شريف إمام
شريف إمام


العلوم والإختراعات في أم الحضارات

براكين المرّيخ.. وأهرامات المصريين

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 23 ديسمبر 2021 - 11:16 ص

بقلم: شريف إمام

تقديم:

في سنة 2015 إقترحت دراسة إيطالية جيدة جداً من جامعة بيرجامو وجود علاقة هندسية وثيقة بين أهرامات الجيزة و ثلاثة براكين على كوكب المريخ. البراكين الثلاثة خامدة منذ 4 بلايين سنة وإرتفاعاتها عالية جداً بين 14-18 كم و هذا 2-3 مرات إرتفاع بركان أوخوس دل سالادو في الأرچنتين.

فلكياً، البراكين المريخية الثلاثة كانت تواجه الأرض وتظهر - شبه واضحة - للمصريين بين سنوات 7000-700 ق.م. و لأن المريخ يكون في أقصى إقتراب له من الأرض كل 54 سنة فكان من الواضح جداً أن المصريين القدماء إستطاعوا رؤية البراكين المريخية بعدسات مكبّرة لثبوت أنهم إخترعوا عدسات تكبير زجاجية بقوة تكبير 10 مرات على الأقل خلال المملكة القديمة. إعرف أن الفلكيين الأجداد هم أول من رصد الكواكب الخمسة الأولى في التاريخ الفلكي و أسموها بأسماء آلهة. الدراسة تقترح أن أهرامات الجيزة بُنيت بين سنوات 7000-4000 ق.م. و ليس أبداً في التاريخ المقبول أثرياً أنه بين سنوات 2560-2510 أي قبل على الأقل 2000 سنة من تاريخهم المتعارف عليه.

المشكلة في هذه الدراسة أن إفتراض رؤية البراكين المريخية الثلاثة حتى بعدسات مكبرة لـ 20 أو 100 مرة و من مسافة 50-100 مليون كيلومتر لا يُعطي كفاءة كافية لرؤية قياسات و زوايا و إرتفاعات البراكين المريخية بدقة أبداً يُبنى بها أهرامات بهذه الدقة المرعبة. إلا إذا كان عند المصريين الأجداد مراصد فلكية تيليسكوپية و هذا ما لم نستدل عليه.

لكن المشكلة الكارثية الأكبر، و هذه مشكلة فظيعة، هي أنه في وقت غير معروف قبل سنة 9500 ق.م. و بعد إنحسار عصر الجليد و الطوافين، أي قبل آخر 11,000 سنة من وقتنا هذا، كان المريخ قمراً من أقمار الكرة الأرضية مع القمر الذي نعرفه اليوم. و كان المريخ يدور حول الأرض على مسافة 1 مليون كم فقط أي أقرب ما بين 50-300 مرة من مكانه اليوم حسب مداره حول الشمس قبل أن يُقذف به تدريجياً إلى مداره الحالي بسبب إرتطام كوكب مجهول حجمه ثلاثة أضعاف حجم الأرض، أسماه الإغريق "ميتيس"، بكوكب المشترى فإستطدمت نواتج الحطام بالمريخ لتقذف به بعيداً إلى مداره الحالي البعيد. يعني أن المريخ كان يُرى من الأرض هكذا قبل سنة 9500 ق.م. ربما بآلاف السنين:

وهذا معناه أن بالعدسات المكبرة المصرية القديمة كان يُمكن على هذه المسافة القصيرة جداً رؤية براكين المريخ جيداً جداً و معاينة مسافاتها و زواياها و إرتفاعاتها و هذا الذي مكّن الفلكيين و المهندسين المصريين القدماء من محاكاة أهرامهم مع البراكين بدقة عالية جداً. لكن لدينا أيضاً هنا مشكلة كبيرة جداً سنتحدث عنها في آخر المقال.

القياسات:

 

من صورة فضائية مقرّبة للبراكين من وكالة ناسا و صورة فضائية لأهرامات الجيزة – مع أخذ نسب إرتفاع التصوير بين الموقعين و حجم الكوكبين في الحسابات – تم قياس أبعاد و زوايا الثلاثة براكين و الثلاثة أهرامات ببرامج كومبيوتر و تصغير نسب المسافات و دراسة العلاقة بينهم و تثبيت إتجاه الشمال الجغرافي. الدراسة خلُصت إلى نسب القياسات التالية. إنظر بهدوء للمسافات بين الأهرامات فيما بينها و قمم البراكين فيما بينها و الزاوية التي تُحدثها ميول كل من هرم من-كاو-رع مع هرم خف-رع و بين قمم بركاني پاڤونيس مُن و أرسيا مُن:

المسافات بين أول هرمين و بين أول بركانين متماثلة (53 مم) و هي غير متماثلة بين أخر هرمين و بين آخر بركانين (47 مم و 59 مم) و تعزو الدراسة هذا إلى التغيّر في النشاط السطحي على المريخ في إتجاه الجنوب و دورانه حول نفسه على مدار 5000 سنة. لكن التناسب في المسافات بين الأهرامات و البراكين هو هام جداً (1.13 و 1.11 فقط) يعني هذا أن المصريين القدماء قد فهمو هذا التناسب و وضعوا به أهراماتهم على هضبة الجيزة التي كانت ترتفع عن مستوى سطح البحر بمقدار 60 متراً منذ 5000 سنة. لو أوجدت تناسباً بين إرتفاع هضبة الجيزة و بين كوكب الأرض ستجد أنها فوق المسطح الأرضي بنسبة هي عُشر متوسط إرتفاع براكين المريخ أي 1.6 مم (متوسط إرتفاع براكين المريخ هو 16 كم).

إذن النشاط البركاني على المريخ و تمدده و إنكماشه في آخر 30 ألف سنة هو الذي سبب الإختلاف الطفيفة بين نسب الثلاثة أهرامات و الثلاثة براكين. لكن التناسب الهندسي بين الأهرامات و البراكين كبير و عظيم و لافت للنظر جداً.

و ختاماً ...

الخطوط العريضة لهذه الدراسة:

1. تقترح أن أهرامات الجيزة بُنيت بين سنوات 7000-4000 ق.م. و ليس في سنة 2650 ق.م. لكن تقول أيضاً أن المصريين درسوا الثلاثة براكين المريخية جيداً فقط عندما كان المريخ يُرى جيداً جداً بكل تفاصيله قبل سنة 10,000 ق.م. و لهذا لا تستبعد أيضاً الدراسة أبداً أن بناء الأهرامات يجب يعود طويلاً إلى ما وراء سنوات 15,000 ق.م. أي منذ 17,000 سنة على أقل تقدير.  و هذا منطقي جداً لأن هناك أدلة أخرى عديدة على ذلك و أقدم من ذلك من علوم الفلك و العقيدة المصرية القديمة و الچيولوچيا و الأنثروپولوچيا. هذه الأدلة سأطرحها لك في كتابي القادم.

2. أن المصريين الأجداد قرنوا كوكب المريخ بحورس و أسموه حِر-دشر أي حورس الأحمر و حورس الذي لا يُقهر و كان رمز الحرب و الدم و الإنتصار في العقيدة المصرية الأوزيريسية. و لأن حورس عند المصريين كان باعثاً للإستقرار في مصر بعد فوضى الصراع مع "ست" الشرير و لأنه ذُكر عدة مرات على نصوص الأهرامات برمز العين الشهير كان من واجب ملوك أهرامات الجيزة عقائدياً تقديس حورس إبن أوزيريس و إيزيس و أن يُخلّدوا ذكراه ببناء أهراماتهم على كوكب مقترن بإسمه أو يُخلّدوا غضب حورس المقدس في صراعه مع ست في صورة غضب ثوران براكين المريخ الثلاثة. و في هرم الملك أوناس شوهد نقش لنجم حول الشمس و كان الخامس في الترتيب من الشمس بعد عطارد و الزهرة و الأرض و القمر ... و كان هو المريخ و كان معروف الموقع و الترتيب في المجموعة الشمسية.

3. أنه بين سنوات 7000-4000 ق.م. التي تقترح فيها الدراسة بناء أهرمات الجيزة  كان المريخ قد إبتعد من الكرة الأرضية إلى مداره الحالي. و بهذا المدار يكون المريخ في أقصى مسافة إقتراب له من الأرض كل 54 سنة. داخل الهرم الأعظم و في البهو العظيم توجد 27 فتحة على يمين اليهو و 27 فتحة أخرى على شماله. هذه 54 فتحة تُمثّل دورة المريخ حول الأرض بعد بناء الأهرامات.

مما لا شك فيه، أن أهرامات الجيزة لم تُبن بأي شكل و نظام عشوائيين و إنما كانت علماً من علوم النجوم و الكون و لم تكن قبوراً أبداً كما يعتقد الأثريون. و الأهم، أن المصريين العباقرة هم الذين بنوها بكل علم و دراية و ليسوا أبداً الفضائيين كما تهذي تلك القصص الخزعبلية.

... و لنا حديث آخر عن مصر العظيمة قريباً.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة