬الام‭ ‬إلى‭ ‬معرفة‭ ‬هل‭ ‬طفلها‭ ‬تعرض‭ ‬للإيذاء‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬اولا‭: ‬تعرض‭ ‬الطفل‭ ‬لأزمة‭ ‬نفسية،‭ ‬ثانيا‭: ‬التأخر‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬الدراسي،‭ ‬ثالثا‭: ‬تجده‭ ‬يرفض‭ ‬الذهاب‭ ‬لمكان‭ ‬معين،‭ ‬رابعا‭: ‬تغير‭ ‬فجائي‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬بمعنى‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الطفل‭ ‬شقي‭ ‬واجتماعي‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬انطوائي‭ ‬وهادئ‭ ‬وهذا‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬حالتين‭ ‬فقط‭ ‬إذا‭ ‬فقد‭ ‬الطفل‭ ‬احد‭ ‬والديه‭ ‬بالموت‭ ‬أو‭ ‬الانفصال‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬مايدعو‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تبحث‭ ‬وراء‭ ‬طفلها،‭ ‬خامسا‭: ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬الام‭ ‬شكاوى‭ ‬من‭ ‬ابنها‭ ‬بالمدرسة‭ ‬وهي‭ ‬غير‭ ‬معتادة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬سادسا‭: ‬بقع‭ ‬دماء‭ ‬تظهر‭ ‬على‭ ‬الملابس‭ ‬الداخلية‭ ‬للطفل‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديه‭ ‬مرض‭ ‬عضوي‭ ‬يجعله‭ ‬يحدث‭ ‬له‭ ‬ذلك،‭ ‬سابعا‭: ‬نفور‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬العائلة‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬اقول‭ ‬للأم‭ ‬لا‭ ‬تجبري‭ ‬طفلك‭ ‬على‭ ‬الاختلاط‭ ‬بشخص‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬يرفضه،‭ ‬وارجو‭ ‬منك‭ ‬أن‭ ‬تصدقيه‭ ‬لان‭ ‬الطفل‭ ‬لايعرف‭ ‬أن‭ ‬يتخيل،‭ ‬ثامنا‭: ‬التبول‭ ‬اللا‭ ‬ارادي‭ ‬تاسعا‭: ‬الاضطراب‭ ‬النفسي‭ ‬اي‭ ‬نجد‭ ‬طفلا‭ ‬يأكل‭ ‬في‭ ‬انامله‭ ‬متوتر‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬اشياء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القبيل‭.‬

بالأرقام حول‭ ‬العالم

‭ ‬وأكدت‭ ‬معظم‭ ‬الدراسات‭ ‬والإحصائيات‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬حوادث‭ ‬التحرش‭ ‬بالأطفال‭ ‬عالميًا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التبليغ‭ ‬عنها‭ ‬لأسباب‭ ‬عائلية،‭ ‬ويتم‭ ‬التكتم‭ ‬عنها‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬الفضيحة‭ ‬الاجتماعية‭‬

كما‭ ‬كشفت‭ ‬دراسة‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬منظمة‭ ‬اليونيسيف‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬83‭%‬‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬ضحايا‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجنسي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬يبلغون‭ ‬عن‭ ‬الجريمة‭ ‬وقت‭ ‬حدوثها،‮ ‬كما‭ ‬إن‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نحو‭ ‬40‭ ‬مليون‭ ‬طفل‭ ‬يعانون‭ ‬العنف‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الأمريكتين‭ ‬والبحر‭ ‬الكاريبي‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬تركيا‭ ‬ارتفعت‭ ‬نسبة‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجنسي‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬،‭ ‬بنسبة‭ ‬43‭%‬‭ ‬خلال‭ ‬7‭ ‬سنوات،‭ ‬وفق‭ ‬إحصاءات‭ ‬رسمية،‭ ‬وشكلت‭ ‬المدن‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬بحر‭ ‬مرمرة،‭ ‬لاسيما‭ ‬إسطنبول،‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬لأعداد‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬تعرضوا‭ ‬للتحرش‭.‬

وصلت‭ ‬عدد‭ ‬الدعاوى‭ ‬التي‭ ‬رُفعت‭ ‬إلى‭ ‬المحاكم‭ ‬الجزائية،‭ ‬بجرم‭ ‬االتحرش‭ ‬بالأطفالب،‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬ألفا‭ ‬و651‭ ‬دعوى،‭ ‬بينما‭ ‬ملأت‭ ‬ملفات‭ ‬التحرش‭ ‬بالأطفال‭ ‬المحاكم،‭ ‬وارتفعت‭ ‬نسبة‭ ‬قضايا‭ ‬االتحرش‭ ‬الجنسيب،‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬2012‭ ‬و2019،‭ ‬إلى‭ ‬43‭%‬‭.‬،‭ ‬فوفق‭ ‬بيانات‭ ‬وزارة‭ ‬العدل،‭ ‬فإن‭ ‬46‭.‬3‭%‬،‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬رُفعت‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬اجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الحصانة‭ ‬الجنسيةب،‭ ‬شكلت‭ ‬حالات‭ ‬اعتداء‭ ‬جنسي‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭.‬

كما‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬جرائم‭ ‬استغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬جنسيًا،‭ ‬0‭.‬8‭%‬،‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬عدد‭ ‬الجرائم‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬المرفوعة،‭ ‬بموجب‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬التركي‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2019‭.‬


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة